فرصة هندسها الشيخ صباح

راجح الخوري

أي تحسّن في العلاقات بين ايران ودول مجلس التعاون الخليجي، يرتبط بسؤال جوهري: هل يقرأ حسن روحاني والمرشد علي خامنئي، في الأبجدية السياسية لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وفي رؤيته الديبلوماسية الحكيمة، وفي بعد نظره التاريخي، وخبرته المعروفة في هندسة الوفاق قاعدة للعلاقات والصداقات بين الدول؟
لا يستطيع حسن روحاني ان يعبر الى الخليج من البوابة الكويتية، وهو يتحدث عن "فوبيا ايران وسوء فهم الخليج" ليس لأن تصرفات ايران وتدخلاتها واضحة في الشؤون الداخلية لدول الخليج فحسب، بل لأن هناك في طهران من يصرح علناً ان ايران تدير المنطقة وتتحكم بعواصمها! ولا يستطيع حمد أبو طالبي مدير مكتب روحاني أن يقول قبيل وصول روحاني الى مسقط والكويت، إن الزيارة فرصة طيبة ونادرة لفتح قنوات الحوار داعياً الخليجيين الى استغلالها ومحذراً من أنها لا تتكرر، حين يهبط قاسم سليماني في موسكو لتعكير مناخات التقارب الروسي مع الدول الخليجية.
يجب أن يكون واضحاً وجلياً، أن أمير الكويت هو الذي هندس هذه الفرصة الطيبة والنادرة لإصلاح العلاقات الخليجية مع ايران، بعدما شاهد قبل خامنئي وروحاني، الغيوم السياسية الداكنة تتلبد في سماء طهران وتشكّل قوساً يحاصرها من كل الجهات، بما سيفرض عليها إعادة النظر في سياسة تخريب العلاقات مع الجيران الخليجيين التي مضت فيها بعيداً. علاقات طهران الملتهبة مع واشنطن دونالد ترامب، وعلاقاتها مع روسيا على تناقض متزايد في الرهانات السورية، العلاقات التركية الدافئة مع روسيا، والحارة مع دول الخليج كما تكشف تصريحات رجب طيب أردوغان في الرياض عن الخطر الفارسي، التطورات الميدانية في اليمن، الأزمة الإقتصادية المتفاقمة في ايران، كل ذلك شكل منطلقاً لكي يلتقط الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح "الفرصة النادرة والطيبة" لحل المشاكل المتفاقمة بين ايران ودول الخليج تحديداً عبر البوابة الكويتية. وهكذا أوفد وزير الخارجية صباح الخالد الحمد الصباح في ٢٥ كانون الماضي الى طهران وحمّله رسالة تتضمن رؤية خليجية لقيام حوار سياسي بين ايران وجيرانها الخليجيين، والرؤية تدعو الى تحسين العلاقات على أساس ميثاق الأمم المتحدة ومبادىء القانون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
أمير الكويت هو الذي هندس الفرصة ولم تتأخر الخارجية الكويتية في الرد في حينه على التصريح السلبي لبهرام قاسمي، والآن يهبط روحاني فجأة في مسقط والكويت وتسبقه تصريحات تدعو الى "تثمين الفرصة التاريخية"، وهو يدعو الى حسن الجوار وضمان الأمن في منطقة الخليج [سمّاه الفارسي] داعياً الى "التفكير في التعاون والوحدة وسد الفجوة الزائفة بين المسلمين سنّة وشيعة".
قاموس الشيخ صباح يهضم مبررات هذا الكلام، لكن المهم ان يقرأ روحاني وخامنئي جيداً الفرصة الكويتية.


rajeh.khoury@annahar.com.lb - Twitter:@khouryrajeh