مرض التهاب السحايا: الوقاية باللقاح \r\nخطير وسريع الانتشار ويؤدي إلى الموت

مرض التهاب السحايا خطير وسريع الانتشار، قد يؤدي الى الموت او الى اعاقة دائمة في حال كان الالتهاب قوياً او تأخر تشخيصه. سببه قد يكون بكتيريا او فيروس او ردة فعل على بعض الادوية، وغالباً ما يصيب الاولاد تحت سن الـ5 سنوات، والوقاية تكون بعدم التعرض للإصابة، وبالتلقيح الذي يغطي بعض انواعه، الا انه غير مدرج بعد في جدول اللقاحات الروتينية في لبنان.


في اليوم العالمي لالتهاب السحايا، يتم التشديد على ضرورة التلقيح وتقديم الدعم اللازم للذين يعانون من عواقب الإصابة به. قبل ذلك، يعتبر التثقيف عنصراً أساسياً للوقاية منه. وقد عقد لقاء تثقيفي في فندق جفينور- روتانا لنشر التوعية عن هذا المرض الفتّاك الذي يمكن أن يسبب الوفاة في اقل من 24 ساعة، وتسليط الضوء على أهميّة التلقيح لتحصين الأطفال ضد الإصابة به. وتحدث شارحاً أسبابه اختصاصي طب الأطفال والأمراض المعدية البروفسور غسان دبيبو:
"هذا المرض هو التهاب خطير يصيب الطبقة الوقائيّة التي تحيط بالدماغ والنخاع الشوكي ويمكن أن ينتج عن فيروسات، أو بكتيريا أو فطريات. وأحد الأسباب الأكثر شيوعاً وخطورةً يعرف بالتهاب السحايا بالمكورات السحائية الذي تسبّبه بكتيريا "النيسرية السحائية (المكورة السحائية)" التي يمكن للعدوى بها أن تؤدي إلى تعفّن الدم".
ويعتبر التهاب السحايا بالمكورات السحائية سبباً رئيسياً لنحو 1,2 مليون إصابة على مستوى العالم ونحو 135 ألف حالة وفاة سنوياً. لا احصاءات واسعة عن انتشار المرض في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بسبب غياب المراقبة الروتينية، إلاّ أنّه عند التحقق من بكتيريا المكورات السحائية بواسطة طرق مخبرية متطورة، يتبين أنها من الأسباب الأكثر شيوعاً لالتهاب السحايا لدى الأطفال وتشمل البكتيريا العقدية المئوية والمستدمية النزلية بالنوع (ب).
وعلى الرغم من تلقي العلاج المناسب، يبقى10% من المرضى الذين يصابون بالتهاب السحايا معرضون للوفاة، وفي حال الإصابة بعدوى تعفّن الدم، قد يصل معدل الوفيات إلى 40%، كما أن نحو20% من الناجين قد يعانون من إصابات وأمراض مزمنة مثل بتر الأطراف، ندوب حادة، تلف في الدماغ، والصرع وفقدان السمع.
وقال البروفسور دبيبو: "قد يؤدّي التهاب السحايا إلى الموت ولا يمكن الوقاية منه إلا من خلال التلقيح.اللقاح متوافّر وآمن وفعّال ويجب تلقّيه وفق إرشادات طبيب الأطفال لتجنّب الإصابات مدى الحياة.
والخطورة في الإصابة بالتهاب السحايا هي أن الأعراض المبكرة قد تكون مماثلة لاعراض الانفلونزا مثل: الحمى والصداع والغثيان والتقيؤ والتحسس الزائد، إلى التهاب الحلق أو فقدان الشهية، لذلك لا يتم اكتشافها سريعاً. أما الأعراض التي تحدّد مرحلة تقدّم الإصابة بالتهاب السحايا مثل الطفح الجلدي النزفي، وآلام الرقبة والتصلّب ورهاب الضوء والصوت، فتأتي متأخّرة. وهذه الأعراض المتأخرة كالإرتباك والهذيان والنوبة المرضية وفقدان الوعي، تتطوّر بشكل سريع وقد تؤدّي إلى الوفاة. لذلك تكمن فعالية علاج هذا المرض الفتّاك في سرعة التحرّك، واعطاء المضادات الحيوية اللازمة.
يصيب التهاب السحايا بالمكورات السحائية الصغار، خصوصاً الأطفال دون الخامسة من العمر، ولأن البكتيريا المسببة للإصابة بهذا المرض تنتقل من شخص الى آخر عن طريق رذاذ الجهاز التنفسي أو إفرازات الحلق من الأشخاص الذين يحملونها، تعتبر مناطق الكثافة السكانية العالية والأماكن المكتظة مثل دور الحج، وتجمعات الطلاب أو المجنّدين العسكريين الأكثر عرضة لنقل المرض.
وبما أن هذا المرض لا يمكن التنبؤ به وقد يصيب الأصحاء في وقت قصير، تبقى الوقاية اساسية، وكذلك اخذ اللقاحات التي لم يتم إدراجها بعد في جدول اللقاحات الروتينية في لبنان، إلّا أنّها متوافرة وهي فعّالة وآمنة قد تحول دون الإصابة بهذا المرض الفتاك.


roula.mouawad@annahar.com.lb
Twitter: @rolamouawad