بالصور: الفرحة لم تكتمل... أشباح الليل حوّلت معمل فرز النفايات في بعلبك رماداً

بعلبك- وسام اسماعيل

لم تكد تفرح مدينة #بعلبك بإنجاز حلمها بإنشاء "معمل فرز النفايات"، ليصبح منتصف ليل السبت – الاحد رماداً بفضل أشباح الليل والايادي السود التي دخلت ليلاً وعملت على احراقه.هذا المعمل الذي يقععند مدخل المدينة الشماليفي محلة تل الابيض أضرمت النار فيه كاحتفال من الفاعلين بذكرى انطلاق العمل فيه الاولى، حيث في مثل هذا اليوم من العام المنصرم كان اطلق العمل داخله وتشغله شركة "جهاد للتجارة والمقاولات" المملوكة من المقاول جهاد العرب.


الأسباب للاحتراق متعمدة ومتعددة في شكل مباشر وغير مباشر،والنتيجة الكارثية واحدة.فالخسائر المادية كبيرة قدرت وفق بلدية بعلبك بناء لتقدير مدير المعمل سامر زهران بنحو مليون دولاراميركي، غير أنه لم يقع أي خسائر في الأرواح لأن الحريق اندلع في وقت غادر فيه العمال المعمل. ومنذ اندلاع الحريق ارتفعت ألسنة النيران أمتاراً في الهواء، وتمكن رجال الدفاع المدني بإمرة مسؤول مركز بعلبك الإقليمي بلال رعد من محاصرة الحريق الذي استمر زهاء ثلاث ساعات والتهمت محتويات المعمل وتجهيزاته المتواجدة في الهنغار الرئيسي حيث تتم عمليات الفرز وجميعها باهظ الثمن،إضافةالى غرفتي القبان والحارس المحايدتين واحتراق شاحنة نقل نفايات كانت متوقفة في الباحة الخارجية للمعمل، وسيارتي "بوب كات" كانت في الداخل ومولدات كهربائية.


لا يمكن المرور على هذه الجريمة الاقتصادية والبيئيةالمتعمدة بحق بعلبك – الهرمل أولاً، وبحق المعمل ثانياً، مرور الكرام دون معرفة الفاعلين والاسباب لفعلتهم هذه خصوصاً مع تأكيد بلدية بعلبك على لسان رئيسها حسين اللقيس بأن الحريق كان مفتعلاً وان احد الفاعلين ملثماستغل غياب الناطور الذي من المفترض تواجده على مدار الساعة لفترة عشر دقائقلاضطراره إلى إيصال ابنه قبل أن يعود ويجد النيران تشتعل في المعمل.وقد عمل على تحطيم هذه الكاميرات وهناك خيوط حول شخص مشكوك في أمره كان يتجول في المنطقة.


والخسائر قدرت بنحومليون دولار اميركي،والسؤال الذي يطرح اليوم بقوة في المدينة: ماهي أسباب حرق المعمل في ظل السعي من المعنيين الى رفع قدرته الاستيعابية إلى نحو 250 طناً في اليوم ليخدم المناطق التي تقع في محافظة بعلبك - الهرمل؟ ومن المتوقع خلال شهور افتتاح معمل إنتاج البيوغاز الموجود إلى جانب المعمل، مما يسهم بتغذية قسم من المدينة بالتيار الكهربائي ضمن إطار أحد برامج الاتحاد الأوروبي لتمويل مطمر تقني؟


وعن الاضرار البيئية التي سيخلفها توقف العمل فيه؟، أعلن اللقيس انه خلال فترة الترميم وإعادة التأهيل سيتم استخدام مكب الكيال للتخلص من نفايات مدينة بعلبك، حيث معمل " معالجة نفايات بعلبك" يستطيع معالجة 70 طناً من النفايات يومياً، وكان تم إغلاق مكب الكيال العشوائي والاثري الذي اعتمدمنذ عقود مكان الرمي نفايات المدينة واحراقها بشكل عشوائي وسيكون هو الحل حالياً مما سيعيد السحب السوداء الى سماء المدينة.


في معلومات لـ "النهار" والتي اكدها اللقيس خلال مؤتمر صحافي عقده في مبنى البلدية حول الحادث ان المعمل مجهز بكاميرات مراقبة وقد رصدت حركة الفاعلين الذين لم تعرف اسبابهم بعد وترك الامر للاجهزة الامنية لتحدد الفاعلين،علماً ان المعمل كان واجه عوائق عديدة منذ اتخاذ القرار بانشائه وبقي سنين حتى أخذ القرار بانشائه والعوائق كانت عديدة لدى الجهات المعنية،إن كان من جهة المجلس البلدي لبلدية بعلبك والبلديات الاخرى حيث ما ان يطرح مكانا لاقامة المعمل حتى يواجه برفض اهلها والمحيطين للمكان او من حيث عمليات التوظيف التي حصلت داخل المعمل من محسوبيات وغيره.


وندد اللقيس بهذه الجريمة الشائنة بحق المدينة وابناء البقاع الشماليوالمفروض وضع حد لها، وتمنى من الاجهزة الامنية كشف الفاعلين حيث لا يجوز الاستهتار بالوضع البيئي والصحي والامني والاقتصادي لابناء المدينة، واكد على جميع القيادات المعنية ممارسة الضغوط لوضع حد للفلتان في المدينة وقال: "يؤسفنا ان نقول ان المجلس البلدي السابق أخبرنا أنه كان هناك نقطة حراسة على المعمل من الجيش اللبناني ولكن أزيلت، ورغم كل المراسلات التي أجراها المجلس البلدي الحالي مع الأجهزة الأمنية من قوى أمن داخلي وجيش لوضع نقطة حراسة للمعمل كان للأسف الجواب سلبيا".


ولفت الى أن هناك هبة بتطوير المعمل واقامة مطمر وهذا الحادث لن يؤثر سلباً، مؤكداً إننا سنسعى بالتعاون مع الجهات المشغلة لاصلاح الاضرار والبدء بالعمل خلال شهرين مع التحديث والتطوير، وتم إبلاغ القرى المجاورة قرار منع إرسال نفاياتها إلى بعلبك واعتماد كل بلدة الحلول المحلية لمعالجة نفاياتها.