مارك الشاب المتفاني بادله أهل الوفاء بالمثل... هو الرمز والعبرة

قد نستلهم العبر من شجاعة الشاب مارك طربيه، وهو يواجه على فراش المرض الالم الشديد. وفي غمرة ألمه أظهر كم هو معطاء في مواجهة الوجع بمقدار صفاء نفسه الكبيرة. فرغم عمره الصغير على الوجع قابله مارك بكومة سلام داخلي يعيشه يبعث على إمداد محبيه بالقوة. وهو السلاح اﻻمضى في مواجهة كل كبائر الحياة. والوجع يصغر في المصالحة مع الذات.


بدأ مارك منذ نعومة أظفاره العمل الطوعي التطوعي في سبيل الآخر في بلده من خلال "فرح العطاء"، ايا كان هذا الآخر. يهبّ بلا مهادنة مع الوقت في سبيل مساعدة المحتاج الى جانب عمله وعلى حساب باب رزقه احيانا، وهو اللامع في ميدانه. احتاج الى اجازة اضافية فوق اجازته في عمله الذي كاد يخسره. وكان هذا المحتاج في الغالب من طينة الفقراء. واحيانا كثيرة اعطى على حساب باب رزقه اللامع فيه. فما ان كانت تهمد المعارك في باب التبانة وجبل محسن في طرابلس حتى يهرع في نخوة مثالية على رأس فريق من الشباب والشابات في الجمعية الى إعمار ما خرّبه السلاح في مناطق تعيش اساسا البؤس في حذافيره. امضى اربعة اعوام في اعادة تأهيل بعل الدراويش وهكذا فعل مارك في ورشة الاشرفية مسؤولا عنها وورشة عبرا بعد احداثها. وكان المسؤول عن اعادة بناء قرية العباسية على الحدود اللبنانية المتاخمة للخط الازرق بعد عدوان تموز 2006 ومن المسؤولين الاساسيين في تأمين المساعدات خلاله. شيد مدرسة تلبيبة الرسمية في عكار على الحدود اللبنانية عام 2004، وضع خطة للنهوض بالسجون وأعاد تأهيل ثمانية سجون. ويوم بادر رئيس الجمعية المحامي ملحم خلف مع شبان وشابات "فرح العطاء" لتغليف القمامة المنتشرة كالجراد على الطرقات وغطت روائحها الشوارع والطرقات واقتحمت المنازل بإزاء تقاعس المسؤولين كان مارك مع واضعي الكمامات يومذاك، يحفر في نتن الزبالة مع رفاقه ويوضّبها في اﻻكياس. وبعد العدوان اﻻسرائيلي في حرب تموز 2006.
مارك ابن الـ 29 عاما القدوة للشباب المتطوّع، المحرّك والناشط والملتزم والمحبّ، حقّق بتطوّعه ما يجب ان يحقّقه متولّو المسؤولية في البلاد.
واليوم حيث ﻻ يزال مارك طريح الفراش بسبب حادث غطس غادر، ردّ اهل الوفاء الجميل له بأن عادوه في المستشفى وفودًا مدنية ورجال دين من جميع اﻻطياف. وارتفعت الادعية والصلوات له في كنائس وفي مساجد في طرابلس يوم الجمعة. ووزّعت حسينيات بركة للمصلين على نيّة شفائه. وشاركت السيدة رباب الصدر في الدعاء لمارك بالشفاء. ورغم ان الكلام عن حادث تافه حاول ان يخطف مارك من محبّيه تكمن العبرة في الوفاء والجميل لمارك الذي جمع العائلات اللبنانية حوله. وهو شعور يحبّه وعمل من اجله وسكّن ألمه .هو يتحضّر لإتمام معالجته في احد مراكز إعادة التأهيل في شيكاغو. وكل الدعاء لك بالشفاء والعودة بسلامة. فرفاقك في انتظارك لإكمال الرسالة.