"لبنان يجمعنا" رسالة أمل سعودية إلى العالم: التعايش لمواجهة التطرف

محمد نمر

تخطف السعودية الأنظار غداً نحو دارة سفيرها في اليرزة، حيث سنشهد مساحة لقاء تجمع الطوائف الـ 18 في لبنان، في رسالة واضحة من المملكة نحو تثبيت دعائم العيش المشترك وايجاد مناعة لبنانية قادرة على مواجهة كل ما يحيط بالجمهورية من صراع مذهبي وطائفي، وخطة الانفتاح التي ستُجسد في السفارة ستتمثل بعقد الملتقى الثقافي السعودي-اللبناني الثاني بعنوان "لبنان يجمعنا" بعد أقل من ثلاثة أشهر على الملتقى الأول بعنوان "عروبة أمين الريحاني".


سيشارك في اللقاء الجامع والنوعي البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، وممثلون من الصف الأول عن الطوائف الـ 18 في لبنان، ومن السعودية وإلى جانب القائم بأعمال السفارة في لبنان وليد عبد الله بخاري سيتميّز الملتقى بحضور الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى والأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني فيصل بن معمر.


وقبل الاعلان عن الملتقى، كان بخاري يلفت إليه بتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي تتناول موضوع حوار الأديان والتسامح والتعايش، وكتب: "ملتقى لبنان يجمعنا لإعلاء صوت السَّلام، ويُعبِّر عن الانتماء إلى الإنسانيَّة والحياة، ويبعث ‏برسالة أمل إلى العَالم". و‏‏شدد على أن "‏الحوار‎ أفضل وسيلة لتَّعزيز التَّعايش والاحترام المتبادل لترسيخ السلام".‎
واعتبر أن "قوى التطرف والضلال تصاب بالذعر والهلع عندما تستشعر نزوع البشرية إلى الحوار والتفاهم عوضاً عن الصدام والتناحر". وبعد اعلانه عن الملتقى كتب: "السعودية تؤكد على الدوام أنَّها صوت عدل نادت به على لسان قائدها، نحو القيم الإنسانيَّة ‏والأخلاقيَّة، ودعوة للتَّعايش؛ لما فيه خير الإنْسَان والحفاظ على كرامته".
‏ويؤكد المسؤول الاعلامي في السفارة غسان اسكندراني لـ"النهار" أن "الطوائف في لبنان بأكملها ستكون حاضرة، وهناك كلمات للبطريرك الراعي والمفتي دريان والشيخ قبلان والقائم بالأعمال بخاري والشيخ العيسى ويلي ذلك حفل غداء".
أما عن أهمية الملتقى وأهدافه، فيقول: "هو لقاء يهدف إلى التسامح وتقارب الأديان والألفة"، مشدداً على أن "السعودية منفتحة على الجميع سواء في لبنان أو العالم العربي، خصوصاً ان لبنان يتميّز بأنه يشمل هذا العدد الكبير من الطوائف، واللقاء يرمز إلى السلام وهو يحصل للمرة الأولى ويجمع هذا العدد من رموز الطوائف".
ويعتبر مستشار مفتي الجمهورية وعضو المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى رضوان السيد أن "اللقاء يأتي ضمن اعادة تجديد معنى لبنان والعيش العربي المشترك، وتجديد مفهوم لبنان كمكان لقاء"، لافتاً إلى أن السعودية مثلما اشرفت على اعادة ترميم لبنان سياسياً في اتفاق الطائف فهي تستمر وبموازاة الجهد السياسي والاستراتيجي في العمل على المجتمع اللبناني والطوائف والعيش المشترك بمعناه الديني والانساني العميق وبالتالي تجديد اتفاق الطائف من الناحية الدينية والثقافية، وهو لقاء له علاقة بالانتماء العربي والعيش المشترك". ويتابع: "في ظل الصراع في سوريا وبسبب التحديات التي يواجهها لبنان في ملف اللجوء السوري يأتي اللقاء أيضاً لتقوية مناعة لبنان حيث ان كل طوائفه تكون جزءاً اساسياً في تعزيز هذه المناعة".



mohammad.nimer@annahar.com.lb
Twitter: @mohamad_nimer