كارلا سالم في "غاليري أجيال": الحوار بصوت واحد لا يزال في أول الدرب

لور غريّب

في "غاليري أجيال"، شارع عبد العزيز، الحمرا، معرض للفنانة الشابة كارلا سالم، إلى الثلاثين من نيسان الجاري، هو "حوار بصوت واحد"، بنكهة لافتة وطريفة تفوح من مكوّنات خطوطية تقيم نوعاً من التلاقي والتجاور والتآخي بين الحرف العربي والحرف الياباني.


يتراءى لنا اننا امام اختبارات عقلانية تركّز على اجتهاد خطوطي يتجاوز حرفاً ما بالأحمر في اللغة العربية ليعلو فوق حركة متعرجة بلون آخر هو الاسود. تتقلب المعطيات اللونية لكن من دون ان تطال الملوانة صبغة اخرى مهما كثرت الاجتهادات والاختبارات.
سالم التي ولدت في اواخر السبعينات تبدو مؤهلة لخوض التجربة مهما كانت التصورات التي تسكنها وتدفعها الى ايجاد تقارب بين حرف الحاء العربي والحرف الياباني اللذين يعنيان "الحوار"، او بين حرف الكاف والحرف الياباني ذاته. وهكذا. لكن المعرض يحتاج إلى ما يُشعِر عين المتلقي بالاقتناع. فهو يفتقر الى شيء من الرهافة والدقة والشطارة والسحر في عمليتي التلاقي والتباعد، لكي لا تأتي الخطوط مهتزة وغير متناسقة. هذه الخبرة الناقصة هي التي يجب تطويرها لمنع التجربة بعض التمايز فتصير "اوريجينال" وتخرج عن الاصطفاف الجمالي، كما نراها عادة لدى الاساتذة الذين يلعبون بالحركات الخطوطية بطريقة متناغمة لا غبار عليها.
نعرف ان سالم تتلمذت على يد الفنان سمير صايغ غير انها حاولت "التشاطر" على المعلم، فتلاعبت بطريقة الانفصالات الدقيقة وبمرجعية الاحرف، فجاءت النتيجة فاقدة حروفيتها المثلى، وإن كانت الريشة هي السلاح الأفضل لكتابة نوع كهذا من الاحرف. فلم تتمتع بانطلاقة عفوية او عشوائية تجعلها براقة وساحرة وخاطفة الاهتمام، اقله البصري.
احب كثيرا اندفاع الشباب في البحث عن نص يساهم في ابراز امكاناتهم الجمالية والفنية، لكن المهنة لا تكتسب بلمح بصر، وكان ينبغي لكارلا سالم أن تمكّن يدها أكثر فأكثر قبل ان تغامر بمحاولة كبيرة كهذه، فتنجح في اغراء العين واقناع العقل.
ننظر الى المعرض باعتباره محاولة جديدة، وعلى صاحبته أن تتحمل الملاحظات وان كانت قاسية، لان اول الدرب صعب ويتطلب الكثير من العمل والقليل من النتاج، على ان يكون مبشرا بموهبة جديدة تغني الحركة الفنية اللبنانية.