خان شيخون تبكي أبناءها ضحايا الكيميائي... "حق الشهداء لم يصل بعد"

في #خان_شيخون، المدينة التي لا تزال تعاني هول صدمة "الهجوم الكيميائي"، يرى السكان ان شيئا لن يعيد لهم موتاهم. لكنهم يأملون في ان تستمر الضربات العسكرية الاميركية "لردع" النظام السوري. ويقول الحاج كسار، بصوت عال أقرب الى الصراخ: "لم يصل بعد حق الشهداء".


ويضيف هذا التاجر الذي يبلغ 50 عاما، بلحيته البيضاء وعباءته الرمادية: "لأنّ دم الشهداء كان كثيرا وغزيرا وشديدا... أطفال قتلوا، وأشخاص فروا الى الملاجئ ليختبئوا من الطيران، فوجدوا المواد الكيميائية في انتظارهم في الملاجئ والمستودعات".


ويتساءل وهو يؤشر الى طائرة حربية تحلق في أجواء خان شيخون: "أين (تأثير) الضربة الاميركية وهذا الطيران في الجو؟ ويتدارك باسى: نأمل في الا تكون هذه الضربات رد فعل، بل ان تنتقم لدم الشهداء الذين سقطوا هنا في خان شيخون".


في خان شيخون، بدأ الناس يصحون شيئا فشيئا من الصدمة. الا ان بيوت العزاء لا تزال مفتوحة، خصوصا منزل عائلة اليوسف التي فقدت 19 من افرادها. اقرباء القتلى لا يرغبون في الكلام، وكانوا غارقين في حزنهم. ويقول أحدهم: "بدأنا الآن نصحو من الصدمة، ونشعر بأن الذي حصل معنا ليس طبيعيا، كأننا كنا في حلم"، من دون ان يتمكن من إكمال حديثه من شدة التأثر.


ويكرر ابو مهيب (37 عاما)، الضابط السابق في #الجيش_السوري: "لم يصل حتى جزء يسير من حق اهالي الشهداء". لكنه يقر في الوقت نفسه بان الضربة الاميركية "رفعت معنويات أهالي الشهداء" ويقول: "من المفروض معاقبة المجرم، وليس اداة الجريمة"، في إشارة الى استهداف المطار العسكري الذي قالت واشنطن ان الطائرات التي قصفت خان شيخون في محافظة إدلب انطلقت منها.


ويذكّر بما حصل في الغوطة الشرقية قرب #دمشق العام 2013، قائلا: "بعد مجزرة الغوطة، عاقبوا اداة الجريمة. وحاليا قُصف مطار هو ايضا اداة جريمة".


لا يخفي كثيرون فرحتهم بالضربة الاميركية التي ارادها الرئيس دونالد ترامب ردا على "الهجوم الكيميائي"، ولردع النظام السوري عن استخدامه على ما قال مسؤولون اميركيون. ويعرب ابو محمد الادلبي (30 عاما) عن "تأييده" للضربة الاميركية. "عساه خيرا، لكن كان يجدر ان تكون الضربة الاولى في الغوطة الشرقية" العام 2013.
في مدينة دوما في الغوطة، يتمنى ابو شهيد (30 عاما) "أن يكون هدف أي تدخل خارجي إنهاء معاناة الشعب السوري، والا يقتصر على ضربة واحدة".


من جهته، لا يرى ابو خليل، وهو من سكان دوما ايضا، ان الضربة الاميركية كافية للرد على هجوم خان شيخون. ويقول بالعامية: "قد تكون فركة اذن". ويضيف: "يجب يكون هناك رادع اكبر من ذلك. لا اتوقع ان هذه الضربة تكفي".


ووجد البعض ان الحل يكمن في حظر الطيران في سوريا. وتعج الاجواء السورية بالطائرات. الى جانب الطائرات السورية، هناك ايضا الطائرات الروسية المتحالفة معها، فضلا عن طائرات التحالف الدولي، بقيادة واشنطن.


ويرى الشاب حسان تقي الدين (27 عاما) في دوما ان "الشعب السوري لا يهمه موضوع الضربات العسكرية. ما يهمه هو فرض حظر جوي على كل الطيران".


يتحسر ابو علي في خان شيخون على سكان بلاده. "جزء من الشعب تهجر، وجزء آخر بات تحت التراب، وثالث يركض خلف المعونات". ويقول: "ان شاء الله يكون (ترامب) السبب في ان يذهب الجميع غصبا عنهم الى جنيف ليتفاوضوا، ويتوصلوا الى صلح". ويخلص: "اتمنى ان يتوقف ضرب الاسد، ويتوقف ضرب الاميركي، ويتوقف ضرب السوري، وتنتهي الحرب كلها".