عمار الحكيم رئيسًا للتحالف الوطني وغموض في موقف الصدر

بغداد- فاضل النشمي

بعد انتظار لنحو سنتين، تمكّن رئيس المجلس الاسلامي الاعلى السيد عمار الحكيم من الفوز برئاسة "التحالف الوطني" الذي يضمّ في عضويته معظم القوى السياسية الشيعية، وجرى ذلك خلال اجتماع عقدته اطراف التحالف، وتم خلاله التصويت بالاجماع على اختيار الحكيم، على ان تكون الرئاسة دورية لكلّ سنة.
وعقد الاجتماع في منزل رئيس التحالف السابق ووزير الخارجية الحالي ابراهيم الجعفري الذي اقترح فكرة تأسيس التحالف في شهر آب 2009، التي أُريد منها ان تكون المظلة الاوسع لتنسيق عمل القوى السياسية الشيعية وهي كل من، حزب "الدعوة الاسلامية" بزعامة نوري المالكي، و"تيار الاصلاح" بزعامة ابراهيم الجعفري، وحزب"الفضيلة" الاسلامي، الى جانب التيار الصدري و"المجلس الاسلامي الاعلى" بزعامة عمار الحكيم، اضافة الى تجمع "مستقلون" وحزب "الدعوة تنظيم العراق" ومنظمة "بدر" بزعامة هادي العامري.
على ان سنوات العمل المشترك داخل مظلة التحالف الوطني لم تحل دون المزيد من الانقسامات داخل البيت الشيعي، ولعلّ الغموض الذي يكتنف موقف السيد مقتدى الصدر من الاجتماع الاخير، الى جانب وجود العديد من اتباعه وهم يُعلنون إضرابهم واحتجاجهم امام الوزرات المختلفة يعزّز حالة الانقسام المعروفة والقائمة بين اركان التحالف منذ سنوات.
ويرى كثير من المتابعين ان فاعلية "التحالف الوطني" تظهر بشكل واضح عقب كل انتخابات نيابية، حيث تُظهر الكتل الشيعية تماسكا ملحوظا اثناء عملية تشكيل الحكومة لتحقيق نصاب الكتل الاكبر المؤهلة لتأليف الحكومة، ثم تعود بعد ذلك العلاقات بين الكتل الاعضاء الى حالة من الانقسام والتناحر المعتادة.
ومع ذلك، يرى البعض ان عملية اختيار رئاسة جديدة ممثلة بالسيد عمار الحكيم في هذا الوقت، ربما تأتي في إطار الترتيبات الشيعية اللازمة لمرحلة ما بعد "داعش"، فالسيد الحكيم يحظى بسمعة جيدة داخل الكثير من الاوساط السنّية المشتركة في العملية السياسية، حتى ان زعيم تجمع "متحدون" اسامة النجيفي رحب باختيار الحكيم، معتبرا انها خطوة تصب في اطار"المصالحة الوطنية" وكذلك أصدر زعيم كتلة "الحلّ" جمال الكربولي بيان ترحيب بالمناسبة.
ولعل من الاسباب الاخرى التي دفعت القوى الشيعية لاختيار زعامتها الجديدة، هي عدم فاعلية رئيس التحالف السابق ابراهيم الجعفري لانشغاله بوزارة الخارجية، حتى ان بعض اطراف التحالف تعتبر ان الجعفري، وبدلا عن تحويل التحالف الوطني الى مؤسسة بتقاليد فاعلة، حوّلها الى مجرّد "جثة هامدة".
وأشارت شخصيات مقربة من التحالف الوطني، الى ان التحالف ربما سيضمّ شخصيات مهمة من قيادات "الحشد الشعبي" واستبعاد الكتلة الصدرية، وذلك يعني ان الحركة الاحتجاجية التي يقودها السيد مقتدى الصدر منذ اشهر غير مرحّب بها من اغلب القوى الممثلة في التحالف الوطني.