"مفاجأة" في متحف ونستون تشرشل..."هل نحن وحدنا في الكون؟"

 


يعرف كثيرون ان ونستون تشرشل كان سياسيا بارعا وقائدا محنكا وخطيبا مفوها. لكن قلة يعرفون اهتمامه الكبير بالعلوم وابحاثه حول وجود حياة في الكون خارج كوكب الارض. وقال عالم الفيزياء الفلكية ماريو ليفيو في مقال نشره في مجلة "نيتشر" البريطانية: "كانت مفاجأة كبيرة لي العام الماضي حين زرت متحف تشرشل الوطني، وقدم اليّ مديرة بحثا كتبه تشرشل".


ونشرت مع المقال مقتطفات من هذا البحث بعنوان: "هل نحن وحدنا في الكون؟" وكتب تشرشل هذا البحث بين الثلاثينات والخمسينات من القرن العشرين، ويقع في 11 ورقة تحتوي على كم من الاسئلة عن امكان وجود حياة خارج الارض. وهذه الاسئلة ما زالت قائمة رغم التطور العلمي المحقق منذ ذلك الزمن في مجال الفضاء. وقال ليفيو: "المذهل هو الطريقة التي كان يفكر بها حول هذه المسألة، كأنه عالم كان يستخدم ادلة ما زالت صالحة الى الآن".


وانطلق تشرشل من ان احتمال ان تكون الحياة حكرا على كوكب الارض ضئيل، اذ ان الكون شائع مترامي الاطراف. وانطلق بعد ذلك الى تعريف الحياة، قائلا انها القدرة على التناسل والتكاثر. بعد ذلك تحدث عما صار العلماء يسمونه في ما بعد المناطق القابلة للحياة.


ويقول العلماء المعاصرون ان كوكبا ما يقع في المنطقة القابلة للحياة، حين يكون على مسافة معتدلة من شمسه، بحيث لا يكون سطحه ملتهبا ولا متجمدا، بل يسمح بوجود المياه سائلة عليه. وكتب تشرشل في بحثه ان الحياة لا يمكن ان توجد الا في امكنة تراوح فيها درجات الحرارة بين صفر و100 درجة. ويقدر وجود اعداد كبيرة من الكواكب في الكون يتوفر فيها هذا الشرط، على ان يكون حجمها مناسبا ايضا، وضغطها الجوي مناسب.


وتوصل الى هذه الملاحظات قبل عقود من اكتشاف مهمة "كيبلر" وجود مليارات الكواكب خارج المجموعة الشمسية تدور حول شموسها في مسافات معتدلة، ضمن مجرة درب التبانة. وكتب: "انا متفاجئ بقدرة الانسان على التفكير بان الارض هي وحدها التي تضم الحياة وتعيش فيها مخلوقات ذكية في هذا الكون الشاسع".