جونية ولعانة... وطبول المعركة قرعت

ف.ع.

حتى اللحظات الراهنة، التوافق الجدي الذي كانت تسعى لتحقيقه القوى السياسية كافة في جونية سقط، أو لنقل أصبح في العناية الفائقة. وعملية إعادة إنعاشه أمست شبه مستحيلة لأسباب عدة أبرزها سياسية ولا يتحمل مسؤوليتها "اتفاق معراب" بل المتضررون منه. والشارع "الجوني" يعلم جيداً ان المعركة حاصلة وأن الانماء وتحسين المدينة ليسا في أولوية أجندات البعض وتحديداً المتخوفين على زعامتهم المحلية الضيقة. و"القوات" بشهادة معظم الأطراف في عاصمة الموارنة، سعت منذ اللحظة الأولى الى منع حصول المعركة، وقد تتجه الى اعطاء حرية الانتخاب لمناصريها في جونية لاعتبارها ان "اتفاق معراب" أهم من أي معركة محلية لا بل يتخطاها. في حين يبدو "التيار الوطني الحر" متمسكاً برئيس البلدية السابق جوان حبيش، من دون ان يقفل الباب نهائياً أمام التوافق. 



طبول المعركة
كل طرف يسعى إلى الدفاع عن موقفه ودوره في التوافق الذي لم يتحقق، إلا ان كلمة الفصل في هذا الشأن تبقى لصندوق الاقتراع. فادي فياض المرشح من رئيس مؤسسة الانتشار الماروني نعمة افرام لرئاسة بلدية جونية، يأسف لعدم تحقيق التوافق في جونية ويعزو السبب الى رفض البعض تحييد العاصمة المارونية عن معركة انتخابية على صعيد البلدية، وترك هذا الموضوع للنيابة والرئاسة. وقال فياض لـ"النهار" إن "الوضع، ويا للأسف، متجه نحو معركة في جونية، على رغم كل التنازلات التي قدمها نعمة افرام وبصدق لتكليل ترؤسه المؤسسة المارونية للانتشار بتوافق ماروني وتثبيت الجو الإيجابي الذي أرخاه "اتفاق معراب" على مدينة جونية وإدخال الجميع في التوافق من فاعليات المدينة والاحزاب الموجودة".



سبب انفراط عقد التوافق
وبحسب فياض التوافق اصطدم بعوائق عدم القدرة على الإجماع في كل شيء ومحاولة فرض الرأي على الجميع. وأوضح ان " الاتفاق بين الجميع، اي اتفاقنا على 9 أعضاء لافرام و"القوات" من جهة يضم أيضاً الشيخ فريد هيكل الخازن والنائب السابق منصور غانم البون و9 أعضاء لجوان حبيش و"التيار" وبعض العائلات، وتنازل افرام عن رئاسة البلدية للطرف الاخر للحفاظ على التفاهم. لكن الخلاف وقع عند اختيار اسماء الاعضاء، فالطرف الآخر أراد ان يشاركنا في اختيار أسماء أعضائنا، من دون أن نشاركه في اختيار اسماء مرشحيه، فلم نقبل نحن بقاعدة: "ما لنا لنا ولهم، وما لهم لهم". وأضاف: " كان هدفنا التوافق على اساس المصالحة وايصال اشخاص أكفاء الى المجلس لاكمال مسيرة الانماء، واذا نفاجىء بمنطق "أزلامي" و"جماعتي"، ووضع الفيتو على البعض لأسباب قديمة علماً ان مرشحينا لا ينتمون الى عائلة افرام انما هم من التكنوقراط".



"القوات" ملتزمة
وعن موقف "التيار" و"القوات" من سقوط التوافق، قال فياض: " تمنينا على الحزبين ترك الانتخاب حراً للاعضاء كي ينتخبوا من يريدون، والا يدعما أي لائحة ولتكن المعركة ديموقراطية. وبكل أمانة وصراحة أكثر الأطراف الملتزمين بـ"اتفاق معراب" كانوا "القوات" ولم تؤيد علناً اي طرف ولم تلحق مناصريها بأي ماكينة انتخابية، وهناك متضررون كثر من "اتفاق معراب" ويسعون لافشاله في جونية لحسابات نيابية مستقبلة".



حبيش... لا توافق
في المقلب الآخر، لم يتردد حبيش المرشح لرئاسة بلدية جونية والمدعوم من "التيار" وعدد من عائلات جونية بتسمية المعرقلين والمتضررين من التوافق في جونية. وقال لـ"النهار": "التوافق الفعلي يجب ان يشمل الجميع وفي غياب اي طرف لا يمكن ان نسميه توافقاً، لأن العمل البلدي يحتاج الى فريق متجانس للعمل من أجل جونية ويملك رؤية وليس التلهي بمعارك جانبية وتناسي أمور الناس وعملية الانماء، وبعض القيادات السياسية في المدينة لا يهمه ذلك ولديه حسابات سياسية اكبر من مدينة جونية".



هؤلاء المعرقلون
وعن الاطراف المعرقلين للتوافق، قال ان "التيار" و"القوات" سعيا للتوافق ولم يعرقلاه، وسعت "القوات" جاهدة لتحقيق ذلك، والاتفاق الجدي الذي كنا نعمل عليه أنجزَ وافرام تنازل بموجبه عن الرئاسة لمصلحتنا، لكن الشيخ فريد هيكل الخازن ومنصور البون انسحبا منه على رغم التواصل الدائم معهما واعتبرا انه لم يؤخذ برأيهما وشكلا لائحة ثانية بوجه لائحة التوافق. حتى مَن كانوا في الفريق نفسه اي افرام ونائب الرئيس الحالي فؤاد البواري اختلفا على الرئاسة، وانتهت فعلياً عملية التوافق وذاهبون الى الانتخابات بـ 3 لوائح، الا اذا عادَ الجميع وانضموا الى اللائحة التوافقية. وفي حال عدم حصول ذلك لتكن المعركة ديموقراطية وابن جونية يعلم جيداً من يعمل من أجله".



حظوظي كبيرة
وأكد حبيش ان "حظوظه بالفوز كبيرة بفضل ممارسات البلدية السابقة الفاشلة، والجميع قارن بين العهد الموجود حالياً وعندما كنا نحن في منصب المسؤولية ولاحظوا الفرق وهذا سيظهر جلياً في صناديق الاقتراع". وأضاف: "أهالي جونية سيحاسبون من وعدهم بمشاريع كبيرة ولم ينفذ شيئاً منها على رغم كل الدعم السياسي والمالي الذي كانوا يتمتعون به".



البواري... نحن لها
البواري قائد اللائحة الثالثة في جونية المحسوب سابقاً على افرام، والمدعوم حالياً من الخازن والبون و"الكتائب" لم يحسم أمر حصول المعركة، وكشف لـ"النهار" ان مصير المعركة الانتخابية سيتحدد اليوم. وأوضح ان "الأمر ليس محسوماً بعد، والساعات الأخيرة كفيلة بتغيير الخريطة التحالفية باكملها"، شاكراً دعم البون والخازن له، ومؤكداً انه لن يكون عثرة امام اي توافق.   



لست ضمن المعادلة
وعن اتهامه ومن يدعمه بالعرقلة، قال:" انا الوحيد الذي لا أصرح ولا أهاجم احداً، ولم أضع سوى صوري على الطرقات، وانا فعلياً "بيضة القبان" في هذه الانتخابات، فليؤلفوا اللوائح كي اعلم من يواجهني". وأضاف : "خلال اسبوعين توافقوا مرات عدة وعادوا واختلفوا، واتفقت الاحزاب من دوني ولم يستشرني احد ولم يحسبوني ضمن المعادلة. وعندما يتفقون، فإما ان اؤلف لائحة بمفردي او اتنحى".
 الاتهامات المتبادلة بالعرقلة كثيرة، ويبدو ان الكلمة الأخيرة ستكون لابن جونية الذي يعلم حق المعرفة من يعمل من اجله ولانماء المدينة. وفي هذه الجولة عليه محاسبة من وعده ولم يفِ لئلّا ينطبق عليه المثل: "يلي بيجرّب المجرَّب بيكون عقلو مخرب".