أقوى موقف أميركي عن الأسد...نفس عبارات روسيا وايران

لم تكن التوقعات كبيرة من لقاءات وزير الخارجية الاميركي ريك #تيلرسون في #أنقرة. حجم الخلافات بين الجانبين أكبر من أن تحلها زيارة وزير خارجية لم يُعرف حتى الان خيره من شره بملفات الديبلوماسية الاميركية. ومع ذلك، اعتبرت المهمة "التركية" اختباراً لديبلوماسية قطب النفط، الذي لم يحمل لأنقرة الكثير، وإن يكن أطلق منها أقوى مواقفه منذ توليه مهماته، بقوله إن مصير الرئيس السوري بشار #الاسد يحدده الشعب السوري. 
كانت لائحة التمنيات التركية طويلة قبل وصول تيلرسون، بما فيها استرداد الداعية الاسلامي فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز الماضي، وإقصاء وحدات حماية الشعب الكردية من عملية تحرير الرقة الموعودة. وفي مبادرة حسن نية حيال الضيف، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم مساء الأربعاء انهاء عملية "سد الفرات" التي أطلقتها أنقرة قبل ثمانية أشهر بمباركة روسية وصارت عبئاً على أميركا.
ومع ذلك، لم تأت تصريحات تيلرسون بحجم تمنيات أنقرة. فالوزير الاميركي الذي سئل ثلاث مرات عن "وحدات حماية الشعب" التي تعتبرها أنقرة ميليشيا ارهابية تابعة ل"حزب العمال الكردستاني" وإمكان وقف واشنطن تعاونها معها، رد على الاسئلة الثلاثة من دون أن يذكر مرة الميليشيات الكردية، وترك نظيره التركي مولود جاويش أوغلو يكرر مواقفه من أن انقرة تتوقع "تعاونا أفضل" مع إدارة ترامب بشأن الفصائل الكردية المسلحة، وأن أي دعم أميركي ل"وحدات حماية الشعب " يعني خطرا على مستقبل سوريا.
والتقى تيلرسون الذي يعد اكبر مسؤول اميركي يزور تركيا منذ تولي الرئيس دونالد ترامب مهماته في كانون الثاني ، الرئيس رجب طيب اردوغان، لمدة تزيد عن ساعتين بعد أن اجتمع صباحا برئيس الوزراء بن علي يلديريم في انقرة.
وعقب لقاء تيلرسون مع اردوغان، ذكرت مصادر رئاسية أن الرئيس التركي ابلغ الى ضيفه أنه من المهم أن تُشن الحرب على الارهاب "من قبل الاطراف المناسبين والشرعيين".
كما ذكر مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان تيلرسون ويلديريم ناقشا "وسائل ترسيخ العلاقات الاساسية بين البلدين، على صعيدي الامن والاقتصاد".
وجاء في بيان اصدره مكتب يلدريم أن الوزيرين ناقشا مسألة سوريا التي تدخل العام السابع من الحرب، وتحدثا عن جهود اخراج "داعش" من العراق وسوريا.



(أف ب)


غولن
وكما بالنسبة لوحدات حماية الشعب، لم يأت تيلرسون على ذكر غولن، العدود اللدود الاخر لأنقرة.
وبالنسبة للمحلل التركي إلهان تانير:"لا شيء جديداً" في الزيارة. وقال ل"النهار": "لا شيء يسعد الاتراك...كل ما حصل عليه المسؤولون الاتراك في هذه الزيارة هو صورة مع وزير الخارجية الاميركية قبل الاستفتاء على الدستور المقرر الشهر المقبل".
كان واضحاً من كلام الوزير الاميركي أن ليس لدى واشنطن شيء تقدمه للأتراك على المدى القصير. ومع ذلك، يقول المحلل التركي ان اردوغان قد يستفيد داخلياً من الزيارة قبل الاستفتاء. ومع توقع ثلاثة أسابيع ساخنة في تركيا ، لم يستبعد أن يشن الرئيس التركي هجوماً لاذعاً على الاميركيين بعد الزيارة.


"درع الفرات"
وتأتي زيارة تيلرسون غداة اعلان انقرة الاربعاء انتهاء عملية "درع الفرات" التي باشرتها في سوريا في آب الماضي ضد "داعش" والمقاتلين الاكراد، من دون أن يتضح ما اذا كانت القوات التركية ستنسحب ام لا.
وفي اطار هذه العملية، استعاد المقاتلون المدعومون من تركيا، السيطرة على عدد من المدن من ايدي الجهاديين، منها جرابلس والراعي ودابق واخيراً الباب، حيث تكبد الجيش التركي خسائر فادحة.
وكانت هذه المدينة ذات الاهمية الاستراتيجية والتي تبعد 25 كيلومتراً جنوب الحدود التركية، آخر معقل للجهاديين في محافظة حلب شمال سوريا، وتمت استعادتها بالكامل في شباط.


واعلن اردوغان ان تركيا كانت تريد العمل مع حلفائها، لكن من دون الميليشيات الكردية، لاستعادة الرقة، عاصمة "داعش" في سوريا.
ويعتبر تانير قرار وقف العملية بأنه مبادرة حسن نية تركية حيال واشنطن، ولكنها لم تؤت ثمارها "ولم يحصل الأتراك على شيء في المقابل".وحتى أن أحداً من الصحافيين لم يسأل عن القرار اليوم.
وفي أي حال، لا تزال نتيجة العملية متفاوتة بالنسبة اليه. "فقد خسرت تركيا 70 جندياً، وتمكنت من الاستيلاء على الباب ونظفت المنطقة الحدودية من داعش، ولكنهل لم تستطع قطع الطريق على الاكراد لمنعهم من ربط مناطقهم". ولا يرى استراتيجية خروج واضحة بعد لتركيا من سوريا. ويقول: "بعد الرقة سيصير الاتراك في سوريا هدفاً لهجمات من أطراف عدة، فكيف ستتصرف تركيا عندها؟ هذا ليس واضحاً بعد".


الاسد
الموقف "المفاجئ" الذي لم يتوقعه أحد في زيارة تيلرسون، كان بحسب تانير قوله إن الشعب السوري سيقرر مستقبل الرئيس بشار الأسد. ويناقض كلام تيلرسون تصريح مندوبة واشنطن لدى مجلس الامن نيكي هالي الاربعاء بأن الرئيس السوري بشار الأسد "عقبة كبيرة في محاولة المضي قدما" لوضع نهاية للصراع المستمر منذ ست سنوات بسوريا.


وحتى الآن لم تصدر عن إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب مؤشرات واضحة على انخراطها في الجهود الدبلوماسية لانهاء الحرب التي اسفرت منذ ست سنوات عن مقتل أكثر من 320 الف شخص وتهجير خمسة ملايين شخص بحسب الامم المتحدة.
كما انها لم تعلن رؤيتها للحل السياسي خصوصا في ما يتعلق بمصير الرئيس السوري الذي تطالب المعارضة برحيله كما فعلت الادارة الاميركية السابقة برئاسة باراك اوباما على مدى سنوات.
ولكن تانير يلفت الى انها المرة الاولى يقول مسؤول أميركي بهذا المستوى كلاماً ينسجم تماماً مع الموقفين الروسي والايراني في شأن مصير الاسد. ومع أن وزير الخارجية التركي لم يسأل عن الموضوع، كان بامكانه التعليق. ويخلص تانير الى أن التزام جاويش أوغلو الصمت يعني أن تركيا لم تعد تصر على رحيل الأسد.
Monalisa.freiha@annahar.com.lb
Twitter" @monalisaf