الخيمة "الكتائبية" في مواجهة طمر البحر: باقون هنا

تلقى اللبنانيون كرة النفايات التي تتقاذفها الحكومة وحزب الكتائب بعد ان دخل حزب الطاشناق وبلدية برج حمود الى ساحة المواجهة، وسجلا هدفاً قاتلاً باغلاق مكب برج حمود لتبقى النفايات في الشوارع، بعد ان توقفت شركة "سوكلين" عن نقل النفايات من المتن وكسروان وقسم من بيروت والتي كانت وجهتها الموقف المؤقت في برج حمود، لتعود الازمة الى نقطة الصفر.



"المبارزة" التي أطلقها رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل قبل فترة ضد الحل الذي تسير فيه الحكومة في ملف النفايات، اتخذت من منطقة برج حمود ساحة لها، على طريق أشبه بصحراء يعلوها جبل رملي ممزوج بالنفايات تفوح منه روائح كريهة وتنبت فيه بعض الأعشاب التي توحي بأن امكانية اعادة الحياة الى تلك البقعة ممكنة، نصبت "جماهير" حزب الكتائب خيماً قاطعين الطريق على الشاحنات التي تنقل النفايات الى البحر، من دون أن يكون لهم علاقة كما يقول نائب رئيس اقليم المتن الكتائبي روجيه ابي راشد لـ"النهار" باغلاق المكب، فـ"هذا الموضوع تُسأل عنه بلدية برج حمود وحزب الطاشناق حيث اتخذا القرار بعد تنبههم الى ان سوكيلن لا تفرز النفايات، ما أدى الى ظهور جبل ثان مشابه لجبل برج حمود القديم".



"مجزرة بيئية"
واضعاً كمامة علّها تخففُ من خطر الانبعاثات "القاتلة، أضاف ابي راشد تحت نار الشمس الحارقة "ما يقوم به المعتصمون الكتائبيون منذ 20 يوماً وبعض الحركات البيئية التي انضمت اليهم هو توقيف ردم البحر بالنفايات". واكد " اننا لن نقبل ان يكون ساحل المتن مزبلة لبنان الذي تردم فيه النفايات غير المفرزة، لن نترك الصفقات تمر على حساب اهل المتن، ما يحصل مجزرة بيئية، وبحسب ما توصلت اليه دراسة فإن الروائح ستصل الى ابعد من عين سعادة الى كل الساحل من ضبيه الى الاشرفية الى الرميل والصيفي، هذا تهجير لسكان المتن قلب لبنان الذي يسكن ساحله نحو 350 الف نسمة".
حزب الكتائب ضد معالجات الدولة المؤقتة،" نريد حلاً مستداماً، كل الحلول الى الآن موقتة، من مطمر الناعمة الى مكب الكوستابرافا الى خطة الوزير أكرم شهيب التي تقوم على طمر البحر لمدة اربع سنوات، بـ 1500 طن نفايات يوميا، نحن مع لا مركزية النفايات، ولن نقبل في المتن غير نفاياته، كما يجب الفرز والمعالجة ثم طمر العوادم فقط، اذ لا يوجد بلد في العالم يطمر نفايات من دون فرز وهذا ما يشكل خطراً على البيئة وصحة الناس".



صفقات مشبوهة!
وأضاف" اذا كانت هناك نية لتلزيم معامل فرز تحتاج الى خمس شهور لبنائها، عندها لا اشكال في ان تجمع النفايات في موقف موقت لأننا نكون امام حل طويل الأمد لكن ليس في امكاننا ان نقبل طمر النفايات 4 سنوات"، كما استغرب رفض الحكومة كل الحلول التي تقدم بها حزب الكتائب "لأسباب معلومة وأخرى مبطنة، ربما تكون هناك صفقات من تحت الطاولة". وتساءل" لماذا رفض الطمر في عكار والسلسلة الشرقية والجنوب والشوف وتمت الموافقة على ساحل المتن... لن نترك الأمر يمر ولذلك نحن هنا". وختم: "نريد من المواطنين ان يستوعبوا هول الكارثة كون الدولة تخيّر الناس بين النفايات في الطرقات او النفايات في برج حمود، ونقول لهم لا للمر ولا للأمر، فالحل هو بمعالجة صحية وبيئية وعلمية للنفايات".



عبث مرفوض
من جانبه، رأى شهيب أن هناك "قوى تعطيل، تتسلل الى تحرك برج حمود"، داعياً حزب "الكتائب" الى منع هذا التسلل "لأن العبث بالأمن الصحي والبيئي للناس لا يجوز والبلد لا يحتمل ويكفينا الشلل السياسي"، واعتبر ان "الطريقة التي تعالج بها النفايات اليوم قد لا تكون الأمثل لكنها الحل المتاح والمعقول، وموقعا الكوستابرافا وبرج حمود أتيا بعد إقفال كل الحلول في وجه خطة الحكومة"، طالباً من الخبراء ان "يدرسوا عينات مياه الشاطىء واطلاعنا وأهل المتن عليها".



مطالب وحلول
مطالب عدة وجهها بول أبي راشد رئيس "الحركة البيئية اللبنانية" التي تشارك في الإعتصام بعدما "تأكدت بأن لحزب الكتائب أهدافاً بيئية غير سياسية من إقفال الطريق" منها ما وجهه الى الوزير شهيب حيث اعتبر مطالبته" بإزالة خيمة الكتائب تشبه العمل على إسكات الضمير الذي ينبه من مشروع مخالف للقوانين والاتفاقيات الدولية"، ومنها الى النائب ابراهيم كنعان  فطالبه بـ"الاطلاع على دراسة الجدوى الاقتصادية والبيئية والاجتماعية التي طلبها برنامج الامم المتحدة للبيئة، والطلب من مجلس الإنماء والاعمار ممثلاً بالمهندس نبيل الجسر ان يؤمن 60 الف متر مساحة أرض موزعة على أقضية جبل لبنان لمعالجة النفايات العضوية عوضاً عن طمر البحر، وتأمين أرض باركينغ للعوادم في انتظار جهوزية الحل لها، ومراقبة أفضل لعمل المتعهد من ناحية الفرز".
والى حين ان يحسم أي من الطرفين المباراة، تبقى كرة النفايات على الطرق مهددة اللبنانيين بصحتهم وارواحهم!