الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

كأس أفريقيا على وقع اهتزازات سياسية وأمنية وأربع فرص للعرب في أدغال الغابون

أحمد محيي الدين
كأس أفريقيا على وقع اهتزازات سياسية وأمنية وأربع فرص للعرب في أدغال الغابون
كأس أفريقيا على وقع اهتزازات سياسية وأمنية وأربع فرص للعرب في أدغال الغابون
A+ A-

تغلّف السياسة نهائيات كأس الأمم الأفريقية الـ31 لكرة القدم التي تنطلق السادسة مساء اليوم (بتوقيت بيروت) في الغابون بمباراة افتتاحية تجمع الدولة المضيفة ضد غينيا بيساو على ملعب العاصمة ليبرفيل ضمن مباريات المجموعة الأولى، يليها لقاء آخر في المجموعة عينها بين الكاميرون وبوركينا فاسو.


وفيما كانت الجزائر المرشحة الأساسية لاحراز البطولة، قرر الاتحاد الافريقي الذي يرأسه الكاميروني عيسى حياتو إسناد البطولة الى الغابون. وبعد الاختيار تحدثت مصادر عدة عن محاباة من العجوز الكاميروني لصديقه رئيس الغابون علي بونغو اونديمبا ليستغل البطولة لمآرب سياسية قبيل الانتخابات الرئاسية التي جرت في الصيف الفائت وفجرت المعارضة ضد بونغو باتهامه بالتزوير للسيطرة على الحياة السياسية في البلد والبقاء في سدة الرئاسة لولاية ثانية.
واندلعت اشتباكات عنيفة في الغابون أسفرت عن خسائر فى الأرواح، غداة إعلان فوز بونغو بالرئاسة، ما هدد إقامة البطولة وتالياً الحديث عن نقلها الى دولة أخرى كالمغرب، قبل ان يؤكد حياتو ويثبت المكان والموعد المحددين سابقاً.
وتواكب انطلاق البطولة مخاوف أمنية من تجدد تحركات المعارضة، التي دعت إلى مقاطعة مباريات البطولة وتنظيم تظاهرات حاشدة في الطرق المؤدية الى الملاعب الأربعة المستضيفة ليبرفيل وفرانسفيل وأوييم وبورت جينتيل.
وجددت المعارضة مطالبها أيضاً بتحسين أوضاع الغابونيين بعدما ارتفعت نسبة البطالة إلى أكثر من 20 في المئة، تزامناً مع توقف عملية النمو الاقتصادي نتيجة انخفاض أسعار النفط. وعلى رغم انخفاض أسعار تذاكر المباريات بشكل كبير، إذ تراوح ما بين 80 سنتا أميركيا و63 دولارا، قد لا يكون شراء هذه التذاكر ضمن أولويات الكثيرين في هذا البلد البالغ تعداد سكانه 1,7 مليون نسمة.
وناشد بونغو، "المهووس" بكرة القدم، المواطنين استغلال هذه البطولة من أجل التضامن وجلب الهدوء إلى بلدهم الذي تعرض لانتفاضات عنيفة منذ إعادة انتخابه رئيسا.
وأجرت مجلة "فرانس فوتبول" استفتاء عن شعبية البطولة القارية، فجاءت النتيجة سلبية إذ رفضها 54% من المصوتين، في مقابل 46% أجابوا بنعم.


اعتراض أوروبي
وأبدت نوادي أوروبا لا سيما في الدوريات الخمسة الكبرى، امتعاضها من البطولة التي تقام كل سنتين في منتصف الموسم، وطالبت بتعديل توقيتها لتقام صيفا. وبحسب رابطة النوادي الأوروبية فإن بطولة أفريقيا تسبب مشاكل لمسابقاتها من جراء افتقاد اللاعبين الأفارقة المحترفين في صفوفها نحو شهر.
وينتظر أن يشارك في بطولة الغابون نحو 200 لاعب محترف من أبرز نوادي أوروبا، أبرزهم الغابوني بيار ايمريك أوباميانغ مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني، والسنغالي ساديو ماني نجم ليفربول الإنكليزي، والجزائري رياض محرز أفضل لاعب افريقي وجناح ليستر سيتي الإنكليزي، والمصري محمد صلاح هداف روما الإيطالي. ووفقا لمجلة "أفريقيا سوكر" يناهز عدد المحترفين الأفارقة في أوروبا 700 لاعب.


المجد العربي المنتظر
ويشارك في البطولة 16 منتخباً بينها أربعة عرب، تخلو المجموعة الأولى منهم، ويتوقع تألق نجم الدولة المضيفة أوباميانغ ليقود بلاده الى اللقب الكبير الأول في تاريخها الى جانب ديدييه ندونغ لاعب سندرلاند الإنكليزي وماريو ليمينا لاعب وسط جوفنتوس الإيطالي. في حين يبدو "أسود الكاميرون" في موقف صعب من جراء عزوف بعض اللاعبين عن اللحاق بالمنتخب على رغم ان المجموعة تبدو في المتناول لكون غينيا بيساو الفقيرة كانت "مفاجأة التصفيات"، في حين لم تقدم بوركينا فاسو المنتظر منها ويبقى اعتمادها على النجم الأول جوناثان بيتروبيا المحترف في الامارات.
وتتجه الأنظار الى المجموعة الثانية التي وصفت بالحديدية حيث تسعى الجزائر الى ان يتكلل جيلها الحالي باللقب القاري الغائب منذ 1990، ويمتلك "محاربو الصحراء" بقيادة المدرب البلجيكي جورج ليكنز جميع مقومات البطل لا سيما النجوم محرز وإسلام سليماني وفوزي غلام ونبيل بن طالب وياسين براهيمي المحترفين في أفضل النوادي الأوروبية. وستكون المهمة صعبة نسبياً ضد السنغال القوية التي تضم قائمتها نجوماً مميزة ابرزهم ماني ومام بيرام وشيخو كوياتي. ولا يمكن الاستهانة بالمنتخب التونسي الذي غالباً ما يتألق في المناسبات الكبرى، إلا انه يأمل في كسر عقدة ربع النهائي للمرة الأولى منذ 2004 حين احرز اللقب. في حين يبدو منتخب زيمبابوي مجهولاً.
ويبحث المنتخب المغربي عن ذاته في الكأس القارية بقيادة مدربه "الثعلب" الفرنسي ايرفيه رينار حامل اللقب مع ساحل العاج. ويقود رينار كتيبة مدججة من المحترفين التي تأمل في الانسجام والتأقلم لصنع الانتصارات. ويعول "أسود الأطلس"على مدافع جوفنتوس مهدي بنعطية وكريم الأحمدي ونبيل درار، إلا ان الإصابة أبعدت اربعة عناصر أساسية هي يونس بلهندة ونور الدين أمرابط وسفيان بوفال واسامة طنان.
وسيكون رينار في مواجهة "عاطفية" ضد المنتخب العاجي الذي قاده قبل سنتين الى التتويج باللقب، ويبقى العاجي أقوى المرشحين بقيادة المدرب الفرنسي ميشال دوساييه نظراً الى كثرة النجوم، وأبرزهم إيريك بيلي وويلفريد زاها وسيرج أورييه وويلفريد بوني. فيما يطمح منتخب التوغو الى لعب دور "الحصان الأسود" بقيادة النجم المخضرم ايمانويل أديبايور والمدرب الفرنسي كلود لوروا الذي يشارك في البطولة للمرة التاسعة. وسيكون منتخب الكونغو الديموقراطية صعب المراس وقد يحدث المفاجأة بقيادة المدرب المحلي فلوران إيبينغي والنجم ديوميرسي مبوكاني ويانيك بولاسي.
وفي المجموعة الرابعة، يعود المنتخب المصري للمشاركة بعد سبع سنوات من الغياب اثر احرازه اللقب السابع في تاريخه عام 2010، ويخوض "الفراعنة" مواجهات صعبة في الدور الأول ضد غانا وأوغندا ومالي. وعودة المصريين تأتي بجيل جديد زاخر بالمحترفين، أبرزهم محمد صلاح ومحمد النني لاعب وسط ارسنال وأحمد المحمدي ظهير هال سيتي وعمر جابر وكريم حافظ وأحمد حسن "كوكا" مهاجم سبورتينغ البرتغالي، والشاب رمضان صبحي لاعب وسط ستوك سيتي، فضلاً عن رباعي "الخبرة" الحارس عصام الحضري وأحمد فتحي وأحمد المحمدي ومحمد عبد الشافي الذين حققوا اللقب من قبل، وبقيادة المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر.
ويبحث منتخب غانا عن اللقب الأول منذ 1982 حيث أحرزه للمرة الرابعة، ويمتلك الجيل الحالي الذي يقوده المدرب الاسرائيلي افرام غرانت مقومات كبيرة بوجود الشقيقين أندريه وجوردان أيو وأسامواه جيان. أما مالي بقيادة المدرب الفرنسي ألان غريس فتطمح الى تحقيق المفاجأة على رغم عدم امتلاكها نجوماً من العيار الثقيل، وتعلق الآمال على الشاب أداما تراوري نجم موناكو الفرنسي وبكاري ساكو.
وتأمل أوغندا التي احرزت اخيراً جائزة أفضل منتخب افريقي، في ان تلعب أدواراً متقدمة في البطولة بقيادة المدرب الصربي ميلوتين سريدويفيتش وبوجود لاعبين مميزين كالحارس دينيس أونيانغو وفاروق ميا.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم