صرف مكافآت بالجملة لأساتذة قبل انتهاء الولاية!

صوّب مجلس الجامعة اللبنانية النقاش في موضوع رئاسة الجامعة اللبنانية المعلّق في مجلس الوزراء. لم يتبن ورقة التمديد وفقاً لمطالعة لجنة مكلّفة من رئيس الجامعة لسد الشغور في حال عدم التعيين، بل أصّر على تعيين رئيس من المرشحين الخمسة الذين انتخبهم.


اختار رئيس الجامعة الدكتور عدنان السيد حسين، المشاركة في افتتاح السنة الجامعية في احتفال في مدينة رفيق الحريري الجامعية في الحدت أمس، ليتحدث عن الإنجازات التي تحققت في الجامعة، في حين أنه لم يترأس إجتماع مجلس الجامعة الذي كان انعقد أول من أمس في غيابه برئاسة العميد الأكبر سناً الدكتور غسان شلوق. لم يحضر السيد حسين، ربما لتجنب الإحراج في نقاش جدول الأعمال الذي اقتصر على مناقشة الموقف من ملف رئاسة الجامعة، حيث دار نقاش في المجلس تناول اقتراحات عدة، من بينها، اتخاذ موقف من ورقة المطالعة حول التمديد لرئيس الجامعة الحالي اذا استمر الشغور، وكذلك موضوع تكليف العميد الأكبر سناً إدارة الجامعة، وفق ما يتداول في أروقة القرار، لكن أعضاء مجلس الجامعة ارتأوا التركيز على الأساس، وهو تعيين رئيس الجامعة في مجلس الوزراء قبل انتهاء الولاية الحالية في 13 تشرين الأول المقبل، تجنباً للفراغ، واختيار الإسم من بين المرشحين الخمسة المنتخبين، وهم الدكاترة، وفاء بري، فؤاد أيوب، رجاء مكي، محمد صميلي وتيريز الهاشم.
وبترؤس عميد كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الاعمال اجتماع المجلس، وهو الأكبر سناً بين الأعضاء، علماً انه يحال الى التقاعد في تشرين الثاني المقبل، تفتح الأمور على نقاش في الجامعة، بين التمديد للرئيس الحالي الدكتور عدنان السيد حسين، والعميد الأكبر سناً الذي سيكون عميد كلية العلوم الدكتور حسن زين الدين بعد العميد شلوق، وذلك في حال لم يعين مجلس الوزراء رئيساً جديداً للجامعة قبل 13 تشرين الأول المقبل، وهو ما يدخل الجامعة في حالة فوضى وفراغ، ما لم يتدخل وزير الوصاية، لإخراج الأمر، وإنجاز تسوية لتسيير شؤون الجامعة بأقل ضرر، علماً أن الوزير الياس بو صعب حسم إسم رئيس الجامعة قبل أن يسميه مجلس الوزارء، بإعلانه الإتفاق بين المعنيين على إسم الدكتور فؤاد أيوب، ومعلناً في المقابل رفضه التمديد للرئاسة الحالية. وتساءل أساتذة أن ترؤس العميد الأكبر سناً يعني أن رئيس الجامعة يوافق على انهاء ولايته في موعدها الحالي وتسليمها الى أحد العمداء، على رغم أن السيد حسين أعلن في غير مناسبة أنه باق لتسيير الأعمال بصلاحيات كاملة، ما لم يسم الرئيس الجديد.
وكان مفترضاً من الناحية القانونية أن تعيّن الحكومة رئيس الجامعة قبل شهرين من انتهاء ولاية الرئيس الحالي، أي قبل 13 آب الماضي، لكن الخلافات السياسية وعدم انعقاد مجلس الوزراء أرجآ التعيين، لتدخل الجامعة في حالة مراوحة قبل 13 يوماً من دخولها الفراغ. وفي هذا السياق، تساءل عدد من الأساتذة والمعنيين بشؤون الجامعة التي تضم اليوم 73 ألف طالب وطالبة وأكثر من 5 آلاف أستاذ، عن الوقت الفاصل بين الفوضى والتعيين، ومن يراقب قرارات تتعلق بأمور الجامعة، طالما مجلس الوزراء عاجز عن اتخاذ القرار أو حتى الاجتماع، فيما وزير التربية لا يستطيع اتخاذ قرارات تنوب عن رئاسة الجامعة ومجلسها باستثناء الوصاية، مشيرين الى أن رئيس الجامعة وقبل انتهاء ولايته، ومع بدء العام الدراسي صرف مكافآت تجاوزت الـ 120 مليون ليرة لعدد من الأساتذة تقديراً لجهودهم، وهو أمر يفتح على اعتراضات، خصوصاً أن متعاقدين ومدربين بالمصالحة في الجامعة لم يتلقوا مستحقاتهم منذ عام 2015.
وحصلت "النهار" على وثائق التحويلات المالية، ومنها مكافآت لأساتذة، من بينهم مستشارين، تتجاوز الـ 15 مليون ليرة للأستاذ، بتبرير تقدير الجهود التي بذلها في المهمات والأعمال الموكلة إليه من دون تحديدها، علماً أن أساتذة كثر في الجامعة يقدمون ساعات إضافية ولا يحصلون في المقابل على بدلات مالية.
وتدل الأسماء الواردة في تعاميم رئيس الجامعة للمكافآت، أن غالبيتهم كانوا تلقوا مكافآت قبل أشهر بالنسبة ذاتها ولمهمات قد تكون فعلية، لكنها، وفق المعترضين، لا تبرر الصرف من مالية الجامعة المحدودة والمهددة بالخفض في المرحلة المقبلة.
وكان السيد حسين أكد في افتتاح السنة الدراسية، "ان مسؤولية النهوض بواقع موظفي جامعتنا مسؤولية جماعية، مسؤولية القيادة الجامعية ومسؤولية أساتذة الجامعة، وهي في الأصل مسؤولية حكومية تقع على عاتق السلطات المعنية. وقال: لا تقفلوا أيها المسؤولون أبواب التوظيف أمام الجامعة طوال أكثر من عقدين، فيما تقاعد خلال هذه المرحلة أكثر من ثمانماية موظف!.


ibrahim.haidar@annahar.com.lb
Twitter: @ihaidar62