ممثل دريان في ندوة: مَن يصوّب رصاصه على السعودية فإنه يصوّب على آخر حصون الاعتدال

أقام مركز الإمام البخاري للبحث العلمي والدراسات الإسلامية، ندوة بعنوان "الأمن الفكري ومسؤولية حمايته"، في رعاية مفتي الجمهورية اللبنانية القاضي الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلا برئيس المحكمة الشرعية في طرابلس القاضي الشيخ سمير كمال الدين.


وفي كلمته، قال كمال الدين: "لم يعلم ان الإسلام أولى اهتماما بشيء كإهتمامه بالعقل، بل قد جعل مناط التكليف كله مرتبطا بالعقل والفهم وما ذلك إلا لأهميته في دين الله، وقد فشل أعداء الإسلام قديما أن يواجهوا الإسلام عسكريا وباءت كل محاولاتهم بالفشل، ولذلك توجهوا لمحاربة المسلمين في فكرهم وأصالتهم وعقولهم، وكان التوجه هو محاربة الإعتدال وإبعاد شبابهم عنه إما بالإنحلال والمياعة والبعد عن التدين، فينشأ شباب أبعد ما يكون عن أصالة دينه وهدي نبيه، ينتشر في صفوفه الشهوات وملذات الحياة الفارغة من أي هدف، وإما بزرع الغلو والتطرف ورفض الآخر والتشدد في الدين وزرع أفكار ابعد ما تكون عن الإعتدال والوسطية، إن فكر الغلو والتشدد هذا جلب على الأمة الويلات والخراب والشر العظيم وأصاب ابناء ديننا قبل أن يصيب أهل الملل الأخرى".


أضاف: "إن دين الإسلام تعايش منذ بدايته مع الآخر، وإن أعظم الوثائق التي وضعت في هذا المجال، هي تلك التي أسس بنودها الحبيب محمد، الأولى بين أهل الإسلام أنفسهم من مهاجرين وأنصار بهدف شد لحمة الوحدة بين المسلمين وطرد منهج التكفير بغير حق من بينهم، فقد كان منهج علماء المسلمين رفض التكفير بين أبناء الإسلام، أما الوثيقة الثانية فهي تلك التي وقعها مع أصحاب الأديان الأخرى، بل مع أسوأ البشر وهم اليهود، وذلك لترسيخ ضوابط وشروط للتلاقي والتعايش مع الآخر، ومع أن قناعة النبي أن اليهود ستنقض هذه العهود والمواثيق، ولكنه كان يريد إرساء قواعد كلامه من بعده بأن التعايش والتلاقي هما المبدأ الشرعي الأصيل".


وتابع: "إننا نعتبر الدعوات لسلخ هذا البلد عن محيطه العربي والتدخل في شؤون الدول العربية سياسيا أو عسكريا هي دعوات تطرف وغلو، وإن أهل الإعتدال من ساسة وعلماء دين في هذا البلد يجب أن يقفوا بوجه هذه الدعوات، وأن المملكة العربية السعودية هي إحدى أهم وأبرز الدول الداعمة للاعتدال والمحاربة للتطرف منذ القدم، وإننا نعتبر المملكة بحكامها وعلى رأسهم الملك سلمان وولي عهده وبعلمائها الأجلاء والأفاضل الحصن الأخير في وجه التطرف والغلو، وأن من يصوب رصاصه على مملكة الخير فإنه يصوب رصاصه على آخر حصون الإعتدال في المنطقة".


وصدر في ختام الندوة التوصيات الآتية:


1- إظهار وسطية الإسلام واعتداله وتنمية مهارات الحوار وتفعيله.
2- توجيه الشباب للرجوع إلى علماء الأمة الربانيين في معرفة وتحديد الأفكار المنحرفة، وفقه القضايا المستجدة والنازلة.
3- الإهتمام بالشباب وغرس قيم الاعتدال فيهم واستثمار طاقاتهم فيما يعود بالخير على مجتمعاتهم.
4- حث الأهل على تنمية ثقافة الأمن الفكري لدى أبنائهم بحسب فئاتهم العمرية المختلفة.
5- دعوة المؤسسات التربوية إلى توجيه الأهل لتعزيز الأمن الفكري لدى أبنائهم.
6- ضرورة إدراج مادة الأمن الفكري في المعاهد والجامعات، وتضمين مادة التربية الإسلامية في المدارس الرسمية والخاصة مذكرة الدروس التعليمية في حماية الأمن الفكري.
7- إدراج مادة الإعلام التربوي في المناهج التعليمية لتنمية مهارات التواصل الاجتماعي عند الناشئة.
8- دعوة مؤسسات التعليم العالي، ومراكز البحث العلمي، إلى إقامة مراكز بحث ورصد إعلامي متخصصة في مواجهة تهديد الأمن الفكري، والرد على حملات التشويه المنظمة.
9- مطالبة دور الإفتاء ووزارات الأوقاف القيام بدورها في حماية الأمن الفكري وإنشاء لجان متخصصة في ذلك، والاستفادة من التجارب الناجحة في بعض الدول الإسلامية ونخص بالذكر لجنة المناصحة في المملكة العربية السعودية.
10- دعوة الحكومات إلى حماية الأمن الفكري من خلال إحلال العدالة الشاملة وتحقيق الإنماء المتوازن في المجتمعات من دون تمييز.