عماد الريحاوي و"بطروسة" على الشاشة... والبحث عنهما مستمر!

منذ الاعلان الرسمي عن اكتشاف احدى اكبر شبكات الدعارة والاتجار بالبشر في لبنان، التي عُرِفت بشبكة "شي موريس" بدأت سبحة التوقيفات "تكرّ"، وبدت هذه الشبكة رغم كبر حجهما كجبل جليد الذي يظهر رأسه فقط.
عشرات المقاهي الليلية وبعضها ذائع الصيت على مستوى لبنان تعمل منذ سنوات، وجهة عملها معروفة ما يطرح علامات حول توقيت كشفها وإقفالها، ولماذا اليوم وليس في السابق، وخصوصاً في ظل ما بدأ يُشاع بين الناس عن حمايات أمنية وسياسية لهذه المقرات بالذات.
وما بدا لافتاً اكثر ان التوقيفات حتى الساعة طالت عاملين من درجة ثانية وثالثة في هذه الفضيحة، ولم تُذكر توقيفات على مستوى الرؤوس المشغِّلة في قضية هي الاخطر على المستوى الاجتماعي والانساني في لبنان، وما زاد الطين بلة خروج هذه الرؤوس في اطلالات تلفزيونية يشرحون ويبرّرون ويدافعون، ويقبلون بأمور ويرفضون اخرى من اماكن يجب ان تكون معروفة من المعنيين.
فخرج نهار الاثنين الجلاد الاكبر في شبكة "شي موريس" عبر المؤسسة اللبنانية ليبرر اعماله نافياً التهم التي وجهتها اليه اكثر من فتاة بالاستدراج والتعذيب والضرب والسجن والاجبار على ممارسة الدعارة مظهراً نفسه بصورة الملاك الذي يؤمن العمل لفتيات لهن مشاكل مع ازواجهن وهو من يؤمن لهن العمل والراتب الجيد، من دون ان يتدخل في القذارة التي يجرهم إليها.
وكان الظهور الآخر على قناة "الجديد" لـ" بطروسة" (يستحق الغنج) مفتخراً بامتلاكه 4 اماكن للدعارة في جونيه ومعدداً أسماءها وكأنها من الصروح العظمى ويفترض بالناس معرفتها.
من مكتب مترف، وعلى طريقة اللبنانية "ليش انا مش غيري" برّر (بطرس جورج فرام) "بطروسة" اعماله وشبكاته فالفتيات لديه موظّفات يسمح لهن بالنوم اينما يرغبن انما عليهن الخدمة من الساعة الثامنة مساء حتى الخامسة صباحاً ملقيا "الحقّ كله على الطليان"، ومؤكداً انه لن يُسلّم نفسه لأنه "ما بقا يطلع"، على اعتبار انه يجب ان "يطلع" ولا يحرم اللبنانيين وأهالي المنطقة من عطاءاته وتقديماته للمجتمع.
وهنا يبرز السؤال عن هذا الظهور المستفزّ لجلادين يجب ان يكونوا منذ سنوات في السجون، ومن أين لهما حرية الاتصال واستدعاء وسائل الاعلام من دون حسيب، وعلى من يتكلون ليظهروا بهذه الوقاحة؟ سلسلة الأسئلة هذه تأخذنا الى اسئلة اخرى أعلنها المتهمون عن طريقة تعاطي الامن مع انديتهم الليلة، فالريحاوي اشار الى ان زيارات القوى الامنية كانت نادرة او لا تحصل، وفرام أكّد ان "الكبار بيقبضوا"، فمن هم هؤلاء الكبار؟ ولماذا حتى الساعة لم يعلن عن اي اسم؟ وهل صحيح ان هناك اسماء كما ذكر المتهم تخضع للتغطية وتدير شبكات، خصوصاً ان المؤسسات التابعة لهؤلاء الاشخاص التي ذكرها المتهم تم اقفالها ايضاً بقرار من القاضي بيتر جرمانوس.
بعض هذه الاسئلة يجيب عليها مصدر أمني، مشيراً لـ"النهار" الى ان "ظهور المتهمين على وسائل الاعلام يحصل في جميع


دول العالم حتى المتقدمة منها، حيث يتم استدعاء وسائل الاعلام الى اماكن مجهولة وتصوير مقابلات معهم"، مضيفاً:"طبعاً ترفض هذه الوسائل الكشف عن هذه الاماكن لضرورات "السكوب الاعلامي" او يكون تم استخدامها للحظة التصوير وبعدها يتم الاختباء من جديد".
وأكّد انه " سيتم إلقاء القبض على هؤلاء عاجلاً ام آجلاً إذ إنّ بحقهم مذكرات توقيف، وهم ملاحقون من قبلنا"مشدداً على ان"


لا تراخي في عمل قوى الامنية في هذه القضية".


وفي المحصلة تبدو الاجابات غير مقنعة حتى اللحظة كما انه بدا جلياً ان زخم هذه القضية بدأ بالتراجع، ورغم انها تمسّ جوهر الحياة المجتمعية اللبنانية، على امل ان لا يكون مصيرها ككثير من الملفات في لبنان تفتح في مرحلة وتقفل من دون نهايات سعيدة وتختفي الى الابد.