نهر الليطاني "يحتضر"... أثر التلوث على الصحة والري كارثي!

حذر الأستاذ المحاضر في كلية العلوم في الجامعة اللبنانية والباحث في مركز علوم البحار التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور حسين أبو حمدان من مخاطرالسباحة وتناول لحوم السمك من #نهر_الليطاني "الملوث جداً".


الليطاني "يحتضر"


ونبّه المزارعين من استخراج المياه الملوثة بيولوجياً وكيميائياً من النهر لري المحاصيل لأن أنسجة هذه الزراعات ستمتص المواد الملوثة المضرة بالصحة، مؤكداًأن استعمال أي مواد للتعقيم يحد من التلوث على القشرة الداخلية للزراعات في حين لن تزيل من نسب الملوثات المتراكمة في الداخل الذي يؤكل لأنها باتت مخزنة داخل أنسجة الخضار والفواكه.


وأشار إلى أن المياه الملوثة بيولوجياً وكيميائياً تؤثر سلباً على صحة الإنسان، ولا سيما في وجود معادن ثقيلة وبعض مواد رش المبيدات الزراعية والنفايات الكيميائية في النهر. وقال:" إن رمي البطاريات الفارغة في الليطاني مثلاً يشكل خطراً على البيئة والإنسان من خلال المواد التي تستخدم في إنتاجها ولا سيما منها مادة الزئبق أو "Mercure" التي تحدث أضراراً في كل من الجهاز الهضمي و/أو التنفسي وتسبب أمراضاً جلدية في جسم الإنسان".


ورأى أبو حمدان أن التلوث المائي للنهر يفسد موارده السمكية، محذراً من تناول لحوم السمك التي تتغذى من نباتات وكائنات لا فقارية كالدود والسلطعين "الـملوثة" من المواد الكيميائية المضرة في النهر. وهذا يعرض الإنسان عند تناوله لحوم تلك الأسماك الملوثة إلى مشكلات صحية في كل من الجهاز الهضمي والعصبي .


واعتبر أنه من المفروض منع السباحة في النهر لأن المياه المبتذلة المليئة بالطفليات تتسرب إلى داخل جسم الإنسان وتجعله عرضة للموت أو للإصابة بأمراض جلدية.


التلوث...


وذكر أبو حمدان أن نهر الليطاني يوازي بأهميته في لبنان ما تمثله أنهر السين والرين والغارون في فرنسا، وأن مستوى المياه في النهر مؤلف من أقسام ثلاثة.


وشرح أن الحوض الأعلى من النهر يتألف من قسمين "ملوثين"؛ القسم الأول منه يمتد من النبع إلى مصب نهر الغزيل ومصدره نبع عنجر وشمسين، لافتاً إلى أن كمية منسوب المياه محدود فيه يتيح فرص تراكم المياه المبتذلة التي ترمى من القرى في المجرى.


وقال: " تزداد نسبة التلوث فيه جراء رمي كل من النفايات الصلبة من أكياس نيلون وعلب بلاستيك ومواد زراعية مستعملة على غرار الأسمدة الكيماوية ومبيدات للحشرات والنباتات المضرة ومخلفات النفايات الصناعية الصادرة عن عدد محدود من المعامل في هذه المنطقة".


واعتبر أن الجزء الثاني من هذا الحوض، الذي ينطلق من نهر الغزيل إلى بحيرة القرعون يعاني من تلوث القسم الأول من الحوض الأعلى مع فارق مهم أن النفايات الصناعية تتراكم فيه بسبب رقعة إنتشار المعامل الجغرافية في قرى عدة منها قرى شتورة وعنجر، المرج وسواها.


وعرض لواقع هذا الجزء، الذي كان يعتمد قبل النزوح السوري، على دفق مياه نهر الغزيل لوضع حد للتلوث البيولوجي. لكنه لفت إلى أن الواقع تغير بعد زيادة عدد اللاجئين السوريين في قرى بقاعية عدة كالمرج مثلاً " يزيدون من نسب المياه المبتذلة فيه مما لا يتيح أي فرصة ليقلص تدفق مياه نهر الغزيل من أثر التلوث عليه".


وتوقف عند الحوض الأسفل للنهر، الذي ينطلق من بعد بحيرة القرعون إلى مصب منطقة صور، وقال: "يمكنه من خلال انحدار المجرى أن ينجح في "تنظيف نفسه بنفسه" ويقلص من خلاله نسبة التلوث فيه".


ودعا إلى عدم استخدام مياه الحوض الأعلى لري المحاصيل لأنها غير صالحة لذلك. وأسف إلى تراكم المرامل في الحوض الأسفل، والتي قلصت من فرص استخدامه للري بعد رمي أوساخ مرامل المنطقة في النهر.


وأمل في أن تعلن حالة طوارىء بيئية لإنقاذ الليطاني وتفعيل دور البلديات وفي حض المواطنين على عدم رمي النفايات في النهر والعمل لمعالجة المياه المبتذلة والنفايات السائلة والسعي إلى تشغيل محطات لمعالجة المياه المبتذلة.