عزم "سيّدنا" كبير... تابت ينهض بأبرشية كندا "من المهد إلى اللحد"

كندا. ورشة نهضوية، أبرشية مارونية نموذجية في الاغتراب. همّة راعي ابرشية مار مارون مونتريـال المارونية المطران بول-مارون تابت قوية، وعزمه أن يشمل برعايته نحو 82 ألف ماروني، "من المهد الى اللحد"، وفق تعبيره. في ظل "نمو سريع" للموارنة في أبرشيته، أطلق مشاريع عدة، وأخرى قيد الإنجاز. ويعد بالمزيد.


من الساعة الأولى التي تسلم فيها الأبرشية في شباط 2013، قال: "غدا الاثنين يبدأ العمل". وبدأ العمل بالفعل كما قال، انطلاقا من شعار أسقفيته "احفظ الوديعة". "حملت هذا الشعار لأعمل على حفظ وديعة الكنيسة المارونية في كندا، وخصوصا أبناءها"، يقول لـ"النهار".
عزم "سيدنا" كبير. في الذهن، مشروع نهضوي، امتدت مرحلته الاولى على 4 سنوات، وتركزت على تنظيم الابرشية روحيا ورعويا وإداريا، و"مرافقة أبنائها والاهتمام بهم من المهد الى اللحد"، وفقا لتعبيره.
المرحلة الثانية أو "الاستراتيجية" انطلقت أخيرا، وتمتد على 3 سنوات. أولى مبادراتها الروحية، زيارة ذخائر القديسين مارون وشربل ورفقا والحرديني التي أُحضرت من لبنان، للرعايا المارونية تباعا طوال 3 سنوات، "لخلق حالة روحية كيانية، يضاف اليها طبع كنائسنا بروحانية القديسين الموارنة"، يقول تابت.
18 رعية مارونية تتوزع في مقاطعات نوفا سكوشيا، نيو برانسفيك، كيبيك، اونتاريو، ألبرتا، وبريتيش كولومبيا. 18 كنيسة حاليا. في عهده، أضاف تابت 4 كنائس، "ونبني 4 جديدة"، والمخطط "مورنتها". عدد الكهنة 22، رُسم منهم اثنان، اضافة الى 6 شمامسة و13 شدياقا. ولديه إكليريكيان يستعدان للكهنوت.
مع فريق عمل من 135 شخصا يتوزعون على 18 لجنة في الأبرشية، انطلق في المشاريع. "تثقيف موارنة كندا حول التقاليد المارونية واللبنانية" جزء من الاستراتيجية، الى جانب "تجذيرهم في لبنان عبر مشاريع انمائية". الهدف "مساهمتهم في انماء بلداتهم اللبنانية، وتثبيت المقيمين فيها". ومن المشاريع قيد الانجاز، "مشروع تأمين على الحياة لربط موارنة كندا بعائلاتهم في لبنان وتمكينهم من السهر عليها".
نحو 82 الف ماروني في كندا تشملهم تلك المشاريع. التصور التنظيمي لتابت يقوم على ان "نتابع الولد من ولادته الى موته. حتى قبل الولادة، نظّمنا حياة الاهل ليتحضروا لاستقبال ولدهم بالعمادة والتثبيت". كراريس مفصلة تحدد للاهل الخطوات اللازمة، منها وجوب تسجيل ولدهم في لبنان، "لكون ذلك جزءا من تجذير الموارنة فيه".
تنشئة الاولاد الموارنة أولوية. الأبرشية خصصت لهم "نشاطات في كل الرعايا تساعد في دمجهم: التعليم المسيحي، القربانة الاولى، الكشافة، ومدرسة اللغة العربية". والأرقام تعكس الاهتمام. "لدينا نحو 570 كشافا و330 طالبا في مدرسة اللغة العربية في مونتريـال".
وللشبيبة من 13 الى 17 عاما ومن 18 الى 30 عاما، لقاءات في الرعايا، الى جانب مؤتمرات سنوية. ويشرح تابت: "كل شاب او شابة من 18 الى 30 عاما يحضر هذه المؤتمرات 3 مرات، يدعوه الاسقف الى الالتحاق بأكاديمية القديس مارون". في هذه الاكاديمية، يتلقى تدريبا على القيادة والادارة الرعوية. و"بانتهائه، يصبح عضوا غير رسمي في المجلس الرعوي لرعيته. وبعد سنة أو سنتين، يعيّن رسميا عضوا فيه. وبالتالي، يصير لدينا خلال 3 او 4 سنوات مجالس رعوية تضم شبابا مدرَّبين يعرفون تقاليدهم وكنيستهم".
كراس آخر أعده تابت وفريق عمله عن "سر الزواج والتحضير له". "95% من الموارنة في كندا ملتزمون الزواج الكنسي. ولا زواج عندنا من دون تحضير"، يقول. غير أن ثمة مؤشرا يتوقف عنده: ارتفاع دعاوى بطلان الزواج الماروني: "عام 2016، نظرت الكنيسة في 5 دعاوى. وهذه السنة، لدينا نحو 23".
هذه الزيادة من نتائج ما يواجهه الموارنة هناك من تحديات، أولها "صادرة عن المجتمع الكندي العلماني الصرف، والمناهض للكنيسة. كذلك، هناك تحدي الحياة اليومية، لا سيما برودة الطقس. حياة العمل في كندا لا ترحم، مما يشكل تحديا للعائلة. وهناك أيضا التحدي القيمي المتمثل باختلاف قيم المجتمع الكندي عن قيمنا حول الحياة الزوجية والعلاقات الجنسية قبل الزواج والمخدرات... يضاف اليه تشتت العائلات بين لبنان وكندا والدول العربية. كل هذا يؤثر على مجتمعنا".


hala.homsi@annahar.com.lb
Twitter: HalaHomsi