" النهار" في الدامور: بعد جريمة قتل الياس وزوجته ليس كما قبلها

رمزي مشرفية

الياس أبو فيصل وزوجته مريام ياغي ضحيتان جديدتان من ضحايا التسيب والفلتان على انواعه الى جانب الفوضى في تغلغل العناصر الغريبة، ولاسيما في البلدات. قضيا بجريمة مروّعة شهدتها بلدة الدامور على ساحل الشوف عندما عُثر على الياس الثمانيني والمعروف من أبناء بلدته بال"كاداس" وزوجته ( 65 عاماً). جثتان تعرضتا لطعنات. الأول ممدد على سريره والثانية على الكنبة. أما الدوافع فرجحتها المعلومات الأولية والمتداولة بهدف السرقة.
وفي التفاصيل أن المغدور يقطن في الطبقة الأرضية من المبنى الذي يملكه والمؤلف من ثلاث طبقات في حي الزحليط في الدامور. والياس اب لاربعة أولاد: جوزف يقطن في بيروت وبيار وأرزة وإنطوانيت في المهجر. أما حفيد الضحية نجل جوزف فيتخذ من الطبقة الأولى من المبنى مشغلاً له في تصميم الأزياء.



 


في الملابسات أن جوزف إستفقد والده إذ حاول الإتصال به مرات عدة فلا من مجيب فإتصل بعدها بإبنه وطلب منه تفقد جده حين يصل الى الدامور، وبالفعل فإن الحفيد توجه لتفقد جده في الطبقة الأرضية ظهر أمس، فإكتشف أن باب المنزل كان مفتوحا قليلا على الرغم من أنه يبدو مغلقاً من بعد. فدخل وأكتشف الجريمة. الياس جثة على سريره مصابة بطعنة سكين في العنق. أما زوجته فكانت على الكنبة بوضع الجلوس وقد أصيبت بطعنتين إحداها في الرقبة والثانية في العنق. جثتان مضرجتان بالدماء.



وبحضور القوى الأمنية ورجال المباحث وألأدلة الجنائية والطبيب الشرعي الى المكان وتطويقه بدأت تتكشف معالم الجريمة المزدوجة. و وتمت عملية القتل بسكين من مطبخهما الذي عُثر عليه في حمام المنزل حيث غسل القاتل يديه ببرودة أعصاب قبل أن يغادر المكان الذي لا وجود لكاميرات المراقبة حوله. أما الطبيب الشرعي فقد أكد ان الوفاة حصلت منذ ما يقارب اليومين.
أهالي الدامور والجيران هرعوا الى منزل آل أبو فيصل مذعورين، ودارت ألاسئلة في رؤوسهم "ضيعانو مش حرام تكون نهاية الياس هيك. ما هذه الجريمة البشعة التي لم تشهد الدامور مثيلتها"؟
وفي الوقائع ونتيجة الكشف الأمني على المكان تبين أن حقيبة الزوجة قد إختفت من الخزانة فيما ترك عقد ذهبي في عنق الزوج ومسدسه الذي كان تحت الوسادة مع بعض الفوضى في المكان.





ومنذ الصباح تجمع عدد من أبناء البلدة والجيران وأصدقاء الياس امام المنزل الذي خُتم بابه بالشمع الأحمر لإستكمال التحقيقات وبعد أن نقلت جثتي الضحيتين الى مستشفى الجية بإنتطار أن يصل الأبناء من الخارج ظهر اليوم تحضيرا لمراسم الدفن .
الدامور في ذهول على الجريمة البشعة التي طاولت هذه إحدى عائلاتها: الياس ثمانيني متقاعد من الجيش يهوى الأسلحة، وكان مسدسه لا يفارق خاصرته في تنقلاته المحدودة كونه أصيب بعارض فالج وشفي منه. وكان يسير على الـ walker في تجواله ويعيش مع زوجته من زواجه الثاني حياة هادئة. ايادي الشر كانت له بالمرصاد بالأمس فإرتكبت بحقهما جريمة مروعة تُضاف الى سجل يوميات اللبنانيين.


الغفري
من جهته، رئيس بلدية الدامور شارل الغفري قال لـ"النهار": " جريمة بشعة غريبة هزت الدامور . الياس رجل آدمي صاحب واجب ومحبوب من الجميع. إننا نتطلع الى التحقيقات الأمنية ونعوّل على نتائجها .وإن البلدية بصدد البدء بتنفيذ إجرءات في البلدة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية". وأكد أن البلدية لديها مسح شامل للوجود السوري وغيره في الدامور".
وسئل هل هناك معلومات عن أسباب الجريمة أو حيثياتها؟ فأجاب:" نترك هذا الأمر للقوى الأمنية".
أما الياس زهران أحد أقرباء الياس فقال لـ"النهار": زلمي آدمي ثمانيني، أليس من الحرام أن تنتهي حياته وزوجته بهذا الشكل والبشاعة. إنها سابقة خطيرة شهدتها الدامور. وبعد الجريمة ليس كما قبلها، إذ أن الخشية والخوف قد تسربا الى نفوس الداموريين خصوصاً وأن كثيرين من أبناء البلدة هم من كبار السن واغلبية اولادهم في العاصمة".