تباين لبناني حكومي وسياسي من معركة حلب ديبلوماسياً: عرقلة التأليف تعوق المساعدات

خليل فليحان

في وقت يتعثر فيه تشكيل الحكومة بفعل التنازع على حقائب وعلى موعد لرئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية مع رئيس الجمهورية ميشال عون ليبت معه موضوع الحقيبة الوزارية التي يطالب بها، إذ بقوات النظام السوري مدعومة بالقوات الجوية الروسية ومقاتلي "حزب الله" تسيطر على 78 في المئة من الريف الشمالي لمدينة حلب، وكل التقارير العسكرية تشير الى قرب إمساك قوات النظام بأمن ثانية أكبر المدن في حلب.


واللافت ان وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أنذر من تبقى من مسلحي التنظيمات في المنطقة التي تمّ تحريرها، وقال "إنهم إرهابيون سيصار الى تدميرهم". والسؤال: كيف سيتم التعامل مع معركة حلب حكوميا؟ إستنكر الرئيس المكلف سعد الحريري بقوة تدمير المدينة في تغريدة عبر "تويتر". أما رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط فغرّد: "حلب عملية قتل وفرز وتهجير وتدمير للمدينة واهاليها". وتبدو قوى سياسية أخرى مع تحرير المدينة من الارهابيين الذين كانوا يسيطرون عليها.
وفي غضون ذلك، لوحظ أن لقاءات مفتي الجمهورية السورية الشيخ احمد بدر الدين حسون اقتصرت على الرئيس عون والبطريرك الراعي والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله.
وقدرت مصادر ستشارك في الحكومة أن معركة حلب كانت لتثير انقسامات حادة داخل مجلس الوزراء لو كان مجتمعا. وثمة فريق كان سيستنكر ثمن التحرير بسقوط عدد كبير من الضحايا بين قتيل وجريح، بغية استرجاع نظام ما كان مسيطرا عليه، كلفّ وسيظل يكلف الكثير كسقوط المدنيين والعسكريين في المواجهات.
وإضافة الى حرب حلب، شنت اسرائيل غارة على مدرج مطار المزة في دمشق فجر أمس بحجة ضرب كميات من السلاح كانت متجهة الى "حزب الله". وسأل أحد رؤساء التيارات السياسية الوازنة أين هي الرادارات الروسية وكيف اخترقت المقاتلات الاسرائيلية المجال الجوي السوري في المطار وتمكنت من ضرب اهداف مرسومة، خارقة المجال الجوي والشبكة الصاروخية الروسية السورية؟
في ظل هذه الاجواء العسكرية الحارة التي تعيشها حلب ومناطق اخرى من سوريا، يؤمل ألا ينعكس ذلك على لبنان، مع الاشارة الى ان بعض الخبثاء من السياسيين يودون إقحام لبنان في موضوع الغارة الاسرائيلية، الإيحاء أن المقاتلات استعملت المجال الجوي اللبناني لتنفيذ الهجوم.
وما يدعو الى الاستغراب أن بعض القوى السياسية تمعن في عرقلة تأليف الحكومة بدلا من إنجاز ذلك بسرعة من أجل تحصين البلاد في وجه ما يمكن ان يستجد من تداعيات سلبية على لبنان. وتتلاسن تلك القوى مع قوى متخاصمة معها حول حقها في هذه الحقيبة دون أخرى. وهذا ما جعل عددا من سفراء الدول الكبرى المعتمدين لدى لبنان يطلبون مواعيد مستعجلة من عدد من المساهمين في إنضاج الحكومة، للاستفسار عن عدم التقدم في تذليل العقبات، لافتين الى القلق الذي بدأ يرتسم لدى حكوماتهم التي تنتظر ولادة الحكومة للبدء بإرسال المساعدات المقررة، كإعادة الهبة السعودية للقوات المسلحة من اعتدة فرنسية بقيمة ثلاثة مليارات دولار اشترتها السعودية من فرنسا وجمدتها بسبب الخلاف في اجتماع لمجلس وزراء الخارجية العرب على تصنيف "حزب الله" إرهابيا. ولفتوا الى أن تمسك بعض الزعماء بموقفهم من أي حقيبة يؤذي الاستقرار السياسي الذي كان بدأ ينطلق مع انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية.