صقر لـ"النهار": نريد "المختلط" لملامسة حجم المخاطرة في النسبية

محمد نمر

تشهد الساحة اللبنانية مواجهة سياسية "مبَطنة ورومنسية" حيال قانون الانتخاب، يحاول فيها الأفرقاء الحفاظ على الأجواء الايجابية التي رسمتها تسوية انتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون، من دون تجاوز حدود سقف التسوية أو الاصطدام والطلاق مع فريق آخر. ففي الوقت الذي تحرص فيه القوى على الوصول إلى قانون انتخابي جديد وفق معادلة "لا للتمديد، لا للستين"، يصطدم الخيار بالتطمينات الموجّهة إلى المختارة بناء على قاعدة "لا قانون لا يوافق عليه النائب وليد جنبلاط"، ويقدم عضو كتلة "المستقبل" النائب عقاب صقر معادلة جديدة "لا للتمديد، نعم للمختلط".



صقر المطلع على أجواء النقاش في قانون الانتخاب، يكشف لـ"النهار" عن أن "القانون الأكثر ترجيحاً هو المتوافق عليه بين القوى السياسية الثلاث "تيار المستقبل - "القوات اللبنانية" - "التقدمي الاشتراكي" (68 أكثري - 60 نسبي) مع تعديلات في بعض الدوائر"، مؤكداً أن "الاجحاف لن يكون في حق مكوّن على آخر بل سيطاول الجميع لأنه لا يمكن الوصول إلى قانون مثالي".
ولا يزال البعض يشكك في نية "المستقبل" اجراء الانتخابات وفق قانون جديد، لكن صقر يوضح سبب مطالبة "المستقبل" بقانون المختلط ويقول: "نريد دخول امتحان النسبية لكن ليس دفعة واحدة، والنسبية الكاملة قد تفرز كتلاً سياسية عمياء أو لا كتل سياسية أو كتل متطرفة في هذا الاتجاه أو ذاك، وبالتالي نريد ان نلمسَ حجم المخاطرة في النسبية بأن تكون جزءاً من القانون الجديد وهو أولاً امتحان وثانياً نكون قد نفذنا مطلباً جماهيرياً وثالثاً نعطي فرصة لامكان صعود قوى مدنية تصبّ في توجهاتنا حتى لو كانت تختلف معنا في السياسة لأننا نرى انها تشكّل مأزقاً بالنسبة إلى "حزب الله". أما النسبية الكاملة وفق مناطق مقفلة بالسلاح لصالح الحزب وأخرى مفتوحة للجميع، فالأمر غير مقبول".



"المستقبل" ثابت في موقفه ويكرره صقر، "لا يمرّ أي قانون من دون موافقة جنبلاط، فهو يمثّل طائفة لا يمكن تجاهلها وهو مكوّن سياسي رئيسي، وبالتالي عندما يقول: لا للنسبية، فيجب أن نتحدث معه ونحاوره"، لكنه على يقين ووفق اطلاعه "ان هناك قوى تتلطى خلف موقف جنبلاط وترفع صوتها من أجل النسبية لكنها تريد الستين". وشخصية الـ"بك" وتجربته في التسوية الاخيرة وانتقاله من خيار النائب سليمان فرنجية إلى دعم وصول عون إلى بعبدا تضع صقر في حال من التفاؤل، ويوضح: "حتى اللحظة لا يزال جنبلاط يرفض النسبية، لكن كل الخيارات واردة معه لأنه صاحب عقلية ديناميكية، واذا تعذّر الوصول إلى قانون جديد فمن يريد التأجيل يتحمل المسؤولية، ومثلما يقول الرئيس عون لا للتمديد ولا للستين نقول لا للتمديد ونعم للمختلط".
ورداً على سؤال عن المستفيد من "الستين"، يجيب صقر: "الجميع، وعلى رأسهم "حزب الله" الذي يستطيع مع حركة "أمل" احتكار الأكثرية الساحقة بالتمثيل الشيعي، وايضاً التيار الوطني الحر والقوات يستفيدان ويحصلان على اكثرية ساحقة ونحن ايضاً نستفيد، لكننا نريد ان نختبر القانون المختلط وبالتالي لا بد من ان تكون الانتخابات في موعدها".



mohammad.nimer@annahar.com.lb
Twitter: @mohamad_nimer