أنجبت أول طفل لها بعد زرع أنسجة مبيضها المجمدة منذ طفولتها!

بأعجوبة، تمكنت موزة المطروشي (24 سنة) من إنجاب أول طفل لها بعدما استعادت خصوبتها من خلال إعادة زرع نسيج المبيض الذي كان قد استئصل منها عندما كانت طفلة وجمّد، وفق ما ذكر موقع "التلغراف" البريطاني.
منذ ولادتها، كانت موزة مصابة بمرض "التلاسيميا بيتا"، وهو اضطراب وراثي في الدم يؤدي إلى وفاة المريض إذا لم يعالج. ويقوم العلاج على زرع خلايا جذعية من أحد المتبرعين وهو شقيقها. ولكنّ لإجراء هذا العلاج، كان على الأطباء إخضاع موزة لعلاج كيميائي من شأنه أن يدمر المبيضين لديها. لذا قرّر الأطباء استئصال أنسجة المبيض الأيمن لموزة التي كانت في التاسعة من عمرها قبل البدء بالعلاج، وجمدوا هذه الأنسجة آملين أن تتمكن من استخدامها يوماً ما.
اليوم، وبعدما تزوجت موزة، قرّرت أن تنجب عائلة. ولكنّها كانت قد فقدت خصوبتها وتوقف حيضها، فأعاد الجراحون في الدانمارك زرع خمس عينات من أنسجة المبيض المجمدة على مبيضها الأيسر وعلى رحمها، مما ساعدها على استعادة خصوبتها، فعادت مستويات الهرمون إلى وضعها الطبيعي وبدأت الإباضة لديها. من هنا، خضع الزوجان لعلاج التلقيح الاصطناعي لزيادة فرص الحمل.
من جهتها، ذكرت موزة أنّ ما حصل معها أعجوبة، فهي تنتظر هذه النتيجة منذ وقت طويل ولم تفقد الأمل يوماً، وها هي اليوم قد أنجبت طفلها الأول وهو بصحة جيدة. أمّا طبيبتها سارة ماثيو، وهي مستشارة في الأمراض النسائية والخصوبة، فعلّقت قائلة:" نعتبر هذه العملية خطوة كبيرة إلى النجاح، فنحن نعلم أن زراعة أنسجة المبيض تعمل فقط لدى النساء الكبار في السن، ولكننا لم نتوقع يوما أن أنسجة الفتاة التي لم تبلغ بعد، يمكن أن تستخدم بعد تجميدها وتكون فعّالة". وقد أشارت الدكتورة هيلين بيكتون التي قادت عملية الاستئصال والزرع إلى أنّ أكثر من 60 طفلاً في العالم ولدوا من نساء استعدن خصوبتهن بعد الزرع، ولكن موزة هي الحالة الأولى التي استعادت خصوبتها من أنسجة استئصلت منها عندما كانت طفلة وجمّدت، كما أنّها تلقّت علاجاً ناجحاً لمرض التلاسيميا".
بعد نجاح هذه الحالة، تتيح المملكة المتحدة اليوم فرصة الإنجاب أمام الألوف من الفتيات اللواتي يعانين من أمراض نسائية تمنعهن من الإنجاب.