الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

فوضى و"تحطيم حياة" بعد قرار ترامب... الكلمة الآن للقضاء وتمثال الحرية

المصدر: "النهار"
ديانا سكيني
ديانا سكيني
فوضى و"تحطيم حياة" بعد قرار ترامب... الكلمة الآن للقضاء وتمثال الحرية
فوضى و"تحطيم حياة" بعد قرار ترامب... الكلمة الآن للقضاء وتمثال الحرية
A+ A-

خوف وقلق سيطرا على الجاليات العربية والمسلمة في الولايات المتحدة اثر القرار التنفيذي الصادر عن الرئيس الأميركي دونالد #ترامب، والقاضي بمنع رعايا من سبع دول عربية ومسلمة دخول البلاد لمدة ثلاثة أشهر، بالتوازي مع تعليق العمل بقبول استقبال لاجئين سوريين.


وتحوّلت مكاتب جمعيات حقوقية خليّة نحل للردّ على شكاوى واتصالات من رعايا الدول السبع، لا سيّما بعد أخبار التوقيفات في مطارات أميركية، أو منع مسافرين من اكمال سفرهم عبر مطارات في العالم. وقامت الجمعيات بتوزيع ارشادات وتدشين خطوط ساخنة للردّ على الاستفسارات، وفي محاولة شبه مستحيلة لادارة حالة الفوضى القائمة.



 


السورية ساميا دبّاغ مهاجرة شرعيّة وصلت كاليفورنيا منذ 6 أشهر، تعمل مساعدة في عيادة شقيقها الطبيب، وتقوم بالاجراءات اللازمة للتسجيل في الجامعة متابعة للدكتوراه.


قالت سامية لـ"النهار" ان "الأمور غير واضحة بعد، ولا نعلم ماذا سيحلّ بنا، لكن أعتقد من المعلومات التي جمعتها حتى الآن، أنّي في مأمن، مع توجب عدم مغادرتي البلاد حالياً".


تشارك ساميّة على صفحتها في موقع التواصل "فايسبوك" المواد الاعلامية المناهضة لقرارات ترامب التي تصفها بـ"المتهورة واللاانسانية والمعارضة للدستور الأميركي"، خصوصاً تجاه أشخاص هاجروا من وطنهم بسبب الحرب والاضطهاد.
من جهته، روى باسل عبود، وهو سوري الجنسية، لـ"النهار" حكايته وملؤها القلق على المصير. وصل عبود وعائلته الى ولاية ميشيغين منذ خمسة أشهر بعد رحلة طويلة ومضنية للنجاح في الحصول على تأشيرة دخول. وفور وصوله، ساعده المعارف في استئجار منزل وادخال ولديه الى المدرسة، وباشر طلب تقديم لجوء.



 


وكانت دبي آخر محطة للعائلة التي تنقلت خلال ست سنوات من الحرب السورية بين قطر والسعودية والامارات، وواجهت مشاكل في الحصول على اقامة، ففي الامارات "رفض طلبنا 25 مرة". الآن ينوي عبود بمساعدة أصدقاء توكيل محام، ويقول لـ"النهار": "اذا لم ينجح الأمر في ميشيغن، قد نحاول من كاليفورنيا، لا يمكن ان يحطموا حياتنا ويرحلّونا فليس لدينا مكان نذهب إليه... وفي نهاية المطاف اذا أصرّوا على إخراجنا من هنا سنتوجه الى كندا".
وتوجد حالات انسانية صعبة لا يعرف كيف سيتم البتّ فيها بعد، هناك مهاجرون شرعيّون أو حاملو بطاقة الاقامة الخضراء كانوا في زيارات خارج الولايات المتحدة، وقد يمنعون الآن من دخولها مجدداً.


بالكاد تمكنّا من انتزاع بعض دقائق من المحامي خالد بيضون من "الجمعية العربية لمناهضة التمييز" في واشنطن، وقد أخبر "النهار" في اتصال هاتفي، ان الجمعية تلقت مئات الشكاوى منذ صدور القرار، "هناك فوضى كبيرة والناس يريدون أجوبة عن أسئلة لم توضحها ادارة ترامب". ويقول خالد ان الموظفين في مطار جون كينيدي كانوا عاجزين عن الاجابة على أسئلة قانونية وادارية طرحت عليهم، وقيل لأحد المهاجرين العراقيين "اذهب واسأل دونالد ترامب".



 


وبينما كانت أصوات رنين الهواتف والمكالمات تصدح من حول بيضون، تحدث عن مطالبة الجمعيات الحقوقية كل من يحمل "غرين كارد" أو بطاقة الاقامة الخضراء عدم مغادرة البلاد لأنهم اذا رغبوا في الدخول مجدداً لن يسمح لهم ذلك. وأوضح ان الرهان الآن ينصبّ على تغيّر الأمور بعد انقضاء مهل القرار التنفيذي ومن خلال المعارك القضائية، لذا لا يجب ان يغادر هؤلاء الرعايا الأراضي الأميركية الآن. وأوضح "ألا قرار حالياً بطرد من يحمل "غرين كارد" من رعايا الدول السبع أو المهاجرين الشرعيين المقيمين أو من يقوم بزيارة ويتواجد حالياً داخل أميركا، بل يقتصر الأمر على منع دخول البلاد"، خاتماً بأن الأمور معقدة، وهناك حالات لا تشبه احداها الأخرى، فماذا سيحصل للطلاب الذين يدرسون هنا اذا رغبوا في ان يغادروا البلاد لاجازة قبل ان يعودوا، قرار ترامب يخبرنا انهم سيمنعون من الدخول، لكن تفسيرات مسؤولين في الادارات الرسمية تتحدث عن دراسة للحالات كل على حدا، وماذا سيحصل للزوجة حاملة جنسية الدول السبع والتي لم تحمل بعد جنسية زوجها الأميركي بعد، وماذا عن التاجر الذي يطاله المنع والذي استثمر في مشروع بالشراكة مع مواطنين اميركيين، كلها من الأسئلة والشكاوى التي تنهمر عبر هواتف الجمعيات الحقوقية التي بدأت في مقاضاة ترامب، والتحضير لأنشطة احتجاج الكتروني و تجمعات على الأرض من خلال التشبيك مع الحركة الاعتراضية داخل المجتمع الأميركي.



المهاجر العراقي حميد درويش بعد الافراج عنه من مطار كينيدي.


نصف الشعب...؟
انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مواقف الاحتجاج والاعتراض على قرارات ترامب، وبرز وسم #NoBanNoWalls من دون ان تتبلور حتى اللحظة صورة معارضة داخلية وازنة. "نصف الشعب الأميركي مؤيد لما يقوم به الرئيس الجديد، علينا ألا ننسى الأمر"، يبادرنا المدير التنفيذي للمركز العربي في واشنطن خليل جهشان. فصحيح ان هناك جمعيات دفاع عن حقوق الانسان، وسيناتورات توجهوا الى مطار كينيدي للاحتجاج والتضامن مع الموقوفين والممنوعين من دخول البلاد، لكن علينا معرفة أثر الدعاية التي عمل عليها ترامب خلال حملته الانتخابية وغسلها العقول.





وفي محاولة للرد على الاستفسارات، نشرت "الجمعية العربية لمكافحة التمييز" تفسيرات مبسطة للقرار التنفيذي كالآتي:


- إيقاف برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة لمدة 120 يوماً.
-فرض حظر على اللاجئين من سوريا لحين حدوث "تغييرات مهمة" تتوافق مع المصلحة الوطنية
-تعليق السماح بدخول القادمين من العراق وسوريا والبلدان التي صُنفت على أنها "مناطق مثيرة للقلق" لمدة 90 يوما
-تحديد أولويات طلبات اللجوء في المستقبل "بناء على الاضطهاد على أساس ديني" إذا كان الشخص منتميا لأقلية دينية في وطنه
-تعليق فوري لبرنامج الإعفاء من المقابلة للحصول على تأشيرة الدخول، الذي يسمح للمهاجرين بتجديد تأشيراتهم دون حضور مقابلة.



 


ويقول جهشان لـ"النهار" ان "الخطوة لم تكن مفاجئة بالنسبة الى الجمعيات العربية والاسلامية المتخصصة في مجال الدفاع عن حقوق اللاجئين والمهاجرين، وبدأت الجمعيات اثر الحوادث في المطارات خطوات قانونية بالمشاركة مع جمعيات أميركية لتحدّي شرعية القرارات المعارضة لمواد الدستور الأميركي، علماً ان ترامب اتخذ خطوات قبل تشكيل الحكومة حيث ان أغلب الوزراء لم يُوافَق عليهم بعد".
وينقلُ صدى النقاش الداخلي الدائر الآن وفحواه انه لم تجرِ دراسة نتائج هذه القرارات واعطاء معلومات للمؤسسات الرسمية حول كيفية التنفيذ، فهناك فوضى وجهل للتفاصيل.


وشهدنا معايير غير محددة في الافراج عن موقوفين في المطارات، فيما بقي آخرون معتقلين.
ويجد جهشان أن حجم المشكلة يتخطّى مسألة الجاليات العربية والمسلمة ومكافحة الارهاب، فـ"هناك انقسام حقيقي في المجتمع الأميركي حول القيّم ودور #أميركا في العالم، ويتصاعد السؤال حول ما اذا كان يجب نقل تمثال الحرية الى مكان آخر...؟". والتعويل الآن على "أثر وحجم المعارضة الداخلية وعلى القضاء الأميركي".


وبالفعل عطّل حكم للقاضية آن دونيللي من محكمة "بروكلين" قرار منع المهاجرين دخول البلاد عبر المطارات. وخرج المهاجر العراقي حميد خالد درويش بعد اطلاق سراحه من مطار كينيدي للانضمام الى زوجته وابنته. رفع معصميه أمام العدسات والدموع في عينيه قائلاً "ماذا فعلت لهذا البلد لتوضع الاصفاد في يديّ، ماذا فعلت سوى انّي عملت مع الجيش الأميركي مترجماً لمدة عشر سنوات...".



 


منع طلاب


على موقع "تويتر"، كتب طالب أنه سيمنع الآن من متابعة دراستة في جامعة "يال"، وأشارت تقارير الى حالة آخر يدرس في معهد ماساشوسيتس للتكتنولوجيا وقد رفض السماح له الصعود في الطائرة، ومنعت خريجة من جامعة "ستانفورد" من دخول البلاد.


في المقابل، وفي دلالة على الفوضى العارمة التي سببها القرار، أوردت وسائل اعلام اميركية انه سمح لطالبة سورية تدرس في "ستانفورد" من دخول البلاد، في حين احتجز سوريون آخرون في المطار تمهيداً لترحيلهم.


بين ترامب و"السيليكون فاليه"


لم تبدّل احتجاجات رجال الدين، ورجال الأعمال، والأكاديميين، والقادة السياسيين، والصحافة، وجمعيات حقوق الانسان، من رأي السيّد ترامب حتى الساعة، في حين يجري التعويل على القضاء للفصل في الملفات. أما تمثال الحرية، رمز الفرادة الأميركية، فيشهد على انقسام حقيقي في المجتمع الأميركي بين مؤيد ومعارض لقرارات الرئيس الجمهوري الشعبوية، والخطير ان الانقسام يطال هذه المرة النظرة للقيّم التي سوّقت الحلم الأميركي في العقود الماضية.


وفي حين يحطّم "السيليكون فاليه" الحدود في العالم ويجعل العولمة ببصمتها التكنولوجية الأميركية مفهوماً أممياً، يرى معارضو ترامب انه يملك وجهة نظر أخرى حول صورة أميركا وضرورة إعادة تشكيلها عبر بناء الجدران.


 


 [email protected]


@Dianaskaini


 


 


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم