الجامعة اليسوعية تُصدم بطالبة : سنقتل اولادكن ذات يوم (بالصورة)

سلوى أبو شقرا

صور وتعليقات ترافق يومياتنا إلاَّ أنَّ كثراً من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ينسونَ أنَّ كل ما يُنشر عبر هذه المواقع له عواقبه وينتج عنه ردود فعل قد تضرُّ بالناشر. هذا ما حصل مع الطالبة كارن عقل بعدما نشرت صورة لها ولصديقتها عبر تطبيق "انستاغرام" أرفقته بالعبارة التالية: "Be careful B*tches cz we can kill your babies". فجاءت الردود صاخبة ومستنكرة. ماذا تقول إدارة الجامعة عن هذه الحادثة؟ وعما جرى ماذا تخبر كارن "النهار"؟


الخلط بين الحياة الواقعية والافتراضية
"هي طالبة في السنة الأولى في مدرسة القابلات القانونيات، وليست طالبة طبّ، بدأت يومها التدريبي الأول من الفصل الدراسي الثاني"، وفقاً لعميد كلية الطب في جامعة القديس يوسف رولان طنب الذي يشير في حديث لـ"النهار" إلى أنَّ "مشكلة الطلاب تكمن في الخلط بين الحياة الواقعية والافتراضية ولا يدركون أبعاد الكلمات. فكلمة bitches لا يمكن قولها للنساء الحوامل، وعبارة kill your babies مرفوضة، إذ يجب في الطب رعاية الأطفال والحفاظ على صحتهم. ما جرى ليس مزاحاً مضحكاً، وهو مرفوض كلياً، لذا، قرّرت الجامعة فصل كارن من المستشفى ومن مدرسة القابلات، إذ لا يمكن أن نؤمِّن لها لاحقاً لتتحمَّل مسؤوليات المرضى من نساء حوامل وأطفال. يجب أن يدرك الطلاب أهمية اللياقات على شبكات التواصل الاجتماعي الشبيهة بتلك المعتمدة في الحياة، ويجب أن يكونوا في موضع مسؤولية ويدركون وقع الكلام الذي يتداولونه. ما من إجراءات لمنع الطلاب من استعمال مواقع التواصل، لسنا شرطة ولكن يجب أن ننمي روح المسؤولية لديهم".


بعض الأخطاء لا تُغتفر
من جهته، يلفت أمين عام جامعة القديس يوسف فؤاد مارون لـ"النهار" إلى أنَّ "المجلس التأديبي اجتمع اليوم بغية اتخاذ القرارات اللازمة، وما حدثَ حماقة مرفوضة مهما كانت الأعذار. ومدرسة القابلة القانونية هي من تهتم بتبعات هذه الحادثة، ولا يمكن لطالبة وضع هذه العبارة والمضي قدماً كأنَّ شيئاً لم يكُن. ما حصل يعتبر تهديداً أخافَ الناس، وعواقب بعض الأخطاء لا تُغتفر".


قتلت مؤسّستين ومهنة من باب المزاح
بدورها، قالت مسؤولة قسم القابلة القانونية في جامعة القديس يوسف يولا عطالله في حديث لـ"النهار" "لم نكن على علمٍ بما جرى، إذ لا نتابع فايسبوك وانستاغرام مثل الشباب، وبعدما وصلتنا الأخبار وجدنا أنَّ ما نُشر خطر. خضعت كارن للاستجواب فوراً، وهي نادمة ومستعدة لكل شي، ولكن لا يمكننا أن نبقيها في الجامعة وسيتم طردها والقرار اتخذ. وصلت في اليوم الأول من التدريب وليست حتى متدرّبة في قسم التوليد، بل في قسم الجراحة الطبية، ولا نعرف ما دفعها إلى كتابة هذه العبارة. أخبرتني أنَّها كانت فرحة بالمهنة وبالتدريب معتقدةً أنَّ ما كتبته طريف وعفوي، لم تدرك أن تصرفها هذا هدَّد مؤسستين ومهنة. هذه الحادثة الأولى من نوعها ونحن لا زلنا تحت تأثير الصدمة".



 


لم أقصد ما كتبته


كارن ابنة التسعة عشر عاماً تلميذة سنة أولى قابلة قانونية تشرح تفاصيل الحادثة في اتصال مع "النهار" قائلةً: "كما العادة أنشر صوراً على تطبيق انستاغرام، يوم أمس نشرت هذه الصورة وأرفقتها بالعبارة، وفي اعتقادي أني أحاول المزاح. ولكن "طلعت المزحة تقيلة" والناس أخذت ما كتبته على محمل الجد، وبعد قراءة ردود الفعل والتعليقات أزلتها فوراً لئلا يحصل أي لغط. نواياي صافية وكنت فرحة بأني بدأت التدريب الداخلي في مستشفى أوتيل ديو. لم أقصد ما كتبته وفوراً ألغيت حسابي على فايسبوك وانستاغرام، ولكن على الناس أن يدركوا أنها مزحة".
لو عدتِ بالزمن هل تقومين بالتصرّف نفسه؟ تجيب كارن: "كلا، أنا نادمةٌ على ذلك، لم أعرف أنَّ الجملة ستُفهم بطريقة سلبية، هي لحظة تخلٍّ. أنا أحب اختصاصي ومهنتي جداً، وأنا طالبة مجتهدة، سأرى ما ستقرّره الإدارة، وأتمنّى أن تسير الأمور على ما يرام".
وحول ردود فعل أصدقائها والعائلة، تخبر "أصدقائي سيقفون إلى جانبي حتماً في هذا الظرف، أما أهلي فألقوا باللوم عليَّ وقالوا لي الحق، بأنَّ ما كتبته كان خاطئاً، ويعكس صورة مغلوطة عني. ولكن في النهاية يجب أن يساندوني".


salwa.abouchacra@annahar.com.lb


Twitter: @Salwabouchacra