بلد عجيبة!

اندره جدع

فينا نقول، وبكل ثقة، ان هذا البلد عجيبة وأهم من عجايب الدنيا السبع. ولماذا؟ يا جماعة خلصت الصيفية التي كانت عامرة بالحفلات والمهرجانات على امتداد أراضي الجمهورية، والتي شهدت حضورا جماهيريا حاشدا، وأطل الخريف وفتحت المدارس ابوابها، لكن الحفلات لم تنته بل هي مستمرة على أساس "بين تشرين وتشرين صيف تاني".
والى جانب هذا النشاط الاحتفالي يتم تصوير مجموعة من المسلسلات الدرامية اللبنانية اضافة الى أفلام سينمائية، والإعلان عن مسرحيات جديدة... كل هذا يتزامن مع قطع الطرقات احتجاجا على الأوضاع المعيشية الصعبة، وعودة الزبالة الى الشوارع والطرقات. بلد من دون راس. تنافر سياسي و"بيي أقوى من بيك"، كهربا ما في أمل، عجقة سير قاتلة، معاشات الموظفين على كف عفريت، تصاريح سياسية تسبب سكتات قلبية، وشانتال غويا جايي بتشرين. انو هيدا البلد عجيبة او لا؟ واكتر من هيك ترى الناس مهتمين بطلاق براد بيت وأنجيلينا جولي، وشو قالت مي حريري عن ملحم بركات، ونصف مليون مشاهدة للوجه الجديد وهي تتمايل بكل "محن" دون معرفة الأسباب، ونسمع عن بعض الكليبات القادمة، ويمكن من دون تياب ردا على "الوجه الجديد".
ثم تطالعنا الأخبار بخبريات عن ضرب سكاكين هنا وإطلاق نار هناك تمر مرور الكرام متل شي روتين عادي... هذا البلد عجيبة او لا؟ ويحكى عن أزمة مالية خانقة تطال الناس، وعند العصر تعج مقاهي الاركيلة بالرواد على أساس دخن عليها تنجلي، و"خلينا نعيش كل يوم بيومه". بلد كل التناقضات فيه وماشي على "ما يقدر الله" والمطلوب فورا انضمامه الى عجايب الدنيا السبع ليكون العجيبة الثامنة...