بدء العمل التقني لتحديد متطلبات اعادة الإعمار...لماذا حصل هجوم خان شيخون اليوم؟

كان يفترض بمؤتمر #بروكسيل لدعم مستقبل سوريا والمنطقة أن يشكل فسحة أمل لهذا البلد المنهك نتيجة ست سنوات من الحرب الدامية، كما لدول الجوار التي تئن تحت وطأة عبء اللاجئين السوريين. وعزز الأمل المفترض تصريح الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسية الامنية فيديريكا موغيريني بأن الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والمؤسسات المالية الدولية بدأوا فعلياً العمل التقني لمعرفة متطلبات اعادة اعمار #سوريا.
ولكن الهجوم الدموي على منطقة خان شيخون بإدلب سرعان ما بدد التفاؤل واستأثر بالتصريحات الصادرة من العاصمة البلجيكية محولاً المؤتمر الخامس للدول المانحة الذي ينظمه الاتحاد الاوروبي بالتعاون مع الامم المتحدة منصة جديدة للتنديد بالفظاعات المرتكبة في سوريا.
ومع ذلك، قال مساعد الامين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الانسانية الاقليمي لأزمة سوريا كيفين كينيدي ل "النهار" أن المؤتمر مهم جداً، وخصوصاً لجهة القدرة على ابقاء المسائل الانسانية الناجمة عن الحرب السورية محور اهتمام المجتمع الدولي والدول والمؤسسات المانحة. ويعتبر المؤتمر متابعة ل"مؤتمر لندن" الذي عقد في الرابع من شباط 2016 .
ويصف كينيدي ما حصل في سوريا اليوم بأنه "فظيع"، وخصوصاً لجهة مقتل المدنيين والاطفال. وأضاف: "لماذا حصل هذا الهجوم في اليوم نفسه لمؤتمر بروكسيل...إنه سؤال مهم جداً".


جمع التبرعات


وتعقد الجلسات الرئيسية من المؤتمر غداً برئاسة ألمانيا والكويت والنروج وقطر وبريطانيا إلى جانب الأمم المتحدة. وهو سيضم ممثلين لسبعين دولة في مسعى دولي جديد بعد مؤتمرات في برلين ولندن وهلسينكي لجمع التبرعات على وقع استمرار الصراع.


وبرأي كينيدي، يكتسب مؤتمر بروكسيل أهميته كونه يضم الكثير من المنظمات السورية غير الحكومية التي تعمل على الارض، و"ستكون شهادات المشاركين في شأن الاعمال التي يقومون بها والمتاعب التي يواجهونها مهمة جداً وستكسب المؤتمر زخماً اضافياً كونها تنقل واقعاً على الارض".
غداً يوم مهم للمؤتمر كون المؤتمرين سيبحثون في عمليات التمويل، لا لسوريا فحسب، وإنما أيضاً للدول المحيطة التي تتحمل عبء النازحين السوريين، على غرار لبنان.
وكانت الأمم المتحدة ناشدت توفير ثمانية مليارات دولار هذه السنة لمواجهة إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم مع نزوح الملايين داخل #سوريا وإلى دول مجاورة فيما تتجه الأنظار إلى دول الخليج والمانحين الأوروبيين التقليديين.
وتعهد الاتحاد الأوروبي مبلغ 1.2 مليار أورو لهذه السنة2017. وستكون حكومات أخرى تحت ضغوط للوفاء بوعود قطعتها في شباط 2016 أثناء مؤتمر لندن الذي جمع 11 مليار دولار على مدى أربع سنوات.
ويؤكد كينيدي أن نسبة كبيرة من الالتزامات قد تم الايفاء بها (65 في المئة كتقدير أولي)، معتبراً أن العمل الذي نفذ ضخم، وإن يكن ليس كافياً.


عبء ضخم
ناقوس الخطر الذي دقه رئيس الوزراء سعد الحريري الاسبوع الماضي بتحذيره من أن بلاده تقترب من "نقطة الانهيار" بسبب ضغوط استضافة 1.5 مليون لاجئ ، يلقى صداه عند المسؤول الدولي الذي يقر بتأثير الازمة على هذا البلد الصغير، والعبء الذي تسببه أزمة اللاجئين عليه بطرق عدة، بما فيها على البنى التحتية والمدارس وانظمة المياه، واصفاً كل ذلك بأنه "عبء ضخم".
ومع ذلك، يرى أن ثمة دعماً كبيراً من دول أخرى ومن المؤسسات الدولية والجهات المانحة للبنان، آملاً أيضاً في زيادة الدعم أيضاً.
وعلى نحو أوسع، يلفت كينيدي الى اهتمام دولي كبير بتأثير الازمة السورية على الدول المجاورة، مذكراً بأنه خلال الأزمة الافغانية كان هناك أربعة ملايين لاجئ أفغاني في باكستان، "ولم أكن أسمع أحداً يتحدث عن عبء هؤلاء على الشعب الباكستاني". ويضيف:" في الازمة السورية، ثمة إقرار كامل من العالم بالعبء الذي يتحمله لبنان والاردن نتيجة الازمة السورية".


ربط المساعدات بسوق العمل
بعد مؤتمر لندن سادت مخاوف في لبنان من ربط المساعدات له بفتح سوق العمل أمام اللاجئين، فهل ثمة توقعات في هذا الشأن في مؤتمر بروكسيل، يجيب كينيدي أن مسائل من هذا النوع قد تكون بحثت اليوم، "ولست على اطلاع على التفاصيل".
ومن شأن خطوة كهذه أن تثير مشاكل اضافية في لبنان المنقسم أصلاً في موضوع اللاجئين. ولكن كينيدي ينأى بنفسه عن الموضوع، قائلاً: "لست خبيراً في سوق العمل، وكل ما يمكنني قوله هو أنه عندما يتوافر العمل للاجئ يمكن أن يبني حياته بشكل أفضل".
قد يكون في عنوان المؤتمر نوع من المجاذفة وخصوصاً لجهة "دعم مستقبل سوريا"، في ظل استمرار الانقسام بين الدول الاوروبية، على مصير الرئيس بشار الاسد. وعندما نسأل كينيدي هل يمكن أن يؤثر هذا الانقسام على الجهود لاعادة بناء سوريا، يصر على أن مهمته تنصحر في الشق اانساني ، وأنه يترك الجانب السياسي من الازمة السورية للمبعوث الدولي ستافان دوميستورا. وعندما نصر عليه بأن موغيريني صرحت اليوم بأن الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والمؤسسات المالية الدولية بدأوا فعلياً العمل التقني لمعرفة متطلبات اعادة اعمار سوريا، أجاب: "لا خطأ في التخطيط".


وقالت موغيريني في بروكسيل اليوم أنه من الأسهل تصور السلام إذا أعطيت بعض الامل بأن العملية يمكن أن تحظى بدعم آخرين، مذكرة بأن "العالم تفاجأ مرات عدة بنهاية نزاع". 
وتقدر وكالات الامم المتحدة أضرار الحرب في سوريا بنحو 350 مليار دولار حتى الان، بما فيها الاضرار الماديو وخسارة النشاط الاقتصادي.


 


Monalisa.freiha@annahar.com.lb
Twitter: @monalisaf