ذُبحتْ روعة في لبنان على يد عائلتها الهاربة من "داعش" في الرقة!

أهدروا دمها، وفعلوا كل ما في وسعهم لاستدراجها لتعود الى منزل عائلتها. انتظروا خلودها الى النوم وانقضوا عليها، من الوريد الى الوريد ذبحوها، غسلوا "عارهم" بدمائها. على إنسانيتهم داسوا قبل ان يهربوا، هم وحوش على هيئة بشر، لا بل حتى الوحوش لا تنهش بعضها بعضاً، وهي ضحية الفكر "الداعشي" المستوطن في عقول البعض.
ذنب روعة المحمد (18 عاماً) الوحيد أنها أرادت الزواج من حبيبها، فدفعت الثمن حياتها على يد شقيقيها أحمد وإبرهيم ومجموعة متآمرين من عائلتها التي هربت من حكم "#داعش" في الرقة حاملة معها عقلية التنظيم التي طبقتها على اقرب الناس اليها. لم تتمكن روعة من اكتشاف روعة الحياة واكمال الطريق مع حبيبها بعدما هربت قبل عشرة أيام معه، فعند أول مفترق وقعت في المصيدة، وكانت النتيجة تطبيق شريعة الغاب عليها.



الثانية قاتلة
"ليست المرة الأولى التي تهرب فيها روعة صغيرة العائلة بين شقيقاتها الخمس من المنزل والقاصر، فقبل عام حصل الأمر عينه لكن الفرق أنه تمت إعادتها في اليوم ذاته ولم تكن مع احد" بحسب ما قاله ابن عمها" لـ"النهار"، مضيفاً "لم يتم التعرض لها حينها، وأكملت حياتها بشكل طبيعي، عادت الى عملها في قطف المزروعات، أشهر معدودة مرت بشكل طبيعي قبل ان تجمعها قصة حب بابن شقيقة صهرها فعاودت الكرة وهربت".
"في البداية اعتقدنا أن الامر مجرد مزحة، مع مرور الوقت بدأنا البحث عنها، وجدنا آثار أرجل لشاب وفتاة على طريق ترابية، عرفنا انها تعود لها، عندها سألنا صاحب البستان الذي تعمل لديه وهو على علم بقصة حبها، فوجه إصبع الاتهام للشاب، سألنا خاله الذي اتصل به لكن هاتفه كان مغلقاً، لتتحدث هي عبر الواتساب وتقول إنها وحدها وليس للشاب علاقة بالامر وإنها يائسة من الحياة وتريد الانتحار".


 


"شرفنا في التراب"!
وأكمل قريب روعة روايته: "لكن في اليوم التالي تأكدنا أنها معه لكون هي الأخرى أغلقت هاتفها، طلب والدها حل الامر قبل ان يتضخم، فنحن عشائر، وعاداتنا وتقاليدنا لا تسمح بذلك وسنهدر دمه، لكن عائلة الشاب حضرت الى منزل والدها منكرة أن الفتاة مع ابنها ولو كان ذلك صحيحاً لقتلوه بيدهم، حتى إن الشاب حضر الى بيت خاله وأنكر انها معه مشدداً ان آخر اتصال ورده منها كان عند الساعة العاشرة والنصف من يوم مغادرتها طالبة منه ان تأتي اليه وتبقى معه لكنه رفض".
وأضاف ابن عمها "بعد يومين اتضحت الامور"، وصلنا خبر أن الشاب وهو من مدينة الرقة كتب كتابه على روعة من تل ابيض عند الساعة الرابعة فجراً من يوم هروبها، بعدها جاء وفد الينا من عائلته وأكد ذلك، لكن بعد ماذا؟ بعدما تلطخ شرفنا بالتراب، عندها استدرجتها عائلتها على أساس مصالحة أتمتها مع عائلة الشاب، عادت الى المنزل يوم الاحد، وفجر الاثنين ذبحوها"، واضعاً المسؤولية "على الشاب وخاله اللذين أعاداها الى عائلتها، وهما على علم ان مصيرها الموت لا محالة".


 


قفص العدالة
قبل أن تصل الامور الى حز السكين حاول والدها تقديم بلاغ لدى القوى الامنية "لكن عدم امتلاكه اوراقاً قانونية حال دون ذلك، إذ خشي من أن يتم توقيفه في المخفر". المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي - شعبة العلاقات العامة أصدرت بياناً أوضحت فيه ملابسات الجريمة جاء فيه أنه عند الساعة الأولى والنصف من فجر الاثنين وداخل منزل العائلة في محلة قدموس - صور أقدم الشقيقان، وهما من مواليد (1994 و1998)، على قتل شقيقتهما (مواليد عام 1998، سورية)، وعلى الإثر أوقفت مفرزة طوارئ صور وفصيلة العباسية في وحدة الدرك الاقليمي الشقيقَين المذكورَين، إضافة إلى عدد من الاشخاص الذين حرضوا على ارتكاب الجريمة. وبالتحقيق معهما اعترفا أنهما ارتكبا جريمتهما بالاتفاق مع أفراد العائلة.
"اشتراها وباعها" بهذه العبارة وصف ابن عم روعة من "حرضها على الهرب" و" اليوم هو هارب خشية من ان يناله العقاب ذاته"، في حين ردد اهلها "ليتها لم تكن معه، ليتها انتحرت ولم تبلِ أحداً بها"!