شعلة النار في جبال القلمون تمنع الانتخابات البلدية في الطفيل

بعلبك - وسام اسماعيل

مع بدء العد العكسي للانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة #بعلبك – الهرمل، لن تصل مروحيات #الجيش اللبناني قبل هذا الاستحقاق البلدي الى مدرسة بلدة #طفيل حاملة صناديق الاقتراع ليدليَ أهلها بأصواتهم، في دلالة على تمسكهم بوطنهم الام كعادتهم في كل استحقاق نيابي او بلدي واختياري.


ويعود السبب الى شعلة النار التي تشهدها جبال القلمون من الجهتين اللبنانية والسورية، والممتدة على مسافات واسعة من جوسية شمالا حتى بلدة طفيل جنوباً. الامر الدي يجعل من المتعذر اجراء انتخابات بلدية في بلدة الطفيل اللبنانية المتداخلة مع الاراضي السورية . وقد صدر قرار بعدم اجراء انتخابات اختيارية فيها والتمديد لمختار البلدة الوحيد علي الشوم.


البلدة ذات الاغلبية السنية والأقلية المسيحية والتي باتت رقماً صعباً في المشهد الانتخابي الحالي، تقع بين سندان نيران مسلحي "جبهة النصرة " و "داعش" المتواجدَين في الجرود المحيطة بالطفيل، ومطرقة جغرافيتها اللبنانية الضائعة بين دولتين خلف السلسلة الشرقية.


مختار البلدة علي الشوم اكد لـ" النهار" انه لا يوجد في البلدة سوى 11 عائلة فقط فيما غالبية اهلها نزحوا الىالداخل اللبناني.
وطالب المسؤولين وقيادات الاحزاب اللبنانية العمل على اعادة الاهالي الى البلدة، ويصل عددهم إلى اكثر من 200 عائلة، موضحاً ان عدد سكانها يبلغ 3500 نسمة لبنانيين وسوريين. ووفق لوائح الشطب يبلغ عدد الناخبين 750 ناخباً من عائلات آل الشوم ودقّو وشاهين والسيد والمصري وصدقة وصليبا وللبلدة مختار واحد.


وشدد الشوم على أن اهالي البلدة هناك يعانون كثيرًا،حتى وصل الحال ببعض العائلات الى طلب المساعدة لتأمين لقمة العيش، وأن المشهد الاكثر قساوة هو وجود 2000 شخص من البلدة داخل مخيم في عرسال يسمى مخيم بلدة طفيل، فهل "يعقل ان نكون لبنانيين مهجّرين داخل بلدنا؟". وطالب الدولة بتأمين مساعدات للعائلات المهجرة، إضافة الى ارض لدفن الاموات.
وقال احد ابناء البلدة "نحن مهجرون داخل بلدنا، والمؤلم انّحالنا ليست كحال البلدات الاخرى، ولا نستطيع ان نمارس حقنا في الترشح والانتخاب".


تمثل آخر دور للدولة في الطفيل خلال العام 2014 حين أُرسلت قافلة إنسانية تضمّ مساعدات طبية وغذائية للاهالي 4 سيارات إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني عملت على نقل 11جريحاً إلى الأراضي اللبنانية، ثلاثة منهم لبنانيون بينهم امرأة حامل تنتظر الولادة والآخرون سوريون. ولم تدخل الى البلدة، بل وصلت الى أطرافها في محلة رأس الحرف المطلة على جزء من سهل "رنكوس" و"حوش العرب" السوريتين حيث استحدث الأمن العام اللبناني حينها نقطة لتسجيل تصاريح الدخول إلى الطفيل والخروج منها.


يذكر ان طفيل تتبع قضاء بعلبك وتبعد 25 كلم جنوب شرق المدينة و3 كلم عن الحدود السورية يحدّها البلدات السورية: "حوش عرب" و"عسال الورد" وسهول "رنكوس"من جهات عدة باستثناء الشمال، حيث تحدها قريتا "معربون" و"بريتال" اللبنانيتان، وتفصل بينهما هضاب جبلية عالية الارتفاع، ومن الغرب بلدة "حام" اللبنانية. ويشكو اهالي البلدة عدم وجود أي طرق تربطها بلبنان إلا من طريق الأراضي السورية، وهناك فقط طريق ترابية وعرة غير شرعية تربطها بالأراضي اللبنانية، وهي بريتال – عين البنية كان قد شقها مهرّبون من بريتال منتصف الثمانينات.


وجرى تضييق الخناق عليها بعد سقوط صواريخ أطلقها مسلحون سوريون في اتجاه بلدة بريتال، ثم ضبطتسيارة في شباط 2013 الماضي في محلة عين البنية بين بلدتي حام وبريتال تحمل 250 كيلوغراما من المواد المتفجّرة، كانت آتية من الاراضي السورية عبر الطفيل.
واستعاد عناصر من #حزب_الله العام الفائت بدعم من الجيش السوري السيطرة على البلدة التي كانت بأيدي المسلحين رغم محاولة البلدة تحييدها من الصراع القائم .


ولطفيل حكاية اخرى، فأرضها التي تبلغ مساحتها نحو ٥٢ كيلومترًا مربعاً كانت تعود ملكيتها لاقطاعي سوري يدعى عاصم سويدان المعروف بـ "عاصم آغا". وقد باع أرض الطفيل للبناني يدعى جعفر الشلبي كان يملك مصرفاً، بالشراكة مع ابن الهرمل جودت فلا. وبعدما وقعا في عجز مالي رهنا الأرض للمصرف المركزيالذي يملك الآن أراضي البلدة كلها.