حرّر فكرك مع "النهار"

ديانا ونّا خليفة


"النهار" لبنانية عربية، حرة رائدة صادقة، ثائرة ومناضلة، عاشقة شعبها وأرضها وناسها ووطنها، مثقفة عصرية. متجدّدة متجذّرة. مضطهدة، وطنية، نبيلة، شريفة وشفافة. رفيقة اللبناني في غربته يشتمّ منها رائحة تراب وطنه وهمومه وشجونه، يتأبطها تحت ذراعه مزهواً، كما يتأبط العاشق ذراع حبيبته يدنيها من قلبه لئلا تقع أو تضيع منه.
صارت جزءاً من حياته اليومية، يستيقظ على وجهها، يحضنها بين يديه، يقلّب صفحاتها، فتبعث في نفسه النشاط والإشراق والحافز لبدء يوم جديد، مليء بالأمل، لأنها على رغم الأحزان التي أصابتها ما زالت ترسم البسمة على وجوه اللبنانيين، إنها بسمتهم ودمعتهم.
إنها جريدة "النهار" صاحبة التاريخ الطويل العريق في النضال من أجل حرية لبنان وحرية أبنائه، وخاصة حرية الفكر (في لبنان). فهي منذ نعومة أظفارها تحارب التبعية وتقييد الحريات والتزلّف ومحاباة الوجوه. معها تحب لبنان، وغيرها تشعر بنظام الاملاءات في الجرائد الأخرى. لقد دفعت ثمن سياستها الحرة دماً ذكياً أحد مؤسسيها الشهيد (جبران تويني رحمه الله) الذي عشق الشهادة من أجل الحرية.
إنها صاحبة الخلق والتجديد، ومواكبة التطوّر والحداثة والدم يجري في عروقها. دم الشباب اللبناني يدعوها دائماً الى الانتفاض على التبعية وعلى الاستسلام لقمع الحريات وكم الافواه، إنها الجريدة الوحيدة التي تشجّع حرية الفكر في لبنان، فمعها تستطيع أن تفكّر على هواك، وتكتب على هواك، وتنشر لك مقالات من دون قيد أو حذف أو تعديل ولا تومئ لك بشيء.
إنّ المفكرين الأحرار في لبنان يلجأون الى "النهار"، والكتّاب الأحرار لأنهم يكتبون ما يمليه عليهم ضميرهم والحقيقة، في مجتمع أتقن مختلف أنواع الكذب والتضليل والترهيب من قبل المسؤولين غير المسؤولين.
لا يزال اللبناني مقيّداً بقيود الطائفية والحزبية، اعتاد أن يرتاح لمادة الإملاء وأتقنها عن سائر المواد، ولكن أيها الشاب اللبناني "النهار" تدعوك الى تحرير فكرك من أي قيود، وتحرير مواقفك تجاه وطنك. أيها الشباب اللبناني حان الوقت أن تخطّ تاريخ وطنك بنفسك من دون املاءات أو شروط خارجية، فإن أردت دوماً أن تعرف الحقيقة من دون تزوير أو تجميل أو تزيين أو فذلكة أو فبركة ما عليك إلا أن تقرأ "النهار"، واتجه الى البوصلة (بوصلة "النهار") التي ترشدك الى الاتجاه الصحيح الذي لا يضلّلك، جريدة سياستها لبنانية في الصميم تقود ثورة فكرية ووطنية واجتماعية منذ نشأتها.
تعمل بتجرد ومهنية، تدافع عن لبنان وقضاياه، ناهيك عن اهتمامها واتحادها بكل النواحي في بلدها، وهي من أكثر الجرائد زيارة على مواقع التواصل الاجتماعي لاهتمامها بأمور عدة أولها حرية الفكر والمعتقد... واهتمامها بالبيئة والشباب والثقافة والأدب والاجتماعيات الخ...
أغلقت الجريدة مراراً اعتراضاً على آرائها الجريئة وصوتها المدوّي القوي. خافوها فأرادوا اغتيالها باغتيال مؤسسها، ولكن "النهار" باقية منبراً ومعقلاً للحرية في لبنان، ومعقلاً لحرية الفكر والرأي والتعبير.
وأجمل ما قيل فيها على لسان تشارلز غلاس "إنها تعادل صحيفة "النيويورك تايمز" في أهميتها".
أيها اللبناني انشر "النهار" من حولك، كما تنشر العطر، لأن منها تفوح رائحة تراب الوطن، ومعها سوف تبقى دائماً تحب لبنان. ومع حلول الربيع ومع كل تفتح برعم جديد يتفتح نهار جديد ويشرق يوم جديد على أن يكون ربيع لبنان وقيامته من آلامه مع "النهار". ونقول إنها أكثر من جريدة غدت: "جريدة في وطن، ووطن في جريدة".
ونقول أيضاً: "إن ما تأسس من ذهب يبقى ذهباً".
وتحية من القلب الى القلب.