"إنديفور لبنان" تشجّع روّاد الأعمال وتدعم ابتكاراتهم بغية تحفيز الناتج القومي - السعدي لـ "النهار": غايتنا مساعدة الشركات المتوسطة والصغيرة وتكبير الأسواق\r\n

هيثم العجم

أثارت طاولة مستديرة لمناقشة موضوع الإبتكار وتسويقه عالمياً، نظمتها "إنديفور"، وهي منظمة عالميّة غير ربحيّة تقود حركة ريادة الأعمال عبر دعم روّاد الأعمال ذات الأثر العالي، موضوع تطوير بيئة داعمة لريادة الأعمال ومؤاتية لنجاح المشاريع المحلية، بغية دفع عجلة التنمية الإقتصادية في البلاد. وخلصت الى أن الشدائد الاقتصادية وعدم الاستقرار السياسي، تدفعان بيئة المشاريع النامية في لبنان الى دعم الموارد الضرورية لروّاد الأعمال اللبنانيين بغية التقدّم والإنطلاق.


سلّط المشاركون الضوء في الطاولة بعنوان "أسرار المهنة في الإبتكار"، على الأهمية الجوهرية للإبتكار لروّاد الأعمال كي تزدهر أعمالهم في الأسواق العالمية التي تشهد تطوراً مستمراً في أيامنا، والمحافظة على قدرتهم التنافسية عبر التكيف وبيئات العمل التي تتقدم بوتيرة عاجلة. واتفق المجتمعون على أن فنّ التسويق تطوّر من كونه عملية دفع المنتجات في السوق إلى اعتباره ممارسة ابتكار المنتجات على أساس السلوك البشري وحاجات السوق.
واشار المدير التنفيذي لـ"إنديفور" طارق السعدي الى "النهار"، بأن "مهمتنا الاساسية ترتكز على تنشيط السوق المحلية، عبر دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، والنهوض بروّاد الاعمال الذين يحققون ابتكارات مهنية مذهلة، مما يحقق التنمية الاقتصادية في البلد، فضلاً عن تكبير الاسواق الناشئة وازدهارها. علماً أن عملنا يكبر كـ "كرة ثلج" ايجابية، إذ تنتقل "عدوى الابتكارات" ما بين المبدعين الذين يُروّج" لابداعاتهم عبر "نديفور" التي تتلقف هذه المواهب وتدعمها".
ولفت السعدي الى "أن الأزمة المالية العالمية (2007) تركت آثاراً سلبية على الاسواق عموماً، لكن الشركات المثابرة تخطت العقبات عبر توفير الحوافز المناسبة التي شجّعت اليد العاملة على الاستمرار، فضلاً عن استقطاب الادمغة، رغم الأزمات، مما يحد من البطالة والآفات التي تنجم عنها".


ابتكارات وضمانات
في الطاولة المستديرة، لفت رئيس مجلس الإدارة المدير العام لـ"كفالات" خاطر ابي حبيب الى أن "التطبيقات المبتكرة للشركات زاد عددها في الاعوام الأخيرة ليبلغ أكثر من 20 تطبيقاً في 2012"، مؤكداً أن روّاد الأعمال المبتكرين يتقدمون بطلبات تشمل جميع أنواع الضمانات.
اما الدكتور بيجان آزاد بصفته الأستاذ في كلية العليان لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية والمدير المشارك للإبتكار في مركز "دروزة" لإدارة الإبتكار وريادة الأعمال في كلية العليان لإدارة الأعمال، فسلط الضوء على منهجيّتين حديثتين من الإبتكار، أوّلهما مدفوع بالنتائج، والآخر نابع من ضرورة إتمام الواجب المهني، وكلاهما يجري تدريسهما لطلاب الجامعة الأميركية كمادة أساسية عن ادارة الابتكار في برنامج الماجستير في إدارة الأعمال.
اما السعدي، فدعا الى "تشجّيع الإبتكار إدراكاً منَّا لقيمته الأساسية كدعامة لاستدامة الإقتصاد على المدى الطويل ونموّه، ولهذا السبب نقدّم الإرشاد لرواد الأعمال لدينا لبناء قدرتهم التنافسية على أساس الإبتكار، سواء في منتجهم أو الخدمة التي يقدّمونها أو نموذج الأعمال لديهم".
واشار الى انه "رغم أن ثمَّة معتقداً سائداً يفيد بأن بعض الأشخاص تولد معهم موهبة الإبتكار، إلا أن نتائج البحوث التاريخية تشير إلى أن ثمة 25 إلى 40٪ فقط من الإبتكار عند البشر مصدره وراثي"، معتبراً "أن القدرة على الإبتكار يمكن تعلمها وتنميتها مع التجربة والخبرة، وفق العديد من الأكاديميين والخبراء. وخلص الى انّ بعض المهارات الرئيسية الّتي يمكن تعلّمها من المبتكرين الذين يكسحون الأسواق هي التواصل، والتساؤل، والمراقبة، والتشبيك والإختبار.
وتطرقت المناقشات إلى الدور المحوري للمؤسسات المالية في دعم الإبتكار. وغالباً ما تناصر شركات رأس المال الإستثماري مبدأ الإبتكار، نظراً الى اهتمامها الشخصي في نجاح الشركات التي تستثمر فيها ونموّها. وفي المقابل، يتميّز المقرضون بعقلية مختلفة تركز على ضمانات استعادة أموالهم.


تجارب ناجحة
وروت مبدعتان من لبنان هما تالين عاصي وهند حبيقة، قصص تجربتهما الملهمة،اذ أسست عاصي "موزايك ماربل"، وهي مؤسسة تجارية للفسيفساء تبيع حالياً أكثر من 5 آلاف تصميم فسيفساء وتلبّي طلبيات مكيفة مع حاجات الزبائن في جميع أنحاء العالم بما في ذلك أوبرا وينفري. اما حبيقة فاخترعت منتجاً هو Instabeat، اذ يمكن تركيبه على رأس نظارات السباحة بما يسمح للسبّاحين بقياس معدل ضربات القلب لديهم في ما هم يتدرّبون.
في المحصلة، اتفق المشاركون على أن رأس المال التأسيسي هو الشكل المثالي لتوفير التمويل في مرحلة مبكرة للشركات الناشئة المبتكرة، اذ يستطيع روّاد الأعمال الإفادة من النصح والإرشاد والتوجيه من المستثمرين. لكن، مطلوب توفير الاستقرار كي يستمر المبدعون من بلادنا في العطاء والانتشار. فهل بات مطلب الاستقرار ابداعاً يبتكره السياسيون كي ننعم به جميعاً؟


haytham.ajam@annahar.com.lbر