هكذا قتل 4 سوريين المخرج المقداد وفرّوا إلى بلادهم والجنايات حكمت عليهم بالإعدام

أصدرت محكمة الجنايات في #بيروت برئاسة القاضية هيلانة اسكندر والمستشارَين القاضيَين ألبر قيومجي وهاني عبد المنعم الحجار حكمها في جريمة قتل المخرج محمود حسن المقداد التي تورط بها اربعة سوريين ثم فروا الى بلدهم بعد ارتكاب الجريمة التي حصلت بهدف السرقة. وقضت المحكمة بإنزال عقوبة الإعدام بالسوريين الاربعة الفارين عادل شكري الاحمد، وأحمد بوزان عيسى، وخليل بوزان عبدالله، ومحمد زيدان عبدي، وتجريدهم من حقوقهم المدنية ومنعهم من التصرّف بأموالهم المنقولة وغير المنقولة والتأكيد على إنفاذ مذكرة إلقاء القبض بحق كل منهم. وألزمتهم ان يدفعوا بالتكافل والتضامن في ما بينهم 300 مليون ليرة الى الجهة المدعية مناصفة بينهم.


وذكرت وقائع الحكم عن الجريمة انه بتاريخ 22/7/2010 جرى اعلام فصيلة النهر عن وجود شخص في محلة الجعيتاوي يعتقد انه مقتول. فتوجه رجال الضابطة العدلية الى مكان الجريمة، فوجدوا في الشقة الكائنة في الطابق الثالث من بناية غارو في محلة الجعيتاوي جثة المغدور محمود المقداد. وكان ملقًى على الارض، ووجد داخل غرفة النوم مكان الجثة آثار عنف وبعثرة ومقاومة، ووجدت آثار تكبيل على قدمي ويدي الجثة، كما وجدت آثار بعثرة في غرفة النوم الثانية، ولا توجد آثار كسر او خلع على باب الشقة. وجرى تكليف كل من مكتب الحوادث والطبيب الشرعي بالكشف على الجثة. وأفاد الطبيب الشرعي ان الوفاة ناتجة عن الطعن بآلة حادة جدا في الصدر بطعنتين جهة القلب وشطبين في الرقبة احدهما اصاب الشريان الرئيسي للرقبة، كما يوجد آثار كدمة في العين اليمنى، وربط للمعصمين والساقين.


وبعد الاستماع الى عدد من معارف المغدور تبين انه بتاريخ 27/7/2010 أجرى فرع المعلومات تحقيقاته بموضوع الجريمة، اذ توفرت لديهم معلومات عن قيام المدعو عادل شكري حنيفة الذي يعمل في الادوات الصحية بالاشتراك مع آخرين على قتل المغدور وسرقة بعض الاغراض من منزله، وغادر شقته صباح 24/7/2010 مع رفاقه الى جهة مجهولة، وبعد يومين جرى الاتصال به مجددا على هاتفه فكان لا يزال مقفلا.


وبالاستماع الى افادة غ. ز. ادلى ان المتهم عادل يعمل لديه منذ حوالى شهر، واتصل به بتاريخ 23/7/2010 وطلب منه اعطاءه حسابه كونه يريد تسفير عائلته الى سوريا، وسأله عن سبب غيابه عن العمل في اليوم السابق فقال ان ابنته مريضة ولهذا السبب يريدون السفر لعلاجها. واستغرب عندما قال له "ما تعطي رقمي لحدا، واذا حدا سألك عن الرقم انكر انه لي". وعندما سأله عن السبب اجابه ان الهاتف عليه مشاكل، وهناك جماعة يدعون بأنه مسروق.


وعرفه على عادل حنيفة شخص يدعى مصطفى سوري الجنسية يعمل مع شقيقه احمد لدى صديقه ب ح. فتوجه عناصر الضابطة العدلية الى منزل الاخير واستحصلوا من العاملين المذكورين على رقم شقيقهم علي محمد الذي يعرف منزل عادل حنيفة في محلة النبعة. وبالاستماع الى افادة الاخير ادلى ان عادل حنيفة هرب من لبنان مع شابين يقيمان معه وشقيق زوجته خليل بوزان عبدالله كونهم قتلوا المغدور محمود، وذلك بعد تعميم جريمة القتل في نشرات الاخبار على التلفزيون، وان من أخبره بالحادث هو المدعو خليل بوزان عبدالله شقيق سعاد زوجة عادل حنيفة عندما كان موجودًا في غرفته مساء 23/7/2010 ، اذ اثناء مشاهدتهما نشرة الاخبار عرضت صور لجنازة المغدور، وفي هذه اللحظة غاب خليل بوزان عبدالله عن الوعي، وعندما استفاق بعد انعاشه قال لهم ما حرفيته "ان المقتول هو صديقه محمود، وان القاتل هو عادل ومعه احمد وحمو لان الاغراض التي كانت معهم هي من منزل محمود، وانه لم يشاهد الاغراض التي تحدث عنها خليل، ولكن الاخير قال انه شاهد مع عادل ورفاقه اغراضًا على ما يذكر انها جهاز تلفزيون شاشة رفيعة، وكاميرا عدد 2، وكمبيوتر، وان خليل يعرف المغدور، وقد شاهد هذه الاغراض لديه، كونه كان يتردد الى منزله، وانه في احدى المرات ذهب برفقة عادل صهره الى منزل المغدور لحمل براد، وان عادل كان يقيم مع شخص سوري يدعى احمد وشقيق زوجته خليل عبدالله الذي اخبره كما اخبر بعض سكان المبنى بأن عادل وحمو واحمد هم من قتلوا المغدور، وغادروا شقتهم وباعوا اثاثها بواسطة خليل السبت في 24/7/2010 غادروا الى سوريا. وهو علم ان ذوي سعاد عبدالله قاموا باستحضارها من منزل عادل بعدما لعلمهم بحادث مقتل محمود.


وبعد اجراء الاستقصاءات لمعرفة هوية ومكان تواجد عادل حنفي ورفاقه، تبين ان هناك شخصا يدعى جوان فخري محمد وآخر يدعى ثروت خضر محمد يملكان معطيات قوية عن القضية.


وبالاستماع الى افادة جوان فخري محمد ادلى انه على معرفة بالمتهم خليل عبدالله، وكان يزوره في منزله. ولكن اتصالا ورده من والده في سوريا وطلب منه عدم الاختلاط بعادل حنفي في لبنان لأنه سرق منزلاً، ولأن والده هو قريب والد سعاد زوجة عادل حنفي وشقيقة خليل، وهم قاموا باصطحابها من منزل عادل حنفي الى منزل والدها تمهيدا لطلاقها منه بعد السرقة . وان خليل حضر مساء 24/7/2010 الى شقته واعلمه بأنه يريد المغادرة الى سوريا فسأله عن السبب فأجابه حرفيا "عادل خرب بيتي وقتل اعز صديق عندي، تتذكر لما كنت في السجن وذهبت انت وثروت الى شخص ارسلتكما اليه، واعطاكما مبلغ مئة دولار لمساعدتي في السجن. هذا الشخص هو محمود الذي قتله عادل". فسأله كيف عرفت بذلك؟" فقال له "حَطّوا على الاخبار ان محمود مات"، وانه علم ان عادل هو من قتله كونه هرب مع احمد الملقب الاستاذ وحمو، وعلم خليل من شابين سوريين ان صهره عادل ابقى لديهما شاشة تلفزيون وجهاز ساتلايت وجهاز سي دي، وان خليل يعرف ان هذه الاغراض هي للمغدور محمود كون خليل اوصل برادًا الى منزل المغدور مع عادل، وكان خليل يتساءل كيف يقوم عادل بذلك وانه صارحه بدوره بأنه علم من سوريا بأن عادل قام بقصة ما بشعة.


وبالاستماع الى افادة ثروت خضر محمد ادلى انه عرف بالتواتر بأن عادل وضع الاغراض (المسروقة) لدى سوبرماكت خوان في النبعة، وصحح شهرة المتهم عادل من حنفي الى احمد، كما تبين ان اسم حمو هو محمد زيدان عبدي وانه غير منضبط، ويتغيب كثيرا عن العمل لذا طرد منه .


وفي التحقيق الاستنطاقي اتخذت المحامية مي الخنسا وكيلة المدّعيَين والدَي المغدور صفة الادعاء الشخصي بحقّ كل من عادل شكري الاحمد وخليل بوزان عبدالله واحمد بوزان عيسى وكل من يظهره التحقيق. وصدرت مذكرة توقيف غيابية بحق الثلاثة ومحمد زيدان عبدي. وتغيب المتهمون الاربعة عن المحاكمة. واستندت المحكمة في حكمها الى هذه المعطيات والى قرينة فرار المتّهمين والى واقعة الدخول الى منزل المغدور بطريقة عادية من دون كسر باب، ما يكوّن قناعة تامة لديها ان المغدور كان على معرفة بالاشخاص الذين دخلوا الى منزله او بأحد منهم خليل عبدالله، وان هؤلاء الذين تربط بينهم صلة قربى او معرفة كونهم من الجنسية نفسها، اتفقوا على السرقة من منزل المغدور، فأقدموا على استدراجه من اجل ملاقاة احدهم في منزله وهو خ. الذي تربطه به علاقة فدخلوا المنزل بهذه الطريقة واقدموا على قتله تسهيلا للسرقة من منزله وبالاشتراك في ما بينهم.