خبير يشرح لـ"النهار" بالصور...هذه أضرار سد الطبقة وخطر الفيضان صار حقيقياً

استند الخبير المستقل أبازوفتيش ألداين الذي يدير موقعاً متخصصاً في الابحاث العسكرية والارهاب المضاد والاستخبارات ويركز على البلقان وأوروبا الشرقية والشرق الأوسط، الى صور جوية لسد #الطبقة وأخرى وزعها "#داعش" لغرفة التحكم والأبراج المتضررة، ليؤكد ل"النهار" أن سد الطبقة أصيب نتيجة الغارات والقصف، ولكنه ليس مهدداً بالانهيار، وخصوصاً أن هيكليته ليست متضررة كثيراً، لكنه حذر من أن مستوى المياه خلف السد صار مرتفعاً بشكل خطير ويهدد بفيضان نتيجة توقف غرفة التحكم عن العمل، وإن يكن لفت الى ان القوات الاميركية لن تسمح بحصول كارثة.


ويبدو أن الوضع يتغير سريعاً في السد بعد تعرضه لقصف وغارات أميركية وتوقع غرفة التحكم عن العمل. وقد انضم اليوم عاملون سابقون في السد الفرات محذرين من أن السد في خطر حقيقي.


ويعتبر سد الطبقة الأكبر في سوريا وهو يقع على نهر الفرات، على مسافة 40 كيلومتراً غرب مدينة الرقة. وأقرب المدن إليه هي مدينة الطبقة التي جنوب السد. وسيطر "داعش"على منشآته منذ 2014، ومع بدء قوات سوريا الديموقراطية (قسد) التقدم في اتجاه الطبقة في أواخر كانون الثاني 2017، باشر التنظيم التهديد بأنه سيفتح منافذ المياه آملاً في وقف تقدم قوات "قسد" أو على الاقل ابطائه. ويوم الاحد، أعلنت "قسد" تمكنها من السيطرة على أكثر أجزاء السد ، الا أن السد توقف عن العمل.


وفي اليوم نفسه، أصدرت حسابات تابعة ل"داعش" أربعة بيانات تدعي بأن سد الطبقة مهدد بالانهيار بسبب الغارات الكثيفة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة.
وفي البيان الاول، يقول مصدر من خدمات الديوان أن سد الفرات قرب الطبقة هو خارج الخدمة، وأن جميع البوابات أغلقت بسبب القصف الجوي والمدفعي الاميركي العنيف.
وفي البيان الثاني، نسبت وكالة "أعماق" الى مصدر أن سد الفرات توقف عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي الرئيسي، مما أخرج كل أقسام السد وتجهيزاته من الخدمة.


وفي البيان الثالث، حذر "داعش" من أن السد مهدد بالانهيار في أية لحظة بسبب الغارات الأميركية وزيادة كبيرة في مستويات المياه المحجوزة بالسد.
وفي البيان الرابع، قالت خدمات الديوان إنها عاجزة عن ارسال فرق الصيانة الى سد الفرات بسبب القصف الاميركي الكثيف.
وفي وقت لاحق وزع داعش صورة لغرفة المراقبة في السد مدعياً بأنها دمرت في غارة اميركية.



 


ويقول أداين إن الصورة تظهر أن الغرفة مدمرة تماماً. ولكنه يلفت الى أن الضرر داخل الغرفة لا يتطابق مع الادعاء بتعرضها لغارة، وإنما يبدو أكثر كأنه ناجم من حريق. وتبدو الاثار السوداء على الجدران والمعدن كأنها نتيجة حريق ودخان.


ومساء 26 آذار، وزعت الولايات المتحدة صورة ملتقطة بطائرة من دون طيار لسد الطبقة.
وفي الصور لا تظهر أية آثار لغارات على التوربينات الكهرومائية لسد الطبقة، (العلامة الخضراء). ويلاحظ الضرر على برجي المراقبة، وخصوصاً آثار نار ودخان ترتفع من البرج الشمالي وجزء من ألواح السقف تبدو مفقودة على كلا البرجين. ويفترض الشكل المستطيل أنها أزيلت أو ضريت مباشرة أو انهارت. (علامات حمراء)



 






ولا تظهر صور ملتقطة عبر أقمار اصطناعية ووزعها "ديجيتال غلوب" من تاريخ 23 آذار أي أضرار للسد أو برجي المراقبة.


كذلك، لا تبدو في صورة جوية أخرى من 24 آذار لبرج المراقبة الشمالي أية أضرار اطلاقاً.وهذا يفترض أن الاضرار للبرجين حصلت بين 24 آذار و26 منه.







 


وأبلغ المدير السابق لسد الطبقة إلى هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" أن غرف المراقبة تقع في البرجين.
ومساء 27 آذار، وزع داعش صوراً جوية جديدة للسد ولقطات فيديو من الداخل. وفي اللقطات الجوية يبدو برجا المراقبة قد تعرضا لأربع ضربات.



 


وتظهر اللقطات من الداخل حفرة قطرها صغير، وهي تتطابق مع حفرة قرب اللوحة المنهارة.



 


وتبدو بقايا القذيفة التي وجدت تحت الحفرة الصغيرة سليمة، ومعظمها محترق مع بعض الخدوش على الجانب. ولا آثار لشظايا على الحائط.وتظهر أيضاً قذيفة أخرى مع علامات حريق أيضاً ولكن بلا شظايا على الجدران الجانبية.



 


وتوضح تحقيقات اضافية أن الجانب الخلفي للقذيفة الثانية يتطابق مع قنبلة الاختراق بي أل يو 109. التي استخدم التحالف مثلها في ليبيا.  



ويخلص ألداين إلى تأكيد أن برجي المراقبة أصيبا بقنابل بي أل يو 109 التي يستخدمها التحالف، يقول ألداين أنه لا يمكن التأكيد أن الضرر في الداخل ناجم من القصف نفسه. وثمة حاجة الى أدلة اضافية لتأكيد ذلك.


مولد ديزل
وفي حديثه ل"النهار" عبر "تويتر" يقول إنه مع عندما ينقطع التيار الكهربائي عن السد، يكون هناك عادة مولد يعمل بالديزل يستخدم في حالات الطوارئ لتنظيم تدفق المياه فوق السد لمنع المياه من الارتفاع الى معدلات خطيرة. ومولد الديزل لا يبدو متضرراً.  


ومن خلال صورة للسد، يشير الى بوابات المفيض التي تسيطر على مستوى المياه خلفها، ويلفت الى أن الخطر الوحيد يكمن في أنها مغلقة حالياً، والمياه ستتراكم خلفها وتسبب بفيضان السد.


وفي صورة حديثة، قال ألداين إنه صار ممكناً القول إن مستوى المياه خلف سد الطبقة صار مرتفعاً الى درجة خطيرة.



 


 


ومع رتفاع مستوى الخطر، قال ألداين أنه يمكن معالجة مشكلة المياه خلف السد الى درجة ما من جل قناة الري.



 


وعلى رغم الخطر المتزايد من فيضات، قال:" أعتقد أن القوات الاميركية التي صارت في المنطقة ستبذل كل ما في وسعها لتجنب مثل هذا السيناريو".


وكانت صورة سابقة عرضها الخبير أظهرت أن مستوى المياه مرتفع ولكن ليس الى درجة التسبب بفيضان.


monalisa.freiha@annahar.com.lb


twitter: @monalisaf