شانون لا يحمل أي جديد رئاسي ولقاءاته محصورة بالمسؤولين الرسميين

خليل فليحان

يبدأ وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية توماس شانون لقاءاته اليوم الخميس بعدما وصل أمس من عمان في إطار الجولة التي يقوم بها في عدد من الدول العربية، للمرة الأولى بعد تسلمه مهماته الجديدة. ووصف مصدر ديبلوماسي الزيارة بأنها استطلاعية، وان اللقاءات محصورة بالمسؤولين الرسميين، إذ إنه سيقابل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ويدلي بتصريح صحافي يتضمن ثوابت سياسة بلاده في لبنان، من دعم لاستقلال لبنان وسيادته واستقلاله والدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية وتسليح الجيش ودعم الأجهزة المختصة بمكافحة الإرهاب. وسيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامه ويبحث معهما في شؤون مالية متعلقة بالمصارف وبتبييض الاموال. وسيقابل أيضا قائد الجيش العماد جان قهوجي ويطّلع منه على تفاصيل الوضع الأمني والاداء المتفوق في مكافحة الارهاب والجبهة المفتوحة مع تنظيم "داعش" المتمترس في جرود عرسال، ومدى فاعلية السلاح الاميركي للجيش.


ولفت المصدر الى أن شانون ليس مكلفا أي مهمة متصلة بموضوع الاستحقاق الرئاسي، "لكن ذلك لن يمنع المسؤول الاميركي الرفيع من الاستماع الى أي مسؤول يثير معه هذا الموضوع، ولا سيما لجهة التداعيات السلبية الناجمة عن الفراغ الرئاسي". وأشار الى أن ملفات أخرى يمكن أن تبحث معه، كاستخراج النفط والغاز من المتوسط وضمان هذه العملية، ومنع اسرائيل من سرقة أي كمية من المخزون الخاص بلبنان. وسيثير معه أكثر من مسؤول موضوع استمرار الاحتلال الاسرائيلي لجزء من بلدة الغجر منذ حرب تموز الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، وفشل المساعي التي تجريها الامم المتحدة، ولا سيما خلال الاجتماعات العسكرية الثلاثية في الناقورة.
ولم يستغرب زعيم كتلة نيابية أن تخلو زيارة شانون لبيروت من أي تكليف في الشأن الرئاسي، لأن الرئيس باراك اوباما لم يهتم فعليا بالفراغ الرئاسي منذ نحو 29 أسبوعا، إلا في تصريحات إعلامية، ويراهن أكثر من مرشح على أن واشنطن لن تبذل أي جهود لتذليل العقبات التي تحول حتى الآن دون انتخاب رئيس للبلاد، بعدما فاتح وزير الخارجية جون كيري نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في الرغبة في حل موضوع الرئاسة، مع بدء التفاوض في جنيف حول البرنامج النووي الإيراني. وقد اعتذر ظريف وقال: "عليّ أن أراجع في هذا الطلب المرشد الاعلى"، الذي نقل الى كيري في وقت لاحق رفضه ربط المفاوضات بالانتخابات الرئاسية. وهذا لا يعني ان واشنطن لم تستمع الى ما طرحته باريس من مساع منذ ان بدأ الفراغ الرئاسي، لكن المهم أنها لم تبادر مرة واحدة الى إنهاء هذا الموضوع.
ولفت الى إن التعامل الأميركي الرسمي مع لبنان غير متوازن في زيارات المسؤولين الديبلوماسيين والعسكريين. وتكاد لا تُسجل زيارة مسؤول ديبلوماسي أميركي لبيروت بشكل منتظم، في حين يزور مسؤول عسكري كبير بيروت كل عشرة أيام أو ثلاثة أسابيع على الأكثر، فيجتمع بقائد الجيش وبضباط لتداول الأوضاع الأمنية ومكافحة الإرهاب. أما آخر زيارة لمسؤول بارز فكانت لوزير الخارجية جون كيري في 3 حزيران 2014، لبضع ساعات. وتسجّل زيارات أخرى لمسؤولين في وزارة الخزانة الاميركية لشؤون تمويل الارهاب، كان آخرهم مساعد الوزير دانيال غلايزر.
ورأى المصدر أن هذا التفاوت في زيارات المسؤولين الاميركيين لا يعني التخلي عن لبنان، لكن اميركا قد تكون هي الدولة الاساسية التي تقف وراء منع لبنان من الانزلاق الى حرب داخلية، على غرار ما هو حاصل في سوريا، وهذا دعم مهم ويفسر الى حد كبير زيارات كبار ضباط القيادة العسكرية الاميركية للبنان في شكل دوري. ومعلوم أن كيري يلتقي مسؤولين لبنانيين في الخارج على هامش الاجتماعات الدولية والعربية .