بين النفي والتكتّم... أكثر من 180 حالة تسمّم في "دار الأيتام الإسلاميّة"؟

إ.غ.

وردت معلومات لـ"النهار" عن 182 حالة تسمّم بين الأطفال داخل مركز "دار الأيتام الإسلامية" في بيروت، بعد أسبوع على تسمّم 30 طفلاً في مركز الدار في بيت الحوش في عكار. واقتصرت المعلومات على تبليغ من داخل الدار أكّد حدوث حالات التسمّم، وأن عمليّة تكتّم شديدة تحيط بالموضوع. فكان لـ"النهار" جملة اتصالات بحثاً عن صحّة الأمر وحقيقة وجود حالات تسمّم.


في اتصال لـ"النهار" بالناشط طارق الملاّح المعروف باهتمامه بشؤون الدار وفضائحها، قال: "أؤكد أن حالات التسمّم حدثت أمس، وأن قسماً من الأطفال عولج ميدانياً داخل الدار، فيما توزّع آخرون على مستشفيي المقاصد ورفيق الحريري الحكومي". مشيراً إلى "أن عمليّة تكتّم شديدة تحيط بالموضوع مثلما تمّ التستّر على قضايا الاغتصاب بمشاركة الوزارات المعنيّة". وأضاف "حتى الآن لم نعلم ما آلت إليه التحقيقات في حالات التسمّم في مركز عكار، إن كانت من دجاج طبق المغربيّة أم من البهارات الفاسدة أم من المطبخ نفسه داخل الدار". لافتاً إلى "أن المصدر الموزّع يتعامل مع 45 مركزاً للدار ما يشكّل خطراً على جميعها، وكذلك فإن مطابخ الدار معروفة بقلّة نظافتها والأمر يستوجب الإسراع في التحقيق بقضية #عكّار، وضرورة الكشف عن حالات التسمّم التي حصلت أمس في #بيروت".


من جانب آخر تواصلت "النهار" مع قسم العلاقات العامّة في مركز الدار في بيروت، حيث أكّدت المديرة المسؤولة رانيا زنتوف "أن الموضوع لا أساس له من الصحّة إطلاقاً. فلمّا حدث التسمّم في مركزنا في عكار أعلنت عنه كلّ من وزارة الصحّة والمستشفيات التي نقلت إليها الحالات ومركزنا. ولو أنه ثمة حالات جديدة لكنّا أعلنّا عنها. أما ما أشيع اليوم فلا صحّة له وننفيه تماماً". وعن نتائج التحقيق في عينات طبق المغربية الذي أدّى إلى 30 حالة تسمّم في مركز عكار، تقول "النتائج لم تصدر بعد، وسيكون لنا بيان توضيحي فور صدورها من وزارة الصحة". ولدى سؤالها عن التهديد المستمر لسلامة الأطفال إذا ما بقي المصدر نفسه يزوّد المراكز بالدجاج وإذا لم يخضع المطبخ لأي تعديلات، أوضحت زنتوف "نحن بانتظار النتيجة لأننا لا نعلم إن كان الدجاج هو الذي أدّى إلى التسمّم أم غيره، ولن نقوم بأي إجراء قبل صدور النتائج".


في حين، علمت "النهار" أن #وزارة_الصحة لم تبلّغ بأيّ حالات تسمّم من قبل المستشفيات المذكورة ولا من أهالي الأطفال وأولياء أمرهم، وأنها تواصلت مع المستشفيات والدار بعد شيوع المعلومات المتداولة فنفت الأمر. كما أن النتائج المخبريّة للعيّنات التي أُخذت من مركز عكار الأسبوع الفائت لم تظهر بعد.


وعلى اعتبار أن ما تقدّم يشكّل إخباراً يحتاج إلى اقترانه بالدلائل، فإن تحرّك المعنيّين وعلى رأسهم وزارتا الصحة والشؤون الاجتماعية ضروري ليصحّ النفي أو التأكيد من دون ملابسات أو تكتّم.