المطلوب واحد...

الإرهاب الذي فاجأ لبنان انطلاقاً من بلدة القاع، ومن دماء الأبرياء الذين دفعوا حياتهم ثمناً لهذه المؤامرة، حتماً لن يكتفي بهذا القدر من الإجرام. ولن يتوقَّف عند مجزرة القاع والحدود الضيّقة التي يختبئ في مغاورها.


وهذا ما يؤكّده وزير الداخليّة نهاد المشنوق، وفي ضوء معلومات وتحقيقات تكشف الكثير مما يخطّط له الارهابيون في الديار اللبنانيّة.
فيشير، مثلاً، إلى أن ثمة عشرة أهداف محتملة قرّر المجرمون القادمون من الرقة وضعها في رأس اللائحة. والأماكن السياحيَّة والأجانب من الأهداف التي ركّزوا عليها، من غير أن يمرّوا على ذكر بيئة "حزب الله".
لكن "المولات" والشواطئ "ليست واردة في اللائحة التي تشمل مطارح وأماكن لم تأتِ التقارير على ذكرها. إنما، اتخذت القوى الأمنيّة بمختلف اختصاصاتها كل الاحتياطات والتدابير، وفق معلومات الوزير المشنوق.
ومَنْ يدري إذا كان مخرِّبو المنطقة العربية ومدمّروا دولها العريقة قد وضعوا اسم لبنان وخريطته على لائحة التخريب الشامل الذي يشاهد العالم بأسره نماذجه في سوريا والعراق وليبيا واليمن؟
على الأقل، هذا ما يجب افتراضه وما يتوجّب على المتبقّي من السلطة السياسيّة ورجالاتها الاسراع في اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة، أو الممكنة. وقبل أن يتغلغل الارهابيون في مناطق اللاجئين، كما في المناطق شبه الخالية من السكان.
من زمان ونحن نشير الى هذه الناحية الحساسة والخطيرة، ونذكِّر المختلفين على جنس الملائكة، وينابيع النفط والغاز المطمورة في قاع البحر، الى مطامر النفايات التي لا تزال تعسُّ، وتئن، وتنبت لها قصص وحكايات لم يرد مثلها في عجائب ألف ليلة وليلة، إن الأهمّ دائماً على الحدود.
انهم لا يختلفون عن مرتا التي تبحث في أمور كثيرة، فيما المطلوب واحد.
والواقع أن المطلوب لبنانيّاً، في مرحلة الفراغ المفتوح، واحد: الأمن. أمن الحدود وقراها، وأمن الداخل وسكانه، وأمن مقار اللاجئين المنتشرة في مختلف أرجاء العشرة آلاف والأربعمئة والاثنين والخمسين كيلومتراً مربعاً.
صحيح أنه ليس في وسعنا، على ما يبدو، إنجاز الاستحقاق الرئاسي المحتجز لدى إيران، إلا أنه مطلوب منا الانتباه الى "موضوع الأمن" الذي ليس في وسع "المظلّة الدولية"، المفترض وجودها فوق رأس لبنان، أن توزّع حرّاساً ونواطير على امتداد الحدود مع أرض خلايا الارهاب، و"منارات" الدمار والخراب والقتل الجماعي.
ما حصل في القاع كافٍ ليوقظ النائمين على وعود أهل "المظلة" و"طمأنينة" أهل الدار التي في غير محلّها.


elias.dairy@annahar.com.lb