مصريون في الميادين: "انزل يا سيسي .. طهر يا سيسي"

لبت حشود هائلة من المتظاهرين المصريين دعوة الفريق اول عبد الفتاح السيسي قائد الجيش المصري ووزير الدفاع، للتظاهر لمنحه "تفويضا" لمواجهة العنف والارهاب، ونزل مئات الالاف منهم تلبية للدعوة في مقابل عشرات آلاف من انصار الاسلاميين المطالبين بعودة الرئيس محمد مرسي للحكم وسجلت اشتباكات ومناوشات هنا وهناك بين الطرفين كان اشدها في الاسكندرية حيث قتل خمسة اشخاص.


ونقلت وسائل الاعلام الرسمية المصرية عن مصدر امني ان التقديرات الاولية لعدد من نزل الجمعة في ميادين مصر كلها هو 26 مليون مواطن. ونزلت حشود ضخمة الى ميدان التحرير في قلب القاهرة وفي محيط قصر الاتحادية الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة (شرق العاصمة) للتعبير عن تأييدها للجيش الذي يخوض مواجهة مع جماعة الاخوان المسلمين بدات منذ تظاهرات شعبية ضخمة في 30 حزيران تطالب برحيل مرسي وتوجت بعزله في الثالث من تموز الجاري.


وقال مراسلو ومصورو فرانس برس ان ميدان التحرير امتلأ عن اخره بالمتظاهرين الذين انتشروا كذلك في الشوارع المحيطة به في وسط المدينة، كما احتشد عشرات الالاف في الشوارع المحيطة بقصر الاتحادية. ورفعت بكثافة في ميدان التحرير وفي محيط قصر الاتحادية وفي محافظات اخرى صور الفريق اول عبد الفتاح السيسي، مكتوبا عليها عبارات مختلفة منها "رمز الوطنية المصرية" و"الشعب كله معاك يا قلب الأسد" و"خليفة عبد الناصر". وردد المتظاهرون شعارات "انزل يا سيسي .. طهر يا سيسي".


وظهرت في بعض التجمعات صورة للسيسي تحمل في الخلفية صورة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر (1954-1970) في ايحاء بان السيسي يواصل ما بداه عبد الناصر الذي دخل في صراع سياسي وامني مرير مع الاخوان خصوصا في ستينات القرن الماضي. وتزامن ذلك مع احياء مصر اليوم الذكرى ال 57 لتاميم قناة السويس.


كما ظهرت بين المتظاهرين بعض صور للرئيس الراحل انور السادات (1970-1981) الذي اغتاله متطرفون اسلاميون. وشهدت مدينة الاسكندرية اشتباكات بين انصار جماعة الاخوان المسلمين والمتظاهرين المعارضين لها اوقعت خمسة قتلى و72 مصابا.
ووقعت الاشتباكات في ميدان محطة الرمل بقلب الاسكندرية حيث تجمع المتظاهرون الاسلاميون منذ الصباح بينما احتشد عشرات الالاف المعارضين لهم في ميدان سيدي جابر (شرق المدينة).


من جهة اخرى، قال المصدر نفسه ان 16 شخصا اصيبوا بجروح جراء اطلاق ثلاثة مجهولين الخرطوش على مسيرة متجهة من المرج (شمال القاهرة) الى ميدان التحرير. واضاف المصدر الامني أنه "تم نقل المصابين الى المستشفى لتلقى العلاج اللازم حيث خرج منهم 12 شخصا بعد تلقي الاسعافات اللازمة، وتم حجز الأربعة الباقين لاستكمال علاجهم".


وقبضت قوات الامن بالقاهرة على 15 من مؤيدي مرسي المعزول خلال الاشتباكات التي شهدها حي شبرا ظهر الجمعة. وذكرت وزارة الصحة في وقت سابق ان نحو عشرة اشخاص اصيبوا في دمياط في دلتا النيل. كما ادت مواجهات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه في حي شبرا بالقاهرة الى اصابة نحو عشرة اشخاص بجروح الجمعة، وفق مصادر طبية.


ونظم المؤيديون للجيش افطارا جماعيا في ميدان التحرير والاتحادية وسط اجواء احتفالية فيما كانت مروحيات عسكرية تحلق ملقية باعلام مصر وبزجاجات المياه قبيل الافطار.


وشهدت مدن اخرى تظاهرات عدة مؤيدة للجيش، من بينها الاسكندرية والمنوفية والمنصورة والسويس وبورسعيد ودمياط والمحلة واسيوط.


في المقابل، وفي ميدان رابعة العدوية بضاحية مدينة نصر، تجمع عشرات الالاف من انصار جماعة الاخوان والاحزاب الاسلامية المتحالفة معها تلبية لدعوة "تحالف دعم الشرعية واسقاط الانقلاب".


وكانت السلطات كثفت الاجراءات الامنية في القاهرة وباقي المحافظات بعد ان اوقعت اعمال العنف الناجمة عن حالة الاضطراب السياسي في البلاد اكثر من 200 قتيل في خلال شهر.


وفي ميدان التحرير، قال محمود ابو هاشم الذي قدم من الشرقية الى ميدان التحرير مع ابنه الذي كان يرفع علم مصر: "اتظاهر لدعم الجيش والشرطة في التصدي للارهاب. الاخوان وحماس ارهابيون"، طالبا من السلطات طرد السفيرين الاميركي والتركي بسبب مواقف اعتبرت داعمة للاسلاميين.


وغير بعيد منه في الميدان قال زين العابدين عبد العظيم: "نريد الاستقرار، انا انتخبت مرسي لكن خاب املي وجئت اليوم تلبية لدعوة السيسي لدعمه ضد الارهاب".


اما في منطقة رابعة العدوية فقال ابو المعاطي وهو من ابناء المنصورة (شمال البلاد) "جئت الى هنا لدعم رئيس مصر الحقيقي. لا نقبل غير مرسي وسنتظاهر سلميا". وفي الاسكندرية قال احمد عاطف العامل بمقهى (42 عاما) "ادعم السيسي لانه يمكن ان ياتي بالامن والسلام".


وفي تطور مفاجىء ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية صباح الجمعة ان قاضي التحقيق امر بحبس مرسي 15 يوما احتياطيا بتهمة "التخابر مع حماس" و"اقتحام السجون".


وقالت الوكالة ان "المستشار حسن سمير قاضي التحقيق المنتدب من محكمة استئناف القاهرة اصدر قرارا بحبس الرئيس السابق محمد مرسي لمدة 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيقات التي يجريها معه".


وبين هذه الاتهامات ذكرت الوكالة "السعي والتخابر مع حركة حماس للقيام باعمال عدائية في البلاد والهجوم على المنشآت الشرطية والضباط والجنود واقتحام السجون المصرية وتخريب مبانيها واشعال النيران عمدا في سجن وادي النطرون وتمكين السجناء من الهرب وهروبه شخصيا من السجن" مطلع 2011.