من يحقق لنهلا داود حلمها؟

يكمن سرّ الممثلة نهلا داود في شغفها وسعة خياراتها وتنوّع أدوارها. يلفتك فيها تركيزها على بناء الشخصية من أقلّ تفصيل إلى أكثره تعقيداً. بعد ربع قرن على تخرّجها في معهد الفنون واحترافها التمثيل، لا تزال تدهشنا بطواعيتها في تقمّص الشخصيات المختلفة ولا سيما المركّبة منها.


ما سرّ رونق هذه الممثلة التي لا تكرّر ذاتها ولا تملّ الاكتشاف والتجربة؟
لا تزال "الشيخة ناهية" في مسلسل "وأشرقت الشمس" لمنى طايع إخراج شارل شلالا مطبوعة في ذاكرة المشاهدين ووجدانهم. هذه الشخصية التي تعتبرها نهلا محطّة أساسية في مسيرتها، متخطّية إطار "الدور الشرير" ومتعاطفة مع الجانب الإنساني لتلك المرأة الإقطاعية المحرومة الحب والمغرمة بجنون يائس برجل يرفضها.
تدرس داود أدوارها بتأنٍ، وتحضّر نصوصها باحتراف عالٍ قبل التصوير لتبني الشخصيات بينها وبين نفسها، مما يخوّلها أن تكون مطواعاً لإدارة المخرج ومكتفية بحالها في الوقت ذاته. هذه الممثلة الآتية من دراسة المسرح، فوجئت في بداياتها من عالم التلفزيون، لكنها تأقلمت سريعاً وتميزت بسلاسة الأداء وليونة التكيّف مع متطلّبات التصوير التلفزيوني والعمل المثمر ضمن الفريق الواحد. ومما يزيد من تألّق أداء هذه الممثلة المخضرمة هو جمال النص - على حدّ قولها- والتشويق الذي يحمله الدور لها، بالإضافة إلى الإنسجام في جوّ التصوير مع المخرج والممثلين.
"الشقيقتان" هو المسلسل الجديد الذي ننتظره في موسم 2017 على شاشة "المؤسسة اللبنانية للإرسال" من كتابة كلوديا مرشليان وإخراج سمير حبشي، حيث سنكتشف الشخصية المعقّدة لنهلا وهي تلعب دوراً صعباً لامرأة قوية تتنازعها شياطين الغيرة والقسوة والمرض النفسي إلى حدّ ارتكابها الجريمة.
تنهي نهلا حالياً تصوير دورها في مسلسل "شوق" للمخرجة السورية رشا شربتجي، الى جانب زوجها الممثل أليكو داود. وقد سبقَ لها أن مثّلت بإدارة المخرجة نفسها في مسلسل "سمرا". وسيعرض "شوق" في رمضان المقبل.
تتحضّر داود للمباشرة في تصوير مسلسل جديد "سكتَ الورق" من كتابة مروان نجار وإخراج نديم مهنا وإنتاجه. كما في جعبتها عروض لأدوار أخرى عدة...
بعد مشوار حافل ومتنوع بدأت خطواته على المسرح الإستعراضي مع "بنت الجبل" لروميو لحود نهاية الثمانينات وفترة الدراسة الجامعية، وصولاً إلى تجسيدها دور والدة يوسف بك كرم في مسرحية للأب فادي تابت أخيرا، كما في التلفزيون مع أنطوان كرباج في مسلسل "اللص الظريف" للمخرج أنطوان ريمي وبعده مسلسل "فاتن" لتكرّ السبحة الطويلة، لا تزال نهلا تحلم بأن تمثل شخصية تاريخية لامرأة ثائرة بكل معنى الكلمة كما تقول.
من سيعطيها فرصة تجسيد حلمها نصاً وإخراجاً، هي المتنقلة من دور إلى دور بين المخرجين اللبنانيين والسوريين كنحلة تجوهر مع كل رحيق؟