طرابلس تنتظر بيروت... وريفي أعلنها معركة

رولا حميد

بدأت الحماوة تتصاعد في #طرابلس تحضيرا للمعركة البلدية الانتخابية، وتجري في الأروقة والصالونات اللقاءات التمهيدية، وتوضع الخطط التكتيكية من قبل القيادات السياسية، كل منهم يحاول تحقيق أكبر قدر من المكاسب.


وقد وضع وزير العدل أشرف ريفي المعركة على نار حامية عندما عقد لقاء أطلق فيه ماكينته الانتخابية، وألقى في اللقاء كلمة أعلن فيها خوض الانتخابات من طرف واحد، رافضا فرض "التوافق" و"المحاصصة" كما قال، وهو مسعى يسير فيه عدد من قيادات المدينة السياسية ونوابها، وبذلك يرفع ريفي التحدي الانتخابي، ويطلق العنان للمعركة.


وفي المعلومات المتوافرة أن ريفي يزمع تشكيل لائحة كاملة من ٢٤ عضوا، تتضمن أعضاء من كافة الطوائف، وتضم عضوين مسيحيين وعضوين علويين. وهو قال في كلمته: "سنخوض الانتخابات البلدية تحت عنوان "طرابلس العيش المشترك"، فهي لكل فئات المجتمع اللبناني، هي الجامع والكنيسة، السني والعلوي والمسيحي، وكل اطياف المجمتع".


وتذكر مصادر مطلعة على مسار حركة ريفي أنه يقسم لائحته إلى قسمين، الأول، يتكون من ١٢ شخصية، ويركز على نوعية تكنوقراطي تخصصية تحتاجها المدينة، وذلك لأن طرابلس برأيه "بحاجة إلى مخطط توجيهي لمدة 50 سنة من قبل مهندسين ينفذ على المدى القريب والمتوسط والبعيد، يتضمن تطوير وتفعيل المرافق الرئسية في المدينة كالقلعة، المعرض، الاسواق التجارية، والاسواق التاريخية، والاستفادة من نهر ابو علي والجزر وغيرهم"، ذاكرا في كلمته أنه ناقش المخطط مع عدد من الأخصائيين.


القسم الثاني من اللائحة، هم من المجتمع المدني والأحياء الشعبية، من وجوه لها تمثيل فعلي في الأحياء مثل باب التبانة والحدادين وباب الرمل والقبة وسواها.


يحاول ريفي التقرب من شخصيات تاريخية، وقيادات سابقة، لها تمثيل سياسي معروف، ويدعم من يرشحون من اسماء فاعلة في الحياة العامة.


اوساط ريفي تتحفظ بقوة على كشف الشخصيات التي ترتكز الحملة الانتخابية عليها منعا لحرقها، لكنه يسعى إلى تدعيم اللائحة باسماء تمثيلية معروفة في الأحياء الشعبية.


لم يحسم ريفي موقفه بخصوص هذه الأسماء، لكن من المعروف أن بعض ما هو مطروح على الصعيد العام، يدورون في فلك من سبق أن انخرطوا في معارك سابقة، ومن فاعليات مناطقية، وأثبتوا حضورا شعبيا لافتا مثل أحمد المرج، وعربي عكاوي ومحمود حروق وبلال مطر في باب التبانة.


وعلى صعيد آخر، علم أن من تكتيكات المعركة أن بعض الفاعليات الطرابلسية كالنائب السابق مصباح الأحدب، يسعى لتشكيل لائحة غير مكتملة، وتتجه انظاره إلى أشخاص ذوي قوة تمثيل شعبي كالذين سبق ذكر اسمائهم، ويعد جمال البدوي، أحد وجوه المدينة ممن يطلقون على أنفسهم فاعليات المجتمع المدني، لائحة مجتزأة أيضا.


وربما كانت هذه التحركات تخدم أطرافا على حساب أطراف أخرى، عن قصد ام عن غير قصد، ويعتقد أن حركة الأحدب والبدوي، هي في صالح حركة القوى السياسية التي تسعى إلى وضع لائحة توافقية.


قيادات الصف الأول تتريث في اتخاذ مواقف وخطوات سريعة، وبطبيعة الحال، تنتظر نتائج المعارك الحامية كبيروت وصيدا، لتعرف ما الخطوة التي يجب أن تتخذها دون أن تتسبب لها بخسائر، ولكي تبقي الرهان على تحقيق أعلى نسبة ممكنة من الربح.


على صعيد "تيار المستقبل"، فقد أقام التيار احتفالا بمناسبة عيد العمال، وكانت فرصة لإعلان مواقف مبدئية من المعركة في طرابلس، وتحدث منسقه العام في طرابلس ناصر عدره الذي أعلن مواكبة التيار لما يجري من مشاورات ومباحثات بين نواب المدينة في محاولة منهم لاعلان توافق سياسي.


وحدد بعض المعايير للمعركة بتوجيهات الرئيس سعد الحريري وهي: أولا، الاتفاق على اسم رئيس من قلب المجتمع المدني يحظى باستقلالية تامة وبثقة أبناء المدينة. ثانيا، يترك لهذا الشخص الحرية الكاملة لاختيار أعضاء المجلس البلدي ليشكل معهم فريق عمل متجانس مؤلف من اختصاصات وكفاءات مختلفة. ثالثا، اننا في "تيار المستقبل" نعلن منذ الآن، ووفق قاعدة "لا للمحاصصة السياسية"، بأننا لن نطلب من الرئيس العتيد أي شخص حزبي أو لديه التزام سياسي معنا".
ولم يحسم حتى الساعة اسم المرشح عمر الحلاب الذي جرى تداوله كاسم توافقي لرئاسة البلدية يمكن ان تجمع عليه الاطراف الاساسية.