لا مستقبل لـ"داعش" ولا حرب جدية عليه

أكد الخبير السياسي واستاذ علم الاجتماع الدكتور طلال العتريسي في حديث لـ"النهار" أن "ما قامت به #داعش وما تقوم به يفوق بفظاعته أي رسم كاريكاتوري يسيء إلى الرسول محمد لأنهم أساؤوا إلى الإسلام كله".


لبنان و"داعش"
بالنسبة للعتريسي، لـ "داعش" عقل إلغائي ولا مستقبل له. وبرأيه، قد خلق حالاً من النفور والاستنكار في الأوساط الإسلامية كلها، وفرضت شيئاً غير مألوف عالمياً وحتى إسلامياً.
وجدد تأكيده أن "داعش" لا أفق له مشيراً إلى أنه مشروع استنزاف الطاقات كلها. واعتبر أنه يحتاج إلى حرب عسكرية جدية ضده تضرب بنيته الأساسية في مدينة الرقة السورية، وهذا يسهل التعامل مع ما تبقى من مجموعاته. واستغرب عجز المسؤوليين الأميركيين عن معرفة أين يختبئ أبو بكر البغدادي وما يقوم به.
ورأى أن لبنان ينعم باستقرار أفضل من أي وقت إذا ما قارناه مع ما يحدث من حولنا. بالنسبة إليه، لبنان يحتاج إلى موقف موحد وأقوى تجاه "داعش" وخطر وجوده وتهديده.


وفي الخارج...
أشار عتريسي إلى أن التقرير الإسرائيلي، الذي نشر أخيراً عن مركز بيغين - السادات للدراسات الإستراتيجية، توجه في مضمونه إلى الولايات المتحدة محذراً إياها من خطر القضاء على "داعش" لأنه لا يشكل تهديداً استراتيجياً لنا، بل هو وسيلة لاستنزاف المحور المعادي لنا أي إيران، سوريا و"حزب الله."
ورفض كلياً أن يربط عامل توجه بعض المجموعات الشبابية الأوروبية الذين نشأوا في أوروبا إلى سوريا بمعاملتهم السيئة في الداخل الأروروبي. كما رأى ان أكثريتهم لا يعانون من وضع هامشي بل يعيشون أوضاعاً عادية وهم يعانون مشكلات كأيّ مواطن أوروبي ويحظون بمشروعية سياسية أسوة بالأوروبيين.
كما رأى انهم يمثلون الجيل الثالث لأفواج الوافدين إلىأوروبا الذي تأثر بما كرّره الإعلام الأوروبي عن نظام #الأسد الاستبدادي القامع للديموقراطية، والذي ينادون بضرورة إسقاطه. يضاف إلى هذه الحوافز الدافعة لتوجههم إلى سوريا انجذابهم لنمط غير مألوف يرتكزعلى الغوص في مغامرة ضبايبة لا حدود لها تكسر المألوف. ثم شرح أن من يميل إلى هذه المغامرة يذهب ليعيش مع ما يراه في الأفلام السينمائية من جنس بلا ضوابط، ومن عنف بلا حدود، ومن سلطة وقوة لا يردعها أحد.


ثمّ لاحظ أن قدرة هذه الجماعات على التواصل الإلكتروني لاختيار أشخاص يسهل التواصل معهم. ولفت إلى أن أجهزة الاستخبارات الأمنية لا تلجأ إلى ضبط هذه المواقع ولا تعمل على متابعة كل أنواع التواصل الإلكتروني المشبوه.
وتوقف عند الدافع الآخر في تجنيد الشباب الأوروبي للقتال في #سوريا والذي يعود إلى التسامح الأوروبي مع أئمة المساجد في أوروبا، الذين لهم خليفة سلفي متشدد ومرسلون وممولون ينشرون الفكر التكفيري في داخل المساجد وفي أوروبا.
ثمّ انتقل إلى الإعلام الغربي الذي لا يريد تحميل مسؤولية ما يجري في بلدهم إلى سياسات بلدهم. وأوضح أن الحكومات الغربية أخطأت في الرهان على هذه التنظيمات في الشرق الأوسط.


مبرر "داعش" للعنف
رأى عتريسي أن ما تقدمه "داعش" اليوم هو "صورة عن إسلام خاص، لا بل تفسير خاص لـوية "داعش" يستند إلى ظهور السلفية المتشددة التي تعمم موضوع التكفير". وشدد على أن "من واجبه اتباع هذه العقيدة ومحاربة الكفار والمشركين والمذاهب والاتجاهات الإسلامية وغير الإسلامية". وبرأيه، داعش له جذور عقائدية متشددة صافية جداً.


كما انتقد الإعلام المحلي الذي يروج لداعش تحت ذريعة السبق الصحافي، وهو يغطي هذه العمليات العنيفة،فيُبرز بذلك مبتغى "داعش" وتوقه الدائم لإبراز بطولاته وقوة أتباعه. ورأى أن الواقع الحالي لا يعكس حرباً جدية على "داعش"، بل هي استنزاف لكل القوى في ظل عجز عن إسقاط النظام في سوريا.
وتوقف عند تبرير هذه الجماعات للجوء إلى العنف والقتل والذبح من خلال تأويلات خاصة. ووفقاً له، البعد الإضافي، لهذه الأصول العقائدية المتشددة هو البعد السياسي بحيث يلتقي الأتباع في لحظة معنية في مواجهة مشروع معين. وأعطى مثالاً أنه ليس من الصدفة أن يلتقي هؤلاء في أفغانستان لمحاربة الجيش السوفياتي "الكافر". كما لفت إلى أن وسائل الإعلام العالمية ترى أن مصطلح "المجاهدين" إيجابي ومقبول دينياً وإسلامياً. ولفت إلى أن هؤلاء أنفسهم اتُّهموا بالتطرف والتشدد بعد انسحاب السوفيات في أفغانستان، وهم الجيل الثالث نفسه للقاعدة الذين التقوا في سوريا لقتال النظام "الكافر" في سوريا.
وشرح عتريسي أنه ليس صدفة أن يتوجه في الأعوام الماضية ما يقارب الـ400 ألف رجل وإمرأة وفقاً لإحصاءات ألمانية صدرت أخيراً من أجل إسقاط هذا النظام. وقد تزامن ذلك منذ عامين مع إعلان "الخلافة الإسلامية".