فرناندو بيسوا شاعر لشبونة

توقّفت مجلة "ايل كولتورال" الإسبانية عند مناسبة محورية انطلقت أخيراً وخصصت للصوت الأكثر التصاقاً بالشعر البرتغالي في القرن العشرين أي فرناندو بيسوا والتي تسعى إلى رصد علاقته بمدينة لشبونة.


والحال ان منجز بيسوا وهو صدر في معظمه في أعقاب وفاته ساهم في تطوير لغة بلاده #البرتغال وفي إدخال بعض الجوانب الرمزية على التيارات الريادية في القارة الأوروبية من قبيل الحداثة وسواها من مدارس جايلها الشاعر أو أتت من بعده.


شَكّلت العاصمة البرتغالية لشبونة نواة تجربة بيسوا والحال انه يمكن مقارنة العلاقة التي جمعت المكان والكاتب بالصلة التي قامت بين بوينوس أيريس وبورخيس وبين كافكا وبراغ، ففي جميع هذه الحالات بدت هذه المطارح مفاتيح مهمة للتقرّب من المنجز.


هذا الحدث الأخير الذي تنظمه "إيل ثيركولو دي بيياس أرتيس" في إسبانيا يحمل إسم "لشبونة. بيسوا" وهو كناية عن معرض سمعي- بصري وتفاعلي ويشمل وثائقيا ناهيك بأطلس رقمي يضطلع بالتمهّل عند العلاقة الرمزية بين الشاعر والمدينة. والحال ان الوثائقي الشاعري فضلا عن الصور تشكّل المدخل إلى الصوت الإستثنائي، على ما يشير ألبرتو رويس دي سامانييغو وهو أحد كتّاب السيناريو وأحد مخرجي الوثائقي وهو يضيف "أردنا أن تتجسّد كلمة بيسوا".


ليس سراً ان شخصيّة بيسوا الشعرية تدرّجت في كتّاب عدة متخييلين كان لكل واحد منهم صوت وأسلوب وعالم خاص جعلت في ائتلافها من الكاتب شخصيّة إكتنفها لغز عميق. أما الأطلس الذي يتضمّنه المعرض فكناية عن جولة معلوماتية تسمح بالدخول إلى تجربة بيسوا على نحو غير مسبوق ومتعدد الصوت والوجهة أيضاً. ها هنا متاهة حيث يسع كل قارىء أن يخلق مساره الشخصي علماً انه يُدعى أيضاً إلى استنباط قراءات جديدة تخصّ كاتباً خصباً. أما الشذرات المختارة فتحاول أن تشدّد على أهمية البعد الشاعري عند بيسوا بغية السماح ببلوغ العالم الفريد الذي اختلقه وترك الكثير من الأتباع الأوفياء.