انتبِهوا جيداً: كي لا تكون انتخابات للعار

ستُجرى الانتخابات النيابية في موعدها، أو بعد تأجيلٍ تقنيّ لا يتعدّى الأشهر، وقد يتدخّل "الروح القدس" أو "الشيطان"، فيُجرى التمديد للمجلس الكريم.


فلتعلم القوى اللاطائفية واللامذهبية، بل ليعلم "اللبنانيون" و"الناس"، أن الفائزين الوحيدين في الانتخابات سيكونون "زومبي" الطوائف والمذاهب والأحزاب والتيارات الطائفية والمذهبية. ففي ظلّ قانون الانتخاب الراهن، أكان على حاله، أم معدَّلاً، أم ملطَّفاً، أم مقنَّعاً، وتحت وطأة المعادلات الحالية، لن يكون ثمّة مكانٌ ديموقراطيّ، لـ"اللبنانيين"، ولا لـ"المواطنين"، ولا لـ"الأفراد"، ولا لـ"المستقلين"، ولا أيضاً وخصوصاً لـ"المدنيين".
إنتبِهوا جيّداً: هذه ليست دعوة إلى اليأس، أو إلى "تسليم السلاح" الديموقراطي. كلاّ.
لكنْ، عبثاً نُوهم أنفسنا ونوهم "اللبنانيين" باحتمالات "التغيير". التغيير مستحيل أمام الجحافل والقطعان والمحادل، بسوّاقيها ومجموعاتها وجماعاتها وغرائزها القطيعية التقليدية الرجعية الخسيسة. هؤلاء سيشغّلون محرّكاتهم. وهي في الأساس "حاضرة ناضرة"، جاهزة ومتأهبة. إنّها فقط، تنتظر إشارة الإنطلاق. وقد بدأت الاستعدادات في المطابخ والدهاليز والأروقة السوداء، ولن يتأخر الأمر حتى تستولي هذه القوى بالذات على مقاليد السلطة التشريعية، وتعيد إنتاج الطبقة السياسية الرجعية نفسها، المسؤولة عن خراب الجمهورية اللبنانية، وعن الموت واليأس والتهجير والنهب والفساد والرشوة وانهيار القيم والمعايير.
أهي انتخاباتٌ لا جدوى منها إذاً؟! نعم، وبالتأكيد ستكون هكذا. مكسيموم سيحصل "تجميلٌ" قبيحٌ ما، وسيكون مفخَّخاً، خبيثاً وماكراً، لأنه سيبقى، ضمن موازين القوى الراهنة، رهين النسيج السرطاني الطائفي المذهبي الرجعي المستحكم.
هل أدعو إلى مقاطعة الانتخابات؟ كلاّ. بالتأكيد كلاّ.
شو الحلّ، إذاً؟
أقترح ما يأتي، فوراً وبدون إبطاء. وليسمعني جيّداً "اللبنانيون" و"الوطنيون" و"المواطنون" و"المستقلون" و"المدنيون"، ومعهم كلّ "المتضرّرين" الموضوعيين من القانون الحالي، ومن كلّ قانونٍ يبقي الجمهورية وناسها ضمن الدائرة الجهنمية المغلقة نفسها.
وعليه، أقترح تأليف هيئة طوارئ. نعم هيئة طوارئ، شبيهة بالهيئات التي تتألّف في أوقات الزلازل والكوارث والمحن الجماعية. هيئة طوارئ جامعة، تضمّ "اللبنانيين المتضرّرين" من قوى المجتمع المدني والأحزاب والجماعات المدنية والأفراد المدنيين.
يعلن هؤلاء برنامج عملٍ انتخابياً موحداً، بصرف النظر عن أيّ قانونٍ انتخابيّ سيُعمَل به. هؤلاء أنفسهم يعلنون تأييدهم العلنيّ الطوعيّ غير المشروط لمجموعة من المرشّحين "اللبنانيين"، النظيفي الأيدي والعقول والقلوب.
أقول "اللبناني" لأن سواه، الطائفيّ المذهبيّ، ليس لبنانياً.
... وإلاّ – انتبِهوا جيّداً - ستكون الانتخابات انتخاباتٍ للعار!


akl.awit@annahar.com.lb