موسيقى كلاسيكية وجاز في أمسية صورات منوعات جميلة ببساطتها وحميمية ضيوفها

انها أمسية واحدة، وموعد ينتظره محبو صورات والموسيقى الكلاسيكية الراقية، مرة كل صيف، ليتشاركوا فرحة الصداقة والنغم والإستماع الى الموسيقى الكلاسيكية تليها موسيقى لبنانية فولكلورية، او كما هذه السنة جاز ممتع مع فرقة وليد طويل.

لا تخذل صورات اصدقاءها ومحبيها، وموعدها السنوي الذي يتجدد للسنة الـ 15 توالياً تحت سندياناتها المعمرة في ساحة البلدة، يملؤه فرح الإستماع الى الموسيقى بأنواعها، وتشارك العشاء القروي "الدسم" المنوع بين الهريسة والشاورما والفلافل وغيرها من الأطباق اللبنانية التقليدية مع وجوه اليفة محببة. الأمسية بدأت بالموسيقى الكلاسيكية، واصدقاء صورات الأوفياء كثر، ومنهم قائد الأوركسترا ميكاييل كوستو المتخصص في التاريخ والفلسفة من جامعة السوربون، الى تخصصه في الموسيقى، يجذبه تاريخ هذه المنطقة، فبات لا يتخلف عن هذا الموعد، وكذلك موسيقيي الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية التابعة للكونسرفاتوار اللبناني. واختار المايسترو كوستو لهذه السنة عازف الفيولونسيل الشاب الموهوب برونو فيليب، والذي بدأ يعرف شهرة عالمية واسعة.
درس فيليب في الكونسرفاتوار الاقليمي في باريس وفي الكونسرفاتوار الوطني العالي للموسيقى والرقص ثم تابع كعازف منفرد في اكاديمية "كرونبيرغ في المانيا. حاز على عدد من الجوائز في العزف في أوروبا وشارك في العديد من الحفلات الفرنسية والأوروبية. فجولته الموسيقية الأوروبية والعالمية كبيرة لهذه السنة ومن ضمنها محطة صورات. في صورات البترونية قدمت موسيقى جميلة ادارها كوستو وهو عازف بيانو وفيولونسيل في الأساس، وتم اختيار برنامج يتلاءم مع المكان وجمهوره، وأحضر معه عازف الفيولون الأول دافيد باون الذي شارك كبار الفرق الكلاسيكية في العزف، وهو حائز على عدد من الجوائز العالمية، وعازف الكونترباص لويس غايو، وعزفوا موسيقى هنغارية وسلافية من جوهان برامز الذي اهتم باكراً بالموسيقى الغجرية وامضى سنوات في تأليفها، وانطوان دفوراك، ومنوعات روكوكو للفيولونسيل والأوركسترا من تشايكوفسكي، والسيمفونية الأولى بال "اوت" ماجور اوبوس 21" من بيتهوفن.
بعد انتهاء الحفلة الموسيقية بشقها الكلاسيكي الشيق، قدمت فسحة مع الجاز، بناء على طلب جمهور صورات، مع فرقة وليد طويل أستاذ الموسيقى وتاريخ الموسيقى الاتنية والكلاسيك والجاز في عدد من الجامعات اللبنانية، وعازف الباتري الذي أدى مع كبار موسيقيي الجاز العالميين. والفرقة مؤلفة من رفاق درب طويل في العزف المشترك في ابرز مهرجانات الجاز في لبنان: عميد قسم الجاز في الكونسرفاتوار اللبناني عازف البيانو ارتور ساتايان الذي شارك فنانين عالميين العزف في مهرجانات محلية وعالمية، والمؤلف وعازف الغيتار باص عبود السعدي، ومعهم الموهبة الشابة جو خوري عازف الساكسوفون.
استمتعنا بالموسيقيين يتخاطبون في ما بينهم بألحان الجاز والجاز اللاتيني والفانك، من "ميرسي ميرسي" و"ال اوف مي" و"اوتومن ليف" و"سان توماس" و"واترميلون". وكما كل سنة تنتظر سنديات صورات المعمرة أصدقاءها ليتمتعوا بالعشاء القروي ويرقصوا على منوعات غربية وشرقية من كريستين وايزابيل. وتزامن مع الحفل الموسيقي كالعادة معرض رسم للفنانة كريستيان جاد واغنر مع ٩ لوحات زيتية، فيها الكثير من الروحانية والطفولة، والأعمال منها سوريالي سيطرت على مواضيعها السماء والفضاء الفسيح. وفي المعرض أيضاً أيقونات لريدا خياط حلبي وصور فوتوغرافية لمروان دكاش. ومن حضر باكراً توجه لزيارة بلدة زان القريبة.