قلب نابض يا أبا الغيط ؟!

راجح الخوري

من أين جاء أحمد أبو الغيط بهذه الديباجة المضحكة - المبكية في قمة البحر الميت، عندما قال إن المواطن العربي يستشعر جراح إخوانه الذين يعيشون في مناطق الأزمات، وان القلب العربي ما زال حياً نابضاً بدليل وجود النازحين الملاذ الآمن والإستضافة الكريمة لدى إخوانهم في الدول العربية؟
عن أي قلب عربي يتحدث والمنطقة فيض من الموت والدمار وطوفان من المهجّرين الذين ينوء بهم لبنان والأردن تحديداً، في حين ضاعت كل المناشدات والمطالبات لتقاسم أعباء اللجوء بشرياً ومالياً ولم يستشعر أحد مصائب أحد على ما يتكرم ابو الغيط ويقول؟
نحن نعرف ان الأردن الذي عرض استضافة القمة الثامنة والعشرين بدلاً من اليمن حيث كان يجب ان تُعقد، يملك شبكة من العلاقات الدافئة مع كل الدول العربية، وان الملك عبدالله الثاني يطبق سياسة ذكية إستيعابية تنبع من عقلانية وحكمة، وليس إصراره على استضافة القمة وسعيه الواضح الى إنجاحها إلا دليل على هذا.
لكن السؤال العميق يبقى دائماً، ماذا استطاعت القمم ان تقدم او تحسّن في الوضع العربي الذي ينحدر من سيئ الى أسوأ، وهل يمكن قمة البحر الميت ان تغيّر شيئاً في نمطية الفشل التاريخي الذي نتج من أعمال هذه القمم منذ البداية تقريباً؟
بأزاء هذا الواقع المؤسف ليس كثيراً اذا قلت إن الملك عبدالله الثاني يحقق إنجازاً لمجرد إنعقاد القمة، التي يفترض ولو لمرة أولى واضحة وعملية ومقنعة، ان تقدم للعالم خطاباً جريئاً عن إدانة الإرهاب الذي اختطف الدين الإسلامي وشوّه صورته، وان تضع خطة واعية وجريئة ومستدامة [نعم مستدامة] تعطي الدول العربية الدور الطليعي في اجتثات هذا الإرهاب.
المعلومات التي توافرت عن "إعلان عمان" تفيد ان البيان الختامي للقمة سيتضمّن ١٧ بنداً تشمل كل الملفات والقضايا العربية وفي مقدمها قضية فلسطين، التي تتردد أنباء عن خطة أميركية عربية تدرس وراء جدران مغلقة لحلّها بعيداً من مبدأ الدولتين وهو ما يثير رفضاً فلسطينياً قوياً، اضافة الى الأزمة السورية التي يصادف انها تواجه فشلاً جديداً في "جنيف ٥"، حيث يستعد ستافان دو ميستورا للإستقالة، وطبعاً الحرب على الإرهاب من الموصل الى الرقة والتقاطعات الإقليمية والدولية فوقها وعليها!
الحديث عن غياب التحفظات العربية عن بند التضامن مع لبنان مؤشر إيجابي، يساعده في الموافقة على بند إدانة التدخلات الإيرانية في الدول العربية وهو ما سبق لقمة موريتانيا والقمة الإسلامية في اسطنبول أن وافقتا عليه. اما موقف لبنان من بند اعتبار "حزب الله" منظمة ارهابية وإدانة تدخله في سوريا، فالرد عليه من خلال خطاب القسم والبيان الوزاري، والمأمول ان يستوعب الأشقاء العرب حساسية الموقف اللبناني.


rajeh.khoury@annahar.com.lb - Twitter:@khouryrajeh