الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

إيف بونفوا في لقاء غير منشور: "تعلّمت أن لا أحلم بموانىء القناطر والنخيل"

المصدر: "النهار"
إيف بونفوا في لقاء غير منشور: "تعلّمت أن لا أحلم بموانىء القناطر والنخيل"
إيف بونفوا في لقاء غير منشور: "تعلّمت أن لا أحلم بموانىء القناطر والنخيل"
A+ A-

ضَمّنت شهرية "لو ماغازين ليتيرير" الأدبية الفرنسية عددها أخيراً لقاء غير منشور مع القامة الشعرية إيف بونفوا الذي غادرنا للتو. في الثالثة والتسعين رحل الصوت الفرنسي المسموع شعريا على مستوى المشهد العالمي، وفي اللقاء الذي يعود إلى عامين وأفصح عنه اليوم فحسب وكان أنجزه الفيلسوف والأستاذ الجامعي في "جامعة ليل الكاثوليكية" أليوشا والد لازوفيكسي، إستُنطق بونفوا الشاعر وإنما أيضا الأستاذ لفترة مديدة في "كوليج دو فرانس" والباحث والمترجم والناقد، ليعرّج على نحو عفوي وشديد التأثير على السواء، على مصادر شغفه الكبرى مستمهلاً بورخيس ورامبو وبودلير وفيرلين وفيرجيل أيضا.


بونفوا صاحب "العرف الأبيض" والوجه الرؤوف والنظرة الثاقبة على ما تنعته المجلة بنى عمارة شعرية عميقة وقادرة في آن حيث، وعلى ما تضيف المطبوعة، "أرشده حدس حقيقة الكلمة وهمّ التقاط ما تختزنه الحياة من لحظوية". يُسأل بونفوا عن "المبتكرين من كتّاب ورسامين جاورهم من كثب وعلى نحو عميق في الأمس كما اليوم" وعن "نوع العلاقة التي تربطه بهم" فيردّ "يروقني أن استطيع القول انها علاقة صداقة. أعي ان الكلمة مدّعية، غير اني لا أجد سواها بغية التعبير عن الحركة التي دفعت بي، وأحيانا بدءا من المراهقة، صوب بعض الشعراء الذين رأيتهم من خلال أعمالهم، وهذه الكلمة مناسبة كذلك بغية توصيف الردّ الذي أمَلتُ أن أتلقاه منهم، في المقابل".


وإذ يستدعي محاور بونفوا بعض ما كتبه في "حاجتنا إلى رامبو" عن أن "قراءة شاعر كبير (..) يوازي أن نطلب نجدته" يقول الشاعر الفرنسي المرجعي "نرغب في أن نكون أصدقاء بعض الشعراء والرسامين والفنانين. وهناك البعض الآخر، ورامبو أحدهم، نظنهم بل على الراجح ندرك انهم أهلنا، وأن إرثا مشتركا يجمعنا".


الحوار لافت ومتأن وهادىء ويندفع صوب نهايته ليستفهم بونفوا حول شواطئه وسبله والميناء الذي ربما يسكن حلمه مع "قناطره وشجر نخيله"، على نسق ما يشير إليه في "ضريح شارل بودلير". ها هنا يردّ الشاعر في نبرة تصلح وصية نهاية العمر: "تعلّمت أن لا أحلم بموانىء القناطر والنخيل، أو على الأقل أن أستمرّ في فعل ذلك مع علمي المسبق أنها مجرد سراب يضلّل حدس الشعر، على النحو الأكثر حميمية، أي الأكثر خطورة.


يزيد بعدذاك كملاحظة سوداوية على مآل العالم الراهن: "تحوّل الميناء الحقيقي ها هنا، أي أنه صار في أفضل أحواله، بفضل عمل الشعر وبمساعدة الحظ.ّ ولكن ذلك يظلّ مشروطا طبعا بأن تسمح حال الدنيا للحياة الخاصة بالتفكير بأنه يحقّ لها التمتّع بامتلائها المُمكن. وهذا غير متاح اليوم البتة، ولا يُسمح به حتى".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم