"أسبوع التطعيم العالمي" هكذا تكافحون الأمراض القاتلة

سلوى أبو شقرا - اسطنبول

تساعد اللقاحات على تقليل احتمال الإصابة بالأمراض والمحافظة على صحة السكان. وعلى الرغم من اعتقاد كثيرين أنَّ التطعيم يقتصر على الأطفال، فإنّ المؤشرات تدلُّ إلى تضاعف نسبة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً من 12% إلى 22% بحلول عام 2050 ما سيؤثر في النظم الصحية. ومع التطوّر الطبي تظهر بعض الأبحاث أن كثيراً من البالغين لا يتلقّون بعض اللقاحات الأساسية مما يجعلهم عرضة للمرض الذي يودي بحياتهم في بعض الأحيان. وفي هذا الإطار، ودعماً لمبادرة منظمة الصحة العالمية لرفع مستوى الوعي بالتطعيم خلال "أسبوع التطعيم العالمي" نظّمت شركة "أم أس دي" مؤتمراً في مدينة اسطنبول للمساهمة في التوعية بغية سد ثغرة التطعيم من خلال رفع مستوى الوعي لأهمية اللقاحات من أجل مكافحة عدد من الأمراض تعتبر خطرة وقاتلة في العالم.


2 مليون يخسرون حياتهم سنوياً!


تشير المعطيات إلى أن طفلًا من بين كل 5 أطفال لا يحصل على التلقيح اللازم ويفقد المناعة لمواجهة الأمراض. كما أن 2 إلى 3 ملايين يفقدون حياتهم سنوياً حول العالم ما يعتبر مشكلة خطرة تستدعي شعار "احمي نفسك وأطفالك بالحصول على التطعيم لزيادة المناعة".


وفي هذا الإطار، لفت الدكتور حسام التتاري من الإمارات العربية المتحدة، إلى أن "التطعيم أساسي إلى جانب مواجهة التلوث وتنقية المياه". مشيراً إلى أن "الإصابة بالحصبة مثلاً ازدادت في دولة الإمارات بسبب تردّد الأهل في تطعيم أولادهم بـ "MMR" وهو لقاح مناعي ضدَّ الحصبة"، لافتاً إلى أن "التحديات تكمن في مجموعة قديمة من التطعيمات التي هناك تردد في استخدامها. وهناك عدم ثقة في استخدام مجموعة جديدة". كذلك، تناول موضوع فيروس الروتا كاشفاً أنَّه يَظهر من خلال عوارض بسيطة، أما كلفة علاجه فمرتفعة، وقد وصلت بين عامي 2009 و2010 إلى 400 ألف دولار أميركي. وهذا الفيروس المسمى أيضاً بالنزلة المعوية، والذي أحد عوارضه الاسهال، يُعتبر المسبب الثاني للوفاة بين الأطفال في سن أقل من 5 سنوات. وقد وصل عددهم إلى 400 ألف طفل. وبعد اختبارات أجريت في 7 دول حول العالم تبين أنَّ التطعيم ساهم في انخفاض الفيروس بنسبة 95%. وختم التتاري بأن "شعار سدّ الفجوة لا زال حتمياً وضرورياً لبلدان الشرق الأوسط".


من إيبولا إلى زيكا!


بدوره، شرح الدكتور عمران منشي من شركة "أم أس دي" أنه "عام 2014 انتشر فيروس إيبولا بشكل كبير ولم يكن هناك لقاحات لهذا الفيروس، فسعَيْنا إلى إيجاد مساحة لتطوير عقارات لهذا الفيروس أظهرت قدرة على احتواء المرض في أفريقيا. أما فيروس زيكا فحاولنا ابتكار 11 لقاحاً، استخدم خلاله 5 إلى 10 آلاف عنصر، وتبعه تجارب سريرية وعيادية، واحد منهم فقط أثبت فعاليته في علاج المصابين". ولفت منشي إلى أن "الاختبارات ضرورية لأننا لا نحتاج فقط إلى اكتشاف اللقاح بل إلى السعي إلى موافقة الحكومات على اعتماده"، كاشفاً أن "في العالم 5 شركات فقط تُعنى بابتكار التطعيمات".


تعدّد اللقاحات ضروري


من جهته، أشار الدكتور الاسباني كزافييه بوش إلى أن "تعدد اللقاحات يعتبر واحداً من أعظم الإنجازات الطبية في العصر الحديث، ما أسهم في المساعدة للقضاء على الجدري وتالياً على شلل الأطفال. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن اللقاحات تساهم في منع حدوث أكثر من 30 مرضاً معدياً. وعلى الرغم من النجاحات لا تزال هناك فجوة في تغطية اللقاحات لجميع الأعمار وخصوصاً للبالغين الذين يواجهون خطراً كبيراً، حيث إن جهازهم المناعي لا يقاوم الأمراض مثلما كانوا في سنٍّ أصغر ما يجعلهم عرضة للأمراض المزمنة وغيرها من الأمراض".


الوقاية جزء هام


إلى ذلك، لفت المدير الطبي الإقليمي للتطعيمات في شركة "أم أس دي" إلى أن "الوقاية تعتبر الجزء الهام للحفاظ على صحّة السكان. ويمكن للتطعيمات أن تساعد على تحقيق الهدف"، مشيراً إلى أن "بعض الأمراض قد تسبّب ضرراً جسيماً يتطلب علاجها دخول المستشفى. وقد تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان. لذا، من الضروري توعية البالغين حول هذه الأمراض واللقاحات التي يمكن أن تساهم في منع الإصابة"، آملاً أن يحث أسبوع التطعيم العالمي الأفراد للتحدّث مع مقدمي الرعاية الصحية الخاصة بهم لمعرفة المزيد عن اللقاحات التي يُنصح بها لهم ولعائلاتهم".



salwa.abouchacra@annahar.com.lb


Twitter: @Salwabouchacra