رجال دين مسيحيون في طرابلس لـ"النهار": لسنا ضحايا المسلمين... القانون والمنافسة مسؤولان

طرابلس- رولا حميد

لا يتبنى مطارنة وكهنة في #طرابلس مقولة ظلم ذوي القربى من ابناء المدينة، من المسلمين، ولسان حالهم يردد أن بعض المرشحين المسيحيين نال نحو١٥ الف صوت، بينما لا توجد في المدينة هذه الأعداد من مسيحيين، وتالياً، هم حققوا هذه الأرقام بأصوات إسلامية. وبهذا توافق أصواتهم النظرية التي أعادت عدم دخول مسيحيين الى المجلس البلدي للمنافسة الشرسة بين لائحتي "لِ طرابلس" المدعومة من معظم القوى الطرابلسية، ولائحة "قرار طرابلس" المدعومة من وزير العدل المستقيل أشرف #ريفي.


المرشحة فرح عيسى ليست الوحيدة التي اقتربت من الأخير الفائز بين الـ٢٤ عضواً في بلدية طرابلس، وهي اقتربت من الفوز ولو تيسر لها فقط ١٥٠ صوتاً، لنجحت. عميد القبول والتسجيل في جامعة البلمند الدكتور وليد مبيض حصل على رقم قريب زاد على الأربعة عشر الفاً. اسمه ملتبس، لا يعقل أن يكون قد شطب لما يوحي بهويته الدينية. والأصوات التي حصل عليها بالتأكيد، ليست اصواتاً مسيحية ف"كل الأصوات المسيحية في طرابلس لا تصل الألفي صوت"، بحسب كاهن الرعية الأب سمير ياكومي، بينما يعتبر الأب ابرهيم سروج أن المشكلة كانت في التصويت المسيحي، وفي انكفاء المسيحيين عن لعب دورهم في الانتخابات، ولو صوّت المسيحيون، لنجح أكثر من مرشح منهم في حال جمعت أصواتهم إلى الأصوات الكبيرة من المسلمين الذين صوتوا لابنائنا بقوة، وإلا من أين جاءت كل تلك الاصوات للمرشحين المسيحيين؟"، يتساءل سروج.


ويسترسل الأب ياكومي في شرح موقف مسيحيي منطقة الزاهرية حيث يشكلون الغالبية التاريخية من سكان الحي. ياكومي يروي أنه "ضغط بأن يترك مقعدا اختياريا لأبناء الطائفة السنية في الزاهرية، فمن أصل ستة مخاتير، لم نسمح بترشح إلا خمسة من أبنائنا، ومنعنا السادس من الترشح لكي نترك مقعداً للمسلمين، وهذا عرف بيننا، وعلينا الحفاظ عليه"، كما يقول.


المسيحيون بحسب ياكومي، كانوا يناهزون ألفي عائلة في طرابلس في الثمانينات، ونحو ألف وخمسمئة في الميناء، وأربعمئة في القبة. ويفيد أن الأعداد تراجعت إلى ما بين ٦٠٠-٧٠٠ عائلة في طرابلس، كثيرون منهم من الاب والام، أي أن البيت فيه شخصان، ونحو ألف عائلة في الميناء، ومئة في القبة.


الانجاب
ويعيد ياكومي سبب تراجع عدد المسيحيين الى "انهم لا يتوالدون بأعداد كبيرة". أما القول بأنهم هاجروا، أو تركوا المدينة، فيرفضه ويقول: "لم يهاجر المسيحيون من أصل طرابلسي المدينة، لكن الذين هاجروا هم أبناء المناطق المسيحية المجاورة الذين قدموا للحياة في المدينة بين اواسط القرن العشرين واواخره".


ويضيف: "من هنا نجد ان النسبة الكبيرة من المسيحيين في الميناء بقيت فيها لأن غالبية مسيحيي الميناء هم من أصل أبناء المدينة".


نتيجة مرضية
في الميناء، كانت النتيجة مرضية إجمالاً بالنسبة إلى كاهن المدينة الأب يوحنا بطش، وقال: "حققنا إيصال عدد من المرشحين إلى المجلس البلدي، والمقاعد الاختيارية، بما يكفي لتمثيلنا بصورة جيدة، أما ما جرى في طرابلس، فلم يكن المسلمون مسؤولين عنه، فقد نال أبناؤنا اصواتا عالية، وهي اصوات من الطائفة الإسلامية". وأفاد أن دوره تركز على "تشجيع ابناء الرعية على التصويت، فهو واجب وطني، وأن يتمثلوا بالأكفياظ والصالحين، ونبههم من "الرشوة التي يرفضها الله". وقال: "قلت للفائزين من كافة الفئات عليكم تحمل كثرة طلباتنا، فهيئوا انفسكم لهذا الدور".


أما راعي أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران افرام كيرياكوس، وهو يقرأ "النهار"، قال إن "ابناء المدينة لم يبخلوا علينا، ونحن نشعر بطيبتهم، وبرغبتهم في أن تكون طرابلس مؤلفة من كل مكوناتها، لكن القانون هو الذي يحرم الأقليات من الحق بالتمثيل في ظل صراع الكبار والمنافسة الحامية، وهذا من شأن الحكومة".


وقال: "نتمنى أن يتمثل المسيحيون في المجالس البلدية، وحضورهم ضروري، لكن إذا صدف أن أحداً لم يصل منهم، فهذه ليست مصيبة، ولن نقيم الدنيا ونقعدها، من أجل ذلك".


من جهته، راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة، فقال إن "ما يحمي التمثيل المسيحي هو قانون يخصص لهم، كما لكل الأقليات حيث وجدت، كوتا معينة".


وأكد أن الوجود المسيحي في طرابلس ليس مهدداً، والدلالة أن نتائج باهرة حققها المرشحون المسيحيون، وجلها بأصوات إسلامية لأن "اصوات المسيحيين في طرابلس لا تتعدى الألفي صوت حاليا".


وطالب، كما كيرياكوس، بـ"كوتا تحفظ حقوق الأقليات، وفق قانون يراعي وجودها، واستمرارها".


وعن رفض وزير العدل اشرف ريفي إدراج ثلاثة مسيحيين على لائحته، رفض بو جودة ذلك الكلام، وقال إن "لائحة ريفي تضمنت أسماء مسيحية عدة، لكن تحفظ ريفي كان على اسم واحد لأسباب شخصية".