باسيل يجمع أوغلو ومطران قبرص للموارنة ومطالبة بإعادة القرى الأربع إلى الجزء اليوناني

خليل فليحان

تُطلق على وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل صفات عدة، أحدثها أنه الرجل الاقوى في العهد الجديد، مما أثار انتقادات أو دفع إلى إظهار عدم ارتياح إلى موقعه من شخصيات سياسية لعل أبرزها الرئيس نبيه بري ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية . وذهب البعض الى اعتبار ان الاتصالات لتشكيل الحكومة جمدت الى حين عودته من جولته في البرازيل ودول اخرى في اميركا اللاتينية ولم تستأنف الا بعد عودته الى بيروت، علماً أنه تفقد "البرتقاليين" في معظم الأراضي اللبنانية والمنتشرين اللبنانيين في أبعد القارات .


اما الدور الجديد الذي يؤديه باسيل فهو مساعدة الموارنة في القرى التي هُجّروا منها في قبرص. وترجمة لذلك جمع بحضوره وزير خارجية تركيا مولود جاويش اوغلو مع مطران الموارنة في قبرص يوسف سويف والنائب في البرلمان القبرصي جون موسى حول مأدبة غداء اقامها تكريما للوزير الضيف الجمعة الماضي في احد مطاعم العاصمة، بعيدا من أضواء التلفزة ووسائل الاعلام الاخرى .
وعلمت "النهار" من المشاركين في المأدبة "ان سويف نقل إلى أوغلو ما يساور موارنة قبرص من قلق بشأن القرى المارونية الأربع المهجرة في جزيرة قبرص، وهي كورماجيتي، ايا مارينا، كارياشا، وأساماردوس التي لم يبق فيها الا كبار السنّ. ومردّ قلقهم إلى خشية ان تضيع حقوقهم والا يعودوا الى قراهم من جراء المفاوضات الجارية بين قبرص اليونانية وقبرص التركية برعاية الأمم المتحدة .
وافادت المعلومات ان سويف طالب بأن تكون تلك القرى جزءا من ولاية قبرص اليونانية في الدولة الفيديرالية التي يتم التفاوض عليها .
وشدٌد على ان نجاح المفاوضات القبرصية سيساهم في تعميم أجواء التفاهم والسلام في المنطقة. وشكر سويف الوزير اوغلو على الجهود المبذولة للتقريب في وجهات النظر بين الطرفين في قبرص. وذكر مشاركون في اللقاء أن الأجواء كانت جيدة وتخلله مزاح.
وتطرق الحديث الى المفاوضات التي حصلت في مون بيلوريا في سويسرا ، واعتبر الحضور انها خطوة جيدة رغم عدم التوصل الى اتفاق . وعلمت "النهار" ان المحادثات سوف تستكمل في النصف الأول من كانون الثاني 2017 في جنيف، وفي حال نجاحها سينضم الى المجتمعين ممثلون للدول الضامنة للمحادثات، وهي تركيا واليونان وبريطانيا.
وأشار مشاركون في المأدبة الى الدور الذي يؤديه لبنان والبطريركية المارونية في السعي إلى تأمين عودة موارنة قبرص الى قراهم، وأوضحوا ان أبرشية قبرص كانت تبدأ من الجزيرة وتنتهي في منطقة المتن وان الارتباط الاداري والروحي قائم دوما، مما كان يسمح بالزيارات المشتركة والتواصل بحسب سويف.
ووفقا لمصدر كنسي ، قسمت الأبرشية قسمين أبرشية قبرص وابرشية انطلياس في العام 1988 بعدما أصبحت الجزيرة عضوا في الاتحاد الاوروبي من اجل تعزيز الرعاية ونظرًا الى خصوصية الجزيرة. واشار إلى ان الحضور الماروني في قبرص يرقى الى العام 1200 وهو في الذاكرة الفكرية والاجتماعية والكنسية لموارنة لبنان. ويبلغ عدد موارنة قبرص 10000 نسمة ولهم دور أساسي في بناء الدولة .