الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

هرب يوسف من الحرب في سوريا فمات برصاصة طائشة في لبنان

المصدر: النهار
بعلبك – وسام اسماعيل
هرب يوسف من الحرب في سوريا فمات برصاصة طائشة في لبنان
هرب يوسف من الحرب في سوريا فمات برصاصة طائشة في لبنان
A+ A-

إنها آلام الآباء والأمهات ممّن ظنّوا أنهم ينقذون أبناءهم. هربت عائلة اللاجئ السوري احمد الاسود من اتون الحرب السورية الى الداخل اللبناني وعلقوا بخيط رفيع اسمه "تسرّع وسلاح متفلّت" ليخسروا وحيدهم الشاب يوسف (18عاما) بأبخس الاثمان بعدما ظنوا انهم بلجوئهم الى بلدة بريتال سيكون له الأمل في الهرب من الموت المحتم الذي غدر بشقيقه العسكري في جيش النظام السوري.


في الرابع من شهر حزيران المنصرم استقرت رصاصة اطلقت ابتهاجا في احد الاعراس في البلدة في رأس يوسف الذي كان يدرس امام مدخل المنزل فدخل حالة "كوما" لمدة 29 يوماً ليغمض عينيه منذ يومين استسلامًا للموت في حادثة قتل غادر ليست الاولى ولن تكون الاخيرة في ظل جنون رصاص السلاح المتفلت في لبنان بلا حسيب او رقيب.
اهالي بلدة بريتال الذين جهدوا من أجل تأمين مبلغ مالي لتكاليف عملية كان من المقرر ان يقوم بها الاطباء ليوسف في حال تحسن حاله نظرا لوضع يوسف الذي لا يستفيد من الضمان الاجتماعي ولا وزارة الصحة اعتصموا في ساحة البلدة علماء دين وفاعليات بلدية واختيارية استنكارا لما حصل مع يوسف لعل من يسمعهم من المعنيين ويقوم بخطوة جريئة وتمنع تكرار ما حصل مع يوسف وقصص العشرات غيره من كان غدرهم رصاص الافراح والاتراح.


وطالب الشيخ حنظل مظلوم خلال كلمة له باسم المعتصمين الدولة بجميع اجهزتها ان تتحمل مسؤولياتها لرفع الاذى عن المواطنين الابرياء كما توجه الى المجتمع المدني التحرك لإيجاد طريقة تنهي هذه الآفة التي تنال من ابناءنا فما يجري من ظاهرة مرفوضة هو تخلف وجهل.
وتوجه الشيخ احمد صالح "الى جميع الشرفاء على مستوى هذا الوطن ان يتخذوا موقفا مشرّفًا من هذا العادات السيئة ومن يطلق الرصاص لأي مناسبة كانت هو يطلقها على اجسادنا وثقافتنا"، مضيفا "فلنعد الى قيمنا وعاداتنا الحسنة وأدعوا الجميع الى مقاطعة كل المناسبات التي يطلق فيها الرصاص".
وشدد المختار احمد طليس على "ضرورة ان نكون جميعا يدا واحدة لإنهاء هذه الظاهرة التي تودي بحياة ابنائنا"، مطالبا اهالي البلدة والقرى المحيطة "اتخاذ موقف موحد والامتناع عن حضور المناسبات التي يطلق خلالها الرصاص العشوائي لكي لا نكون شهود زور امام ارواح المظلومين" .
أصبحت ظاهرة الرصاص العشوائي بمثابةثقافة راسخة في نفوس الكثير من العابثين بالامن والاستقرار.
وفي غياب مواد قانونية فاعلة ورادعة، يلاحظ قصور على مستوى أداء الأجهزة الأمنية في ضبطها الظاهرة رغم الجهد الاعلامي للتوعية والتوقيفات الاخيرة.


وهنا يطرح السؤال، هل السبب الرئيسي لهذا القصور يكمن في غيابالقرار الأمني او السياسي أم ان السلطة الأمنية اقتيدت وراء مسار الشلل الاداري.
قتل يوسف الاسود برصاصة طائشة من أجل ابتهاج في الشهادة، فهل صارت الشهادة الرسمية مادة لتغليب الفوضى على التربية؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم