مشكلة النفايات تتمدّد الى جزين... والحلول آنية!

جزين – رلى خالد

تُعاني مدينة جزين منذ أشهر عدّة من مشكلة في موضوع النفايات، فبعدما كانت جزين تتغنّى بخلوّها من النفايات طوال فترة الأزمة التي شهدتها معظم المناطق اللبنانية، هاه ي اليوم وبعد حلحّلة الأزمة في معظم المناطق اللبنانية التي لجأت بلديّاتها الى حلول جذرية كإنشاء معامل والفرز المنزلي فضلاً عن التعاقد مع معامل مختصة، تقف جزين عاجزة أمام تراكم النفايات في شوارعها.


وهذا الموضوع إذا ما دلّ على شيء فهو غياب الرؤية السليمة والنيّة لحلّ مشكلة النفايات من قبل المعنيين واللجوء الى حلول ظرفية تنتهي دائماً بكارثة.
وتظّهرت المشكلة الى العلن عندما بدأت النفايات تتراكم في المستوعبات على الطرقات العامة والداخلية في جزين بشكل ملفت ولعدّة أيام كانت كفيلة بنشر الروائح الكريهة والحشرات، حتى أن فترة المهرجانات في شهر آب المنصرم لم تسلم من هذه المشكلة .


وتفيد مصادر مطلعة "النهار" أن المشكلة بدأت عندما تعذّر على الشركة المتعاقدة مع بلدية جزين تفريغ حمولتها من النفايات في مكب الكفور في قضاء النبطية كما جاء في العقد، وذلك بعد أن أدى اعتصام الأهالي في تلك المنطقة الى قطع الطريق كلياً على الشاحنات المحمّلة بالنفايات والآتية من جزين."


ويتابع المصدر نفسه " إزاء هذا الواقع تحوّل مسار شاحنات النفايات الى قطعة أرض في خراج بلدة كرخا في قضاء جزين، وتناهى الى مسامع رؤساء البلديات المجاورة أن هناك محاولة حثيثة لشراء محرقة للنفايات وتثبيتها في المكان لحلّ المشكلة نهائياً، ممّا أثار حفيظة رؤساء البلديات في البلدات المحيطة بالموقع المذكور، فتراجع المعنيون عن هذا الموضوع ووعدوا بحلّ المشكلة."


ويؤكد المصدر نفسه ان "شاحنات النفايات كانت تُفرغ حمولتها في أرض تابعة لبلدية جزين قبل أن تُوقع بلدية جزين عقداً جديداً مع شركة NTCC لحلّ مشكلة النفايات"، وتقع هذه الأرض بحسب المصدر نفسه "في منطقة عدوّس أو ما يعرف ببئر عدّوس لغنى هذه المنطقة بالمياه الجوفية، وهناك تملك البلدية قطعة أرض وجهّت الشاحنات نحوها حيث كانت تُفرغ حمولتها ليلا ليصار بعد انتهائها الى طمر النفايات بالردميات لكي لا تكتشف الجريمة"، علماً أن الفترة الفاصلة بين رمي النفايات في عدوّس وتوقيع العقد الجديد مع الشركة الجديدة كان حوالي الأسبوعين ".


حالياً ورغم بدء الشركة الجديدة بجمع النفايات لا يزال الأهالي يشتكون من تراكم النفايات في عدّة أماكن في المدينة ومن سوء جمعها بحيث تبقى كميات من الأوساخ على الأرض وفي محيط المكباّت ولا يتم تنظيف المستوعبات ومحيطها بالمياه والأدوية المخصصة فتتحوّل الى مكان موبؤ تتجمع فيه الحشرات وتنبعث منه الروائح الكريهة .


وفي السياق عينه، اعتبرتْ رئيسة لجنة البيئة في بلدية جزين ريتا أبي نادر ان مشكلة النفايات هي أزمة عامة في البلاد ولا تتعلق حصراً بمنطقة الجزين.
وأكدت ان "الأزمة التي شهدتها المنطقة والناتجة عن توقف استقبال شاحنات النفايات في مكب الكفور، شارفت على النهاية مع مسارعة البلدية الى توقيع عقد جديد مع شركة NTCC التي بدأت رفع النفايات المتراكمة ومن المتوقع الانتهاء من هذه المهمة في غضون أسبوعين على أبعد تقدير".
وأكدت ابي نادر ان رمي النفايات في عدوس "كان يتم بغير علم البلدية التي ترفض الأمر بشكل مطلق لما فيه من ضرر صحي".