كلينتون تشم رائحة النصر

قبل أقل من اسبوعين من موعد الانتخابات، تجد المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون نفسها في موقع متقدم بالنسبة الى منافسها الجمهوري دونالد ترامب، إذ يبين معدل استطلاعات الرأي انها تتفوق عليه بست نقاط. وتتصرف حملة كلينتون بثقة متزايدة بأنها تملك أكثر من طريق يوصلها الى البيت الابيض، والحصول على 270 صوتاً من المجمع الانتخابي، وهو العدد المطلوب للفوز. هذه الثقة المتزايدة دفعت قيادات الحزب الديموقراطي لمطالبة كلينتون، التي تملك حملتها 150 مليون دولار، بتقديم دعم مالي لأعضاء مجلس النواب وخصوصاً أولئك الذين يخوضون معارك متقاربة يمكن لهذه الموارد المالية ان تساعدهم على الفوز فيها.
في المقابل، يواصل ترامب ادعاءاته أن الانتخابات سوف تزوّر، كما يكرر القول إن استطلاعات الرأي غير حقيقية، ويدلي بتصريحات متناقضة إذ يبدو أحياناً كأنه يسلم بالخسارة، وأحياناً يتحدث بثقة مطلقة عن فوزه. وبينما انفقت حملة كلينتون أموالاً طائلة لاقامة البنى التحتية في الولايات لتعبئة الناخبين وضمان وصولهم الى مراكز الاقتراع، تعتمد حملة ترامب على جاذبية المرشح، ولم تستثمر في بناء الماكينات المحلية في الولايات المهمة لضمان اقبال كبير على التصويت. وللمرة الاولى منذ عقود يرى الديموقراطيون ان هناك احتمالاً ولو ضئيلاً لتحقيق اختراقات مفاجئة في بعض الولايات التي كانت في المعسكر الجمهوري مثل تكساس ويوتا واريزونا، حيث تظهر معدلات التصويت المبكر ان كلينتون في وضع جيد.
ويرى العديد من المحللين والخبراء في استطلاعات الرأي انه في غياب خطأ كبير لكلينتون، او كشف معلومات محرجة للغاية في الوثائق والرسائل الالكترونية التي تنشرها ويكيليكس لحساب جون بوديستا مدير حملة كلينتون، ستفوز المرشحة الديموقراطية في الانتخابات. وهناك حال خوف في أوساط قيادات الجمهوريين في الكونغرس من احتمال خسارتهم مجلس الشيوخ، وقلق من أن تؤدي هزيمة ترامب، وخاصة اذا كانت بفارق كبير، الى جرّ بعض أعضاء مجلس الشيوخ معه. وهذا يفسر قرار رئيس الاكثرية السناتور ميتش ماكونال تخصيص 25 مليون دولار لانفاقها خلال الايام المقبلة لدعم عدد من أعضاء المجلس الذين يواجهون معارك صعبة. واذا خسر الجمهوريون أربعة مقاعد في مجلس الشيوخ فسوف يفقدون السيطرة عليه. أما استعادة الديموقراطيين السيطرة على مجلس النواب، فقد تكون أصعب، لكنهم يرون فرصة واقعية ليقلصوا من حجم الاكثرية الجمهورية.
كلينتون حذرت انصارها من خطأ الاعتقاد أن الانتخابات قد حسمت، لان هناك "صوتاً سرياً" لترامب يقول الخبراء إنه يصل الى اثنين في المئة، وهذه نسبة لا يمكن تجاهلها في انتخابات متقاربة.